المغرب: لا جديد في تصريحات المبعوث الدولي للصحراء الغربية
‘القدس العربي’: رسميا، لم تحمل تصريحات المبعوث الدولي للصحراء في مخيمات تندوف اي جديد حول مهمته واهداف جولته المغاربية ومقاربته للنزاع الصحراوي وتسويته، لكن قراءة بسيطة بين سطور هذه التصريحات ومقارنة تعابيرها مع تصريحاته بالمغرب، تجعل المغاربة يخشون على ما سيضمنه كريستوفر روس في تقريره للامين العام للامم المتحدة او لمجلس الامن الدولي.
وينتظر الرأي العام المغربي خطابا للعاهل المغربي الملك محمد السادس يلقيه مساء اليوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى الـ36 للمسيرة الخضراء التي نظمها المغرب لاعادة الصحراء من اسبانيا. واعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن الملك محمّد السادس سيوجه خطابا إلى الشعب المغربي بمناسبة حلول الذكرى السابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء سينقل إذاعيا وتلفزيا (اليوم) الثلاثاء الساعة الثامنة والنصف مساء. وقال كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة للصحراء بعد لقائه محمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البوليزاريو مساء اول امس الاحد في تندوف بالجزائر ان أهداف جولته الحالية التي يزور فيها المغرب والجزائر وموريتانيا واسبانيا وفرنسا تتمثل في في ثلاثة محاور رئيسة وهي ‘تقييم خمس سنوات من المفاوضات والنظر في أسباب عدم التقدم، و’النظر الى الأمام لنرى كيف نعدل نحسن نغير أسلوب العملية التفاوضية حتى تأتي بشيء ملموس نحو الهدف المنشود وهو تقرير مصير’ الصحراويين ومعرفة ‘تأثير ما يجري في شمالي افريقيا والساحل على ملف الصحراء الغربية’. وجدد روس بعد لقائه عبد العزيز ما صرح به بعد لقائه العاهل المغربي الملك محمد السادس بالرباط التأكيد على ان مهمته غرضها كما هو محدد في قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن تسهيل المفاوضات بين الطرفيين بما يضمن التوصل لحل سياسي دائم ومقبول ومنصف يكفل حق الصحراويين في تقرير المصير. ولاحظ ان المفاوضات التي جرت على اساس الاقتراحين المغربي والصحراوي’لم تحرز اي تقدم يذكر’ وأضاف انه اثناء زيارته للمغرب اجرى محادثات في الرباط ولقاءات في العيون وخلال زيارته للجزائر اجرى في تندوف لقاءات ومباحثات وانه يواصل ذات النمط في محطاته المقبلة نواكشوط والجزائر العاصمة ومدريد وباريس. واشار روس انه ‘بعد استكمال الجولة سيقدم خلاصة ب’النتائج والاستنتاجات’ الى الامين العام للامم المتحدة كما يقدم تقريرا عن الزيارة اواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الى مجلس الامن واكد ارادته في المضي في العمل من اجل انهاء معاناة الاسر الصحراوية المشتتة منذ 37سنة، حل يجعل من الممكن بناء مغرب عربي موحد و يعزز الامن والاستقرار في شمال افريقيا والساحل، داعيا اهل ‘الخير حيثما وجدوا ان يلتفوا عاجلا حول حل مشرف للجميع.’ ومن المقرر ان يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري جلسة مشاورات حول قضية الصحراء الغربية يتم خلالها الاستماع إلى إحاطة يقدمها المبعوث الشخصي للامين العام حسبما افاد موقع المجلس على شبكة الانترنت. وقال هارديب سينغ رئيس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي والسفير الهندي لدى الأمم المتحدة إن جدول أعمال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سيكون من بين ‘الأكثر ازدحاما’ حيث سيتضمن بحث معظم القضايا الساخنة في العالم. وطلب مجلس الامن في قراره الاخير (2044) الصادر في 24 نيسان/ ابريل الماضي من الأمين العام أن يقدم بانتظام إحاطات إلى مجلس الأمن، مرتين في السنة على الأقل، عن حالة المفاوضات التي تجري تحت رعايته والتقدم المحرز فيها و عن التحديات التي تواجهها عمليات بعثة المينورسو، والخطوات المتخذة للتصدي لها. واولى كريستوفر روس في لقاءاته بالمغرب وتندوف اهتماما بأوضاع حقوق الانسان وقال ان هذا الجانب ليس من اختصاصه لكن سيكون موضع اهتمام منظمات الامم المتحدة التي تشكل مجموع تقاريرها ارضية لتقريره الذي سيقدمه للمجلس. وقال ناشطون التقوا روس لـ’القدس العربي’ ان هذا الاخير ابلغهم ان مبعوثين عن المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان سوف تقوم بزيارات للمنطقة للاطلاع على ضمانات هذه الحقوق وتسجيل الانتهاكات المرتكبة. وقال موقع ‘لكم’ أن المقرر الأممي الخاص بحرية الرأي والتعبير، فرانك لارو سيقوم قريبا بزيارة إلى المغرب تشمل الأقاليم الصحراوية للإطلاع على وضعية حرية الرأي والتعبير بالمنطقة. ولم تكشف المصادر عن تاريخ هذه الزيارة، التي تأتي عقد عدة زيارات متتالية لمراقبين دوليين وأمميين إلى الأقاليم الصحراوية، ابتداء من زيارة وفد عن ‘مركز كينيدي’ لحقوق الانسان، والمقرر الأممي الخاص بالتعذيب خوان مانديز وتولي جبهة البوليزاريو وانصارها اهتماما بملف حقوق الانسان وتسعى لابرازه كقضية محورية بالنزاع بعد النقاط التي سجلتها لصالحها تقارير هذه الهيئات التي زارت المنطقة على امل ان يتخذ مجلس الامن الدولي قرارا بتوسيع صلاحيات قوات الامم المتحدة المنتشرة بالصحراء (المينورسيو) لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها للمجلس وهو ما يمس السيادة المغربية على المنطقة. وتضمنت تصريحات كريستوفر روس في لقاءاته بمخيمات تندوف اتهامات للمغرب بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان ضد ناشطين صحراويين في العيون في اشارة لما تعرضت له الناشطة امينتو حيدر. وقال انه ‘تشرف’ بالتعرف عليها خلال زيارته لمدينة العيون واعرب في تصريحات خلال لقائه مع المنظمة النسائية التابعة لجبهة البوليزاريو في تندوف ونقلتها وكالة الانباء الصحراوية عن ‘تألمه’ لما تعرضت له هذه الناشطة والمواطنون الصحراويون من ‘اعتداءات’ خلال زيارته الى مدينة العيون. وقال انه اتصل بها و’اطمأن’ على وضعها كما اتصل بالسلطات المغربية ‘مستفسرا’ عن حيثيات ‘الاعتداء’. وقال المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان (كوديسا) الذي تتراسه حيدر أن وفدا يمثل المجلس الوطني لحقوق الانسان (رسمي) زار منزلها مساء الجمعة وذلك بهدف الاستماع إلى إفادتها بخصوص اتهامها قوات الأمن بالاعتداء عليها وإلحاق أضرار بسيارتها ومحاصرة منزلها الكائن بشارع القدس لمدة فاقت الخمس ساعات. وذكر بيان للتجمع نشره موقع كود الالكتروني أن الوفد المتكون من محمد سالم الشرقاوي عضو المجلس الوطني لحقوق الانسان ورئيس اللجنة الجهوية ومحمد سالم سعدون المدير التنفيذي لمكتب المجلس بالعيون ويونس عليشان عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان قد استمعوا لشهادة وافية لأمينتو حيدار حول ملابسات الاعتداء. و أضاف البيان أن الدكتور عليشان يونس عاين آثار الاعتداء الجسدي الذي طال المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان و بعض الآلام الجسدية التي لازالت تعاني منها على مستوى الظهر و الأضلع في الجهة المحاذية للصدر والجهاز الهضمي. وقام الموفدون بالتقاط مجموعة من الصور لآثار الهجوم على منزل أمنتو حيدار وعلى سيارتها التي تعرضت للتكسير والتهشيم. وبدأت مظاهر التخوف المغربي مما قد يتضمنه تقرير روس لمجلس الامن على ضوء الحميمية التي طبعت لقاءاته مع قادة البوليزاريو في تندوف والتي تؤكد التوجس المغربي من اهداف روس وجولته وما اعطاه من مؤشرات خلال الايام الماضية لتبقي حالة عدم الثقة بروس التي اعلنها المغرب في ايار (مايو) الماضي قائمة. وقال موقع كود ان مؤشرات المخاوف المغربية كانت برنامج روس في العيون التي حاول المغرب التصدي لها حتى وإن تطلب الأمر سحب الثقة من وسيط أمريكي وما يعنيه ذلك في الدوائر الدبلوماسية، لكن روس حقق ما كان يصبو إليه وزار العيون بعد أن هلل له المسؤولون بالرباط سواء حكوميين أو برلمانيين أو زعماء سياسيين واستقباله في مطار العيون من طرف الممثل الخاص للأمم المتحدة بالصحراء الألماني فولف غانغ وايسبرود ويبر وليس والي العيون الذي انتظر حتى تم تقديمه إليه من طرف ممثل الأمين العام. وتجلت مؤشرات ‘سوء نية ‘روس في جعل مقر الأمم المتحدة بالعيون، في إشارة إلى مبدأ حياد البعثة الذي تضمنه تقريره أبريل الماضي، مكانا لاستقبال لائحة من الأفراد والهيئات حددها روس شخصيا واتصل بها طاقمه واستهلاله للقاءات بالاجتماع مع أمينتو حيدر ورفاقها و قضاء ما يزيد عن ساعتين في الاستماع لهم وهي أطول مدة زمنية مقارنة مع كل الاجتماعات التي أشار إليها جدول أعمال روس. وقال نفس المصدر ان الأخطر والذي لا يبعث على الاطمئنان هو إصرار روس على التجوال في المدينة في سيارة تابعة للمينورسو لا تحمل العلامة السوداء المعروفة التي تحملها سيارات الأمم المتحدة(UN) و مرقمة بـ MIN001 ولا تحمل ‘المغرب باللون الأزرق’ كما اعتاد سكان العيون رؤية سيارات المينورسو التي تدخل في إطار الترقيم الممنوح للهيئات الدولية المعتمدة بالمغرب سواء كانت في الرباط أو العيون واتهمت اوساط مغربية كريستوفر روس بايلاء الاهتمام بالهيئات والهيئات الموالية او القريبة من جبهة البوليزاريو واهمال هيئات ومنظمات وحدوية رفض لقائها من بينها شيوخ قبايل صحراويين شاركوا بوقت سابق بعملية تحديد الهوية كما اهمل روس انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها قوات جبهة البوليزاريو في مخيمات تندوف ضد معارضيها. وقال منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف ان ميليشيات تابعة لجبهة البوليزاريو اعتقلت الفنان الصحراوي علال الناجم واختطفته بمنطقة تيفاريتي واقتادته إلى مكان مجهول للحيلولة دون لقائه لكريستوفر روس، وحتى لا يتمكن من التعبير عن وجهة نظره وإيصال صوته بطريقة سلمية وحضارية حول الأوضاع الحقيقية بمخيمات تيندوف للمبعوث الأممي الذي يزور المنطقة. وحسب البيان الذي نشرته يومية ‘الاتحاد الاشتراكي’ يوم امس الاثنين ‘فقد تم اعتقال الفنان علال الناجم شحرور الأغنية الحسانية في الساعة الثانية عشرة زوال يوم الجمعة الماضية، حيث نقل على متن سيارة تابعة للبوليزاريو إلى وجهة مجهولة خوفا من لقاء المبعوث الأممي وفضحه للممارسات القمعية التي ترتكبها جبهة البوليزاريو في حق الصحراويين المحتجزين’.