السّقوط في الشّمس لسناء الشّعلان في أطروحة سنّاء جبّار حياوي العبوديّ
الزمان -طرابلس/ لبنان: ناقشت الباحث العراقيّة (سناء جبّار حياوي العبوديّ) في قسم الدّراسات العليا في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة الجنان اللّبنانيّة أطروحتها استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الدّكتوراه البحثيّة في تخصّص الأدب العربيّ، وهي بعنوان:
“مدارات الحداثة في الرّواية النّسويّة العربيّة: نماذج مختارة”، وقد درست الباحثة فيها رواية “السّقوط في الشّمس” للأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة أ. د. سناء الشّعلان، كما درستْ فيها نماذج روائيّة لأديبات عربيّات ضمن نماذج مختارة.
أنجزت الباحث أطروحتها، وناقشتها بإشراف أ. د. جومانة توفيق أبو علي، وقد تكوّنتْ لجنة المناقشة من: المشرفة أ. د. جمانة توفيق أبو علي، وأ. د. ميخائيل مسعود رئيساً ومناقشاً، وأ. د. وداد الأيّوبيّ مناقشة، وأ. د. عائشة شكر مناقشة، وأ. د. تغريد السّيد مناقشة.
عن هذه الأطروحة قالت الباحثة سناء جبّار حياوي العبّوديّ: “أمَّا أَهميَّةُ الدِّراسةِ فتَكمُنُ في البَحثِ عنِ المَزايا الكامِنةِ في الخِطاباتِ الرّوائيَّةِ النُّسويَّةِ العربيَّةِ والمُقارَنَةِ بينَها، والانهِماكِ في التَّحليلِ الدَّاخليِّ؛ بوصفِها مَلامِحَ للخِطابِ الفِكريِّ الإِبداعيِّ للمَرأةِ، وفَضاءاتٍ للمُمارسةِ والتَّطبيقِ، وعلَيه فإِنَّ عَيِّناتِ البَحثِ قد جسَّدتْ أَهميَّتَها عبرَ المَجالينِ:
الأول: مَلامحُ الخِطابِ النُّسويِّ وحَداثَتُه وانعِكاسُه في الفَضاءِ التَّطبيقي.
الثاني: تَجاوُزُ النُّصوصِ التَّقليديةِ وأَيديولوجيةِ الفِكرِ الأَبوي، والاعتِمادُ على التَّصورِ الفِكري الحَداثَوي، ومَبدأ الانتِقائيةِ في الطَّرحِ.
وإِشكاليةُ الدِّراسةِ تَتَمحورُ حَولَ الفِكرِ الرّوائيِّ الجَديدِ للمَرأةِ الكاتبةِ, وما مَدى انعِكاسِه على الإِنتاجِ النُّسويِّ؟ وما رُؤيةُ الذَّواتِ الكاتبةِ والمُجتمعِ؟”.
الدِّراسةُ تَمَّ تناوُلُها على وفقِ منهَجَينِ: الأوّل: المنهَجُ التَّحليلي النَّفسيّ الأَدبيّ، والثّاني: هو الأُسلوبِيةُ، وقد اختَرتُهُما للكَشفِ عن حداثَةِ الخِطابِ وجرأتِه، والخَوضِ في أَعماقِ النَّصِّ والتَّحدياتِ النُّسويّةِ في الواقعِ، وطُرُقِ استِفزازِها للقارئِ عن طريقِ مناقشَةِ جُملةٍ مِنَ المسائلِ والقَضايا الشَّائكةِ والأَنساقِ الثَّقافيةِ عبرَ رسالةٍ نفسيَّةٍ مشَفَّرةٍ داخلَ المُتونِ الرّوائيةِ، وربطِها بمَا يتعلَّقُ بالمنطِقِ المُتكافئِ بعيدًا عَنِ التَّمركُزِ والمَركزيَّةِ، وكمَا هو مَعلومٌ أَنَّ الإِنسانَ منذُ بدايةِ عَصرِ النَّهضةِ بدأَ يَعِي ويعتَقِدُ أَنَّ الذَّاتَ الدَّاخليةَ هي المُحرِّكُ لتَحديدِ مَصيرِ الأَفرادِ بَدلاً مِنَ القُوى الأُخرى، ومن هُنا أَصبحَتِ القُوى الدَّاخليةُ لها أَهمِّيةٌ لِكونِ الجانبِ النَّفسيّ ينعَكِسُ علَى حرَكِيَّةِ الإِنسانِ، فضلاً عن أَهميِّةِ الأُسلوبيَّةِ بوصفِه مَنهجًا يتَعاملُ معَ لُغةِ النَّصِّ، ووسيلةً تُساعدُنا في فَكِّ رُموزِ اللغةِ, ممَّا ينعَكِسُ على تَحليلِ جوانِبِ الإِبداعِ داخلَ النُّصوصِ وربطِها بالمُبدعِ, فيَكونُ التَّعاملُ مع النُّصوصِ على وفقِ قِراءةٍ أُسلوبيَّةٍ نقديَّةٍ, وبَيانِ تراكيبِه الجماليَّةِ والفنيَّةِ للوُصولِ إِلى الدَّلالاتِ, واستِخراجِ المَعاني الكامِنَةِ في اللُّغةِ, فيسمَحُ للباحثِ التَّنقلَ بينَ المعنى المُباشِرِ والمعنى الغائِبِ, وهو جَوهرُ العمليَّةِ الإِبداعيةِ..
كما جاءت مادَّةُ الأُطروحَةِ مُقسَّمَةً على أَربعَةِ فُصولٍ، تَوزَّعتْ مَحاورُها على ما يأتي: الإِطارُ النَّظريُّ والدِّراساتُ السَّابقةُ عُنوانًا للفَصلِ الأَوَّلِ, والمَركزُ والهامِشُ ومُواجهَةُ الذَّاتِ عُنوانًا للفَصلِ الثَّاني, وجَماليَّاتُ التَّحوُّلِ وفِتنَةُ السَّردِ النُّسويِّ عُنوانًا للفَصلِ الثَّالثِ, أَمَّا الفَصلُ الرابعُ والأَخيرُ فقد جسَّدَ مُتعَةَ الثَّقافةِ الاستِهلاكيَّةِ والكتابَةَ بالجسَدِ.
خُتَمَتِ دراسَةَ الفُصولِ بخاتِمَةٍ وضَّحَتْ فيها نتائِجَ كُلِّ فَصلِ، وخاتِمَةٍ نَهائيَّةٍ بأَهمِّ ما تَوصَّلَتْ إِليه الأطروحة من نتائج.