لماذا سأصوت لولد غزوانى؟
كتب عبدالفتاح ولد اعبيدن
الزمان أنفو _ إن الاختيار لا يعنى التزكية المطلقة،و إنما يعنى خلاصة نظرة موضوعية للأوضاع العامة.
أولا المعروض من المترشحين لا يقارن بمحمد ولد غزوانى،فكلهم هواة أو طلاب منصب صعب بالمقارنة معه،و هو له تجربة واسعة فى مجال الحكم و الشأن لا تضاهى مستواهم فى هذا الصدد،إن صح أن لهم مستوى فى هذا المجال.
و حتى من حيث إخراج ملفات الترشح،فكلهم سوى رئيس حزب تواصل منحهم حزب الإنصاف توقيعات التزكية لتصل ملفاتهم مكتملة للمجلس الدستوري.
و باختصار ولد غزوانى يمتلك تجربة فى الحكم قابلة للنقاش و غيره من معروضات الترشح،لا يملك سوى الادعاءات،و أعلى مستويات نجاحه،إن نجح فى الإثارة،على غرار ما يقوم به بيرام،الذى لا يحمل فى صدره سوى خطاب الكراهية،الذى تفنن فى تقديمه،و استجلب به الدعم المعنوي و المادي من الغرب و بوجه خاص دوائر الصهيونية و الماسونية،و اليوم يحاول أن يرسخ فى أذهان بعض أنصاره،أنه إن لم ينجح،فذلك يعنى حصول غش و تزوير واسع،و قد دعاهم للدخول فى انتفاضة لفرض وصوله للحكم!.
و كأن الدولة الموريتانية سهلة لهذا الحد.بيرام فعلا عنصري و لن يتوانى عن التحريض على الاستقرار،و المؤشرات الانتخابية لا تخدم مشروعه للوصول لدفة الحكم،و على الأرجح سيجد نفسه فى مواجهة مع الدولة،بعد نهاية اقتراع 29/6/2024،و على الأرجح لن تكون تلك الدعاية التحريضية،ذات بال،و ما يردده بيرام نفسه مجرد شعارات استفزازية لن تجد مطلقا من يضحى من أجلها،و هي ملحمة وهمية فى أذهان البعض،إن حدثت،لن تحمل أي خير لموريتانيا،و إنما هدفهم التعبير عن كره جزء معتبر من المجتمع،لصالح خطابات العنصرية و الشرائحية،و هذا الطرح لم ينجح مع افلام،و لن ينجح اليوم من باب أولى مع إيرا و زوائدها،و الدولة الموريتانية قادرة على فرض خيار وحدوي ينصف الجميع،بإذن الله.
و مما يدعو للتصويت لمحمد ولد الشيخ الغزوانى تجربته فى الحكم فقد أدى ما استطاع و فى مجالات عديدة أبرزها الجانب الاجتماعي و التوجه لخيار المدرسة الجمهورية،الذى سيخدم تعليم الأجيال و تعضيد اللحمة بينهم،و فى المجال السياسي ما زال ينتهج أسلوب التهدئة السياسية،و هو حريص على ذلك بحكم طبيعية المسالمة الإيجابية،كما أنه بحكم خلفيته الأمنية و السلطوية حافظ على الاستقرار على الصعيد السياسي و الأمني،و حافظ على الحوزة الترابية الوطنية،رغم بعض الاستفزازات على الحدود الشمالية و الشرقية،التى تفرضها إشكالية الصحراء الغربية المستمرة و أزمة مالى الداخلية.
منجزات مهمة،و لكننا لن نكتفي بها،لما نرجو فى المأمورية الثانية من تعميق و توسيع تلك المنجزات و مكافحة غلاء الأسعار و تفعيل تشغيل الشباب و تعزيز هيبة الحدود،و لعل التصويت لولد غزوانى لا يعنى أنه قدم تجربة نموذجية غير ناقصة،لكنه قدم منجزات مهمة و ترك الكثير،مما يستحق التدارك فى المأمورية الثانية،و التصويت له بالمقارنة مع منافسيه بديهي إلى حد بعيد،لأنه لا وجه للمقارنة.
فصوتي،إن شاء الله،يوم الاقتراع لمحمد ولد الشيخ الغزوانى،و بهذا المنطق التوضيحي،غير المبالغ و غير المتجاهل لقيمة الرجل و منجزاته الكثيرة،رغم حاجتها الملحة للتوسيع و التعميق،بإذن الله.