كلمة مع مستهل شهر الانتخابات
كتب عبدالفتاح ولد اعبيدن:
الزمان أنفو – /بعد أسبوعين سندخل فعليا أجواء الحملة و مع انقضائها سنصوت لمن نختار لتولى المأمورية الثانية،و بغض النظر عن اسم الفائز بهذه المعركة الانتخابية المرتقبة،فينبغى أن نحرص أولا و أخيرا على السكينة العامة و الوئام الاجتماعي و الاستقرار،أثناء الأجواء الانتخابية و فيما بعدها،و طبعا الدولة،و لله الحمد،كفيلة بفرض الهدوء،حتى إن رغب بعض الغلاة فيما سوى ذلك ،و السفينة،بإذن الله،ستظل متوازنة و متماسكة،و ينبغى أن نعمل بقوة و بعمق و إيمان على التمسك بعروة خطاب التعايش الاجتماعي و السياسي الإيجابي،و ما سوى ذلك يعتبر خروجا على ولي الأمر و هو خلاف شرعنا الإسلامي،الذى هو الميزان و المرجعية عندنا معشر المسلمين،و المعارضة السلمية خلاف الخروج على ولي الأمر ،و أما التحريض على الاستقرار و العنتريات و التطرف،فواجبنا،شعبيا و رسميا،مواجهته و رفضه التام.
و أما موقفي الشخصي من الاقتراع على السبعة مرشحين،فيتلخص فى اختيار محمد ولد الشيخ الغزوانى،لأنه لا وجه للمقارنة بين عارف بالمسرح السلطوي و هواة يحلو لهم امتطاء كرسي الرئاسة،فقد خبر ولد غزوانى ساحة الشأن العام و إدارة دفة الحكم،و مهما كان مستوى اختلافنا فى تقييم تجربته فى الحكم،فلا مجال لمقارنته مطلقا مع بعض الهواة،و بالتالى مبدئيا،مهما كانت احتجاجاتنا على بعض أوجه تجربته فى الحكم و مطالبتنا بالمزيد من الإنجاز و الفعل الملموس لتحسين وضعنا الصعب فى بعض الميادين،فلا يمكن أن نتردد فى اختياره،على ضوء المعروض المتواضع من الترشحات الحالية.
و لن أتحدث عن حصيلة وردية لدى الرئيس غزوانى و لن أقلل مطلقا من منجزاته المتنوعة،و لن أزكي تجربته فى السلطة،لأن العمل البشري أزليا يعتريه الصواب و الخطأ،لكن كون موريتانيا مستقرة و يسود فيها جو العافية،بالمقارنة مع دول عديدة فى محيطنا و فى العالم أجمع،و كون موريتانيا لا تعيش مجاعة و لا تنتشر فيها الأوبئة،و لا يسود فيها الاعتقال بسبب الرأي،فهذا الثلاثي يعتبر فى نظري مكاسب جوهرية ينبغى التمسك بها و تعزيزها و تعميقها،فى الوقت الراهن و فى المامورية الثانية مع صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى،لكن السيد الرئيس ينبغى أن يجري مراجعات فى مختلف الأوجه،و ليتذكر بأن هذه الرئاسة،و خصوصا الصلاحات الواسعة دستوريا للحكم الرئاسي أمانة ثقيلة تستحق المزيد من العدالة و الحزم و الحذر.
و كل المؤشرات تدل على نجاح مرشحنا و فى الدور الأول،بإذن الله،و لكن هذا لا يغنى مطلقا عن الكثير من الحزم و الاحتياط و بذل الجهود النوعية الجادة،مع نشر خطاب التسامح السياسي و المجتمعي الإيجابي النافع الجامع.
و مع ضرورة وعي المجتمع و السلطة لإجراءات،ما قبل الانتخابات و ما بعدها،و لكن كل سفيه و متطرف ينبغى أن يوقن أن السواد الأعظم من الناس لن يسمح له بالإضرار بما نعيشه من وئام و استقرار،و نريد لهذه المناسبة الانتخابية الكبيرة أن تكون فرصة للمزيد من الوعي و التجربة،بإذن الله.