اتركوا مهمة تأديب بيرام للقانون/ سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _ حين ترى بيرام يبث على موجته القصيرة و يعود إلى الثناء على النظام بعكس أبشع ما كان يصفه بالأمس ، تأكد أنه عاد إلى نسخته الأصلية .
لكن بيرام اليوم ينسى أنه لم يعد من بين رجال الدولة و لا وسطائها من يستعد لإبرام أي اتفاق معه ، لأنه سيفضحه غدا ، لا بما جرى بينهما فقط و إنما بكل ما يريد إلصاقه به من تهم ، ستجد من يصدقها من معارضي النظام و أعداء البلد حتى لو كانت مكشوفة التناقض و الأكاذيب و الاستحالة ..
و أصدقاء بيرام الأخطر ليسوا من ترونهم من حوله من سُذَّج و منحرفي الشارع ، المستعدين دوما للنهب و التخريب و إنما هم جيل صامت في أروقة النظام من بينهم وزراء و مدراء و سفراء ، يتظاهرون بالدفاع عن كل عيوب النظام ما عدا ما يعني بيرام منها .
و يتجلى انحيازهم لبيرام لا في الدفاع عنه مباشرة و إنما في معاداة من يعادونه ..
لا شيء يخجل بيرام حين يكذب و لا شيء يحرجه حين يمدحك أو يذمك بعكس ما كان يقول فيك بالأمس ..
أتمنى أن يكون النظام قد فهم بوضوح أن لا حل مع بيرام سوى إخضاعه للقانون الكفيل بتأديبه و إفهام من يساهمون في تضخيم صورته في الظل ، أن حالتهم مكشوفة و أسبابهم مكشوفة و أجندتهم الشيطانية أصبحت مكشوفة ..!
موريتانيا حرَّمت العبودية و شيدت لها محاكم قبل كل دول المنطقة التي ما زالت تمنع الحديث في موضوعها و تعامل ممارسيها بأعلى درجات التقدير و الاحترام و الاعتراف بحقهم الكامل في إعلان تفوقهم العرقي .
وحدهم قوافل امتدادات الجوار العرقية في موريتانيا و حديثة العهد منها على وجه الخصوص ، هم من ما زالت (لا أقول بقايا من هذه الممارسات بل أعتى موجات طغيانها) توجد في أوساطهم : يسمون الأشياء بأسمائها في قواميسهم و ينعتونهم بالنعوت الوقحة و يمنعون جلوسهم على فراشهم و دفنهم مع موتاهم و يمنعون كل أنواع الاختلاط الاجتماعي مع جميع مكوناتهم الموصوفة في قواميسهم بأبشع نعوت الازدراء و الاحتقار .
و لو أعدت موريتانيا فريقا مُنتَقَى (أقل من وزارة و أكبر من مفوضية) ، لفضح ما يحدث في دول الجوار في هذا المجال ، لَقَدَّمَت أكبر خدمة للإنسانية و استعادت دورها التنويري في المنطقة ؛ حينها ستنكشف كل جرائم بيرام و تيام صامبا و غيرهم من الدياسبورا الإفريقية في البلد و البانافريكانيسم في المنطقة ليفهم العالم أجمع أنهم هم من يتاجرون بالعبودية و يعيشون على أكاذيب محاربتها بما يحولها إلى سوق نخاسة ..
هم وحدهم من يستفيدون من سمسرة التلاعب بأكاذيب العبودية التي يغمضون عيونهم عن انتشارها في المنطقة و يفتحونها في موريتانيا التي تُحرجهم بما اتخذت من إجراءات في سبيل القضاء عليها ، انطلاقا من مبادئ رسالتها التاريخية الخالدة ..!
على المنظمات الموريتانية العاملة في المجال ، أن تفهم سر القضية و أسبابها و تاريخها و ارتباطها بثورة إنسان هذه الأرض العظيمة على المد الكنسي و الكولونيالي و الوثني في المنطقة الذي تحاول هذه المجموعات المأجورة منذ القدم ، عكس حقيقته على الأرض ..
و على السلطات الموريتانية أن تفهم أن بلدا يتكلم فيه بيرام و ولد اكماش و ولد الشدو و بنت البرناوي و مريم بنت الشيخ و ولد محم و فيدرالي عزيز المجنون ، المُهَدِّد في كل ظهور غبي له باستخدام القنبلة النووية ، هو بلد مريض ..
بلد يكون فيه بيرام و بنت الشيخ نوابا في البرلمان ، هو بلد يحتاج ألف جلسة مع طبيب نفسي ..
على النظام أن يعيد إلى الدولة هيبتها و جديتها و احترامها و خوف الجميع من جبروت قوانينها ..
لا يمكن لهذه السلطات أن تحسن من مظهرها و هيبتها بوجود مثل هذه الوجوه البائسة في واجهة المشهد الحياتي ..
كان أمرًا مؤسفا حقا (مما نتجاوزه اليوم) ، أن تترشح لرئاسة موريتانيا مجموعة من البائسين ليس من بينهم من سبق أن أدار أي مجموعة أو كان رئيس مصلحة .!
على المشرع الموريتاني أن يفهم أن المصلحة العليا للوطن أهم من ترهات الديمقراطية الشكلية .
أنا متأكد أن ولد مگت لو كان يعرف أن البرلمان ورطة إلى هذا الحد لما قبل أن يقوده ، أما و قد وقع فيها فإني أشير له ، بما عرفت فيه من حب و إخلاص لهذا الوطن و أهله ، أن يفعل كل ما بوسعه (بما عُرِفَ به من تحمل و صبر ) ، لسن قوانين تحمي برلماننا و مؤسساتنا السامية من ولوج العابثين إليها .
هذا هو أهم ما نحتاجه اليوم لتستعيد الدولة هيبتها و يتذكر كل صغير مكانته و عودة المعايير المفهومة لإدارة منطق الاستقرار .
ليعلم كل من يبرم اتفاقا باسم النظام مع بيرام أو تيام صامبا أو يساهم في إبرامه ، أننا سنعتبره عدوا لهذا البلد و نعامله بما نعامل به أي عدو لشعبنا و أرضنا و ليكن ما يكون ..
و ليكن ما يكون..
و ليكن ما يكون …