لكم دينكم… ولي إلحادي… والوطن للجميع(,,)
أحبتي..
لأبوين موريتانيين ولدت، وفي نفس البلد حيث ولدتم (أو أغلبكم)، بالآلية لبيولوجية نفسها.. ألسنا سواء إذن…؟
سموني “فاطمة” و هو اسم مألوف لديكم…
في طفولتي لعبت “لوزار” كبرت بقليل لألعب “كرور”، كانوا قصد تسليتي ليلا يقولون لي الكثير من الأحاجي وكنت أعرف أن “كمبَ أتعيط فالواد” عبارة عن “الكادوم”… و أعرف أن “أشوبتينْ يخنكُو بوهم” عبارة عن ركائز الخيمه…. الخ.
يسري حب هذا الوطن بداخلي مع كل قطرة دم تدور.
ولأنني وجدت بينكم منذ نعومة أظافري كان من المفترض بي أن أكون مثلكم تماما في كل شيء، فكنت مثلكم أتكلم “بالحسانية”، مثلكن ألبس الملحفة، و كان من المفترض أن أكون مثلكم أؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا …. و لكن – و هذا هو الأهم- لم يكن ذلك.
لا أؤمن بالاسلام ولا بأي دين من الأديان الموجودة على الأرض، لكنني موريتانية بما تحمله كلمة المواطنة من معنى.
فهل تفكيري الذي قادني إلى رفض كل ما يعتقده آبائي يمنحكم الحق في وضع حد لمواطنتي بل و لحياتي…؟
ملحدة لحد الساعة …. و أريد من وطني أن يمنحني حق الحياة بإلحادي…
لا يهمني لون بشرة أحد… لا يهمني دين أحد… يهمني هذا الوطن…. وأريد من قانون الوطن أن يهتم بي وبأمثالي…
أريد أن يكون لنا الحق علناً وبحماية القانون في أن نبدي آراءنا كما يبدي الجميع آراءهم.
أريد تعديل دستور هذا الوطن و الذي يحكم على أفكار و معتقدات أبناءه حتى قبل ولادتهم بمنطق أن “الإسلام دين الدولة” …. فيا وطني الدولة لا دين لها…. فالدولة لها شعب و لكل فرد من الشعب أن يختار مساره الشخصي من خيارات الدين و المأكل و المشرب…
في بداية دعوة محمد كان يعيب على كفار قريش سيرهم على منطق: “هذا ما وجدنا عليه آباءنا….” فكيف بكم اليوم تجبروننا على هذا المنطق و تحرموننا من مواطنتنا و حياتنا بسببه….؟
نريد أن نحيا في وطننا بإلحادنا و تديننا و لا تديننا فإنسانيتنا جميعا تمنحنا الحق في الحياة و اختلافنا في المعتقد لا يفسد للود قضية
هي البداية و دي المزيد…..
فهل تستجيب يا وطني…..؟
فاطمة منت القاسم