نيلسون أيقونة التاريخ الحديث لجنوب إفريقيا يرحل في صمت

 وفاة الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلارحل عنا الزعيم نيلسون مانديلا الذي أصبح أيقونة في التاريخ الحديث لجنوب إفريقيا بنضاله ضد نظام الفصل العنصري . ويعد مانديلا هو أول رئيس لجنوب إفريقيا والأيقونة المناهضة لسياسة الفصل العنصري “الأبارتهايد” التي فصلت لعقود بين البيض والسود في البلد الإفريقي الغني.

وقاد مانديلا الذي عاني من أزمات صحية متتالية في الفترة الأخيرة، تحول جنوب أفريقيا من حكم الأقلية البيضاء إلي إنهاء الأبارتهايد في بلاده، وأمضي مانديلا 27 عامًا في السجن. وتلقي مانديلا في الفترة الأخيرة علاجًا مكثفًا بمنزله بسبب إصابة حادة في الرئة، وذلك بعد أن أمضي ثلاث أشهر بالمستشفي. وقال زوما عبر التليفزيون الرسمي إن السيد مانديلا قد رحل بسلام وأضاف:”لقد فقدت أمتنا أعظم ابنائها”. وكان أفراد أسرة الزعيم الجنوبي أفريقي نيلسون مانديلا قد تجمعوا في منزله حيث يرقد في حالة صحية حرجة. وأفاد مراسل لبي بي سي في جنوب أفريقيا بأن هناك نشاطا متزايدا حول منزل مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. وجاء تجمع العائلة وهذا النشاط بعد يومين من قول ماكازيواي، الابنة الكبرى لمانديلا، إن أبيها يواصل خوض معركة شجاعة “من سرير موته.” وشوهد حشد من السيارات الحكومية أيضا في منزل الزعيم الأفريقي التاريخي في مدينة جوهانسبورغ. وكان مانديلا، 95 عاما ، قد أدخل المستشفى في شهر يونيو/حزيران الماضي، ومكث فيه ثلاثة أشهر تقريبا للعلاج من عدوى في الرئتين. ويصف كثيرون من مواطني جنوب أفريقيا مانديلا بأنه أبو الأمة. واشتهر مانديلا – مواليد 1918 – بنضاله ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، حيث قاد البلاد في المرحلة الانتقالية لنقل السلطة من الأقلية البيضاء إلى الأغلبية السوداء في تسعينيات القرن الماضي بعد أن قضى سبعة وعشرين عاما في السجن. وبوفاة نيسلون مانديلا ، فقد العالم والقارة الافريقية مناضلا كبيرا ، حيث كان سببا رئيسيا في تعزيز الحرية والتناغم بين البيض والسود في جنوب افريقيا على نحو لم يشع الكراهية والحقد بينهما نظرا لقدرة مانديلا على التسامح والتوافق مع العدو وتحويله إلى شريك رغم ما عاناه على يد هذا العدو الذي كان متمثلا في الأقلية البيضاء . ويعتبر نضال نيلسون مانديلا – الحائز على جائزة نوبل للسلام 1993 – جزءا من تاريخ افريقيا نظرا لقدرته على تفعيل السلام فى بلاده و في أجزاء أخرى من القارة الافريقية ، حيث استطاع القضاء على التمييز العنصري واستعادة حقوق السود بعد سنوات من نهب هذه الحقوق على ايدى الأقلية البيضاء . ويرى المراقبون أن وفاة مانديلا تركت عددا من الدروس المستفادة من وراء نضاله ، حيث أنه لم يرضى عن إنهاء النظام العنصري من خلال مساوامات منقوصة بل ظل يكافح حتى عام 1990 عندما حصل على الموافقة على إنهاء تام للفصل العنصري . وعلى الرغم من بقائه في السجن 27 عاما بما لم يحدث مع أى زعيم فى العالم ، لم يحمل أي ضغينة تجاه البيض ودعا شعبه للتسامح والمضي قدوما لتجاوز هذه المحنة ، مجنبا البلاد حربا أهلية وكذا انهيارا اقتصاديا إذا ما كانت الأقلية البيضاء قد انسحبت من البلاد في غياب هذا التوافق الذي أرسى دعائمه . كما لم يرض مانديلا ان يظل في الحكم إلى مالا نهاية مكافأة عن ما عاناه خلال فترة نضاله بل اكتفى بمدة حكم واحدة .

وكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى