“سبقك لها عكاشة” يا جميل/ سيدي علي بلعمش
“المعاهدة” نكسة وطنية، عادت بجهود النخب التي ناضلت من أجل الديمقراطية في هذا البلد، عقودا إلى الوراء.. كسرت الحصار على ولد عبد العزيز و حولت جرائمه الاقتصادية و نهجه البوكاساوي إلى إنجازات وطنية لا تطال..
دمرت ما تبقى من آمال في نفوس الشعب الموريتاني المغلوب على أمره. و كل الأدلة و البراهين على كارثية “المعاهدة” تجلت بشهادتهم هم أنفسهم ، في مهزلة 23 نوفمبر..
ـ “تواصل” حركة انتهازية، بلا ضوابط و لا مبادئ و لا عهد و لا ذمة و لا محذورات و لا خطوط حمراء ، تستبيح ما تستنكره متى شاءت و تحرم ما تتمرغ فيه متى شاءت.. إذا حدثت كذبت وإذا وعدت أخلفت وإذا أؤتمن خانت.. “تواصل” أسوأ ألف مرة من نظام ولد عبد العزيز.. أسوأ ثلاث آلاف مرة من مبررات “المعاهدة”.. أكذب عشرين ألف مرة من مبادرة مسعود…
ـ يستطيع ولد عبد العزيز و “المعاهدة” و “تواصل” أن يتقاسموا الكعكة كما يشاءون .. أن يتبادلوا الأدوار في البكاء على موريتانيا و الدفاع عن حماها بدمائهم و أموالهم كما يشاءون.. يستطيعون أن يمسرحوا المشهد السياسي و يذرفوا دموع التماسيح في كل موقف كاذب، كما يشاءون .. يستطيعون أن يتموقعوا و يتلونوا كل يوم ألف مرة بلا خجل ليخدعوا الشعب الموريتاني .. لينهبوا ثروات البلد.. ليحيدوا كل إرادة صادقة فيه.. ليقتلوا كل بارقة أمل فيه.. لينسفوا كل جهد صادق فيه..
لكنهم (“المعاهدة” و “تواصل”) لا يمكن أن ينسوا أنهم طعنوا المعارضة في الظهر أكثر مما طعنوا البلد. و خدموا نظام ولد عبد العزيز بما يحتاج بالضبط و تحت الطلب ، أكثر مما خدمته عصابة الاتحاد من أجل الجمهورية و مجرتها الحزبية المخجلة التسكع أمام شبابيك النظام.. لا يمكن أن ينسوا أنهم اختاروا أنفسهم حين فرض الزمن واقعا مرا جعلنا جميعا أمام خيارين لا ثالث لهما : أن نختار بين الوطن و أنفسنا .. بين المصلحة الوطنية و مصالحنا الخاصة .. بين محاباة عصابة ماكرة تستبيح كل شيء و الدفاع عن بلد يستنجد أبناءه ..
لا يمكن أن ينسوا أنهم اختاروا أن يصبحوا جزء من نظام أعمى بلا برنامج و رؤية و لا مقدسات و لا ثوابت ليكونوا وسيلة شرعنته الوحيدة و دليل ديمقراطيته الأوحد و مبرر بقائه اليتيم ..
لا يمكن أن ينسى مسعود و جميل منصور و بيجل أن اعتقادهم بأنهم يستطيعون تمرير لعبتهم بذكاء دون كشف حقيقتهم، استغفال لشعب لم يعد يعطي نفسه حق الانخداع..
ليس من بين هؤلاء معارض لغير المعارضة .. ليس من بينهم من لا يبيع موريتانيا بوزن اسمها من تبن .. ليس من بينهم من يستطيع الاتحاد من أجل الجمهورية مجاراته في الاستماتة في خدمة عصابة ولد عبد العزيز :
ـ يجتمعون كل يوم ليطلقوا قذائف إعلامية بذخيرة ميتة : سنقاطع .. سنقاضي .. سنتابع .. لن نعترف بنتائج الانتخابات .. نحذر من زعزعة السلم المدني …
ـ في حين يعلن التحالف عن “دعمه الكامل للوائح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية فى نيابيات وبلديات مقطع لحجار فى جولة الإعادة المقررة فى الحادي والعشرين من الشهر الجارى” ..
ـ في حين يعلن حزب الوئام أنه “قرر دعم مرشح حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في نواذيبو محمد ولد معطل فى الشوط الثاني من الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها فى 21 دجنبر”.
أي معارضة هذه ؟
معارضة من هذه ؟
أين هذا من تهديدكم و وعيدكم؟
من حقكم الآن أن تطالبوا برئاسة معارضة المعارضة لأنكم بالفعل أحق بها من ولد عبد العزيز .. و أقدم على لائحة خيانة المعارضة من ولد عبد العزيز .. و أسوأ نوايا في المعارضة من كل عصابة ولد عبد العزيز ..
غدا ستحمل المعارضة حجارة العصيان المدني و على من يتقدم منكم لرئاستها أن يحمل راية المواجهة : لقد انتهى زمن المشي على الحبلين ، فقرروا على أي الحبال تمشون ، أيها العابرون خلف عصابة ولد عبد العزيز على أجساد شعبكم المستباح و مصالح بلدكم المنهوب …بل على أجساد شعبنا المستباح و مصالح بلدنا المنهوب..