متى نفهم !؟/ سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _ الحملة المُنظمة من قبل المافيا الإفريقية المأجورة ، ضد عروبة موريتانيا و حتى ضد إفريقيتها و ضد وجودها ، تجاوزت كل الحدود و تَخَبَّطَ فيها كلُّ معتوه جاهل بما يشاء ، في غياب كامل لأي ردود محلية ، و بتحريك واضح من “أفلام” و (FPC) (الجبهة التقدمية للتغيير) و “إيرا” و (AOM) و هلمَّ جرا و سَحْلا و افتراءً على التاريخ ..
على الجميع أولا ، أن يدرك أن كل هذه الأسماء مجرد عناوين وهمية لا وجود لها على الأرض ، يحاولون تسويقها هنا كمنظمات و جبهات ستقلب تاريخ البلد :
# لا أحد من بينهم يختلف عن الآخر إلا في اختيار بلد التسكع الذي يحاولون إقناعنا بأنه بلد لجوئهم السياسي و لا علم له بوجودهم .
وحين يجدون مهووسا فاشلا مثلهم من ذلك البلد ، يكتب لهم مقالا أو يصور لهم لقطة ، يمضون عدة سنين يعيشون على ريعها ، بعرضها على كل من يشتري الإساءة إلى العرب و المسلمين : نعم ، أيها الغبي الحاقد إبراهيما كامارا ، موريتانيا ليست مجرد بلد عربي بل هي بلد صانع للعروبة .. ليست مجرد بلد مسلم بل بلد لانتشار الدعوة ؛ هي من أخرجت آباءك من أدغال التوحش و الوثنية ..
العبارات المستعملة بكل جهل و حماقة (أقلية ، أغلبية ، شرائح ، عرب ، زنوج ، بربر …) ، لم تكن يوما من قاموسنا السياسي و لا الثقافي ..
هم من استوردوا كل هذه التصنيفات البغيضة التي حولتهم إلى حراس لمعبد حقد أصم ..
نحن شعب مسلم عالِم حتى الطفح و أصيل حتى الثمالة ، واجهنا البرتغاليين و الانجليز و الآلمان و الفرنسيين في هذه الأرض و أخرجناهم جميعا أذلة صاغرين ..
منذ مئات القرون كانت هذه الأرض أرض المور بحضارتهم العظيمة و تاريخ بطولاتهم المشهود ..
و ضريح ملك المور و زوجته نفرتيتي الثانية ، دليل قاطع على عظمة ملكه و اتساع دولته و رسوخ أقدامه في رمال التاريخ ..
يهددنا السنيغالي (إبراهيما كامارا) المتخبط في جدلية انتمائه بما يكفي لتأكيد اعتماده على بوصلة أقرب إلى لعبة أطفال ، (يُحَمِّلُ فيها التاريخَ مسؤوليةَ أخطاء أسلافه) ، بالتظاهر في كل العواصم الغربية ، جاهلا أن من يتشبث بعدلهم هم سبب مأساته لا نحن !!
هذه أرض المور التي هزمت كل الحملات الكولونيالية و تعترف كل كتاباتهم بما لاقوه هنا من مقاومة باسلة ، مع وجود جيوب على الحدود من هنا و هناك ، كما في العالم أجمع ، لم يزعجنا يوما تواجدها و لم نطلق عليها قط لفظ “الآخر” كما في أمريكا و لم نطلق النار على من والونا منهم ، كما فعل الفرنسيون في تياروي ، إذا كان يتذكرها الصحفي السنيغالي إبراهيما !؟
# لم يساهم أجدادنا في حملة بيع مئات آلاف العبيد ، كما كان يفعل شيوخ القبائل الزنجية بأبناء جلدتهم ..
هنا كان محل تذكير الباحث السنيغالي (السونينكي) ، ابراهيما مع قناة سونينكي (على اليوتيب) ، بمأساة أجداده الأكبر حين كانوا يُحمَلون مثل السردين في البواخر الأمريكية و الأوروبية..
يطلق هذا الصحفي السخيف أسماء سونينكية على وادان و شنقيط و مدن أخرى ، معتبرا هذه التسميات السونينكية مرجعية تاريخية و دليلا على سونينكيتها ؛ فرانس (France) أيها الغبي ، هي فرنش عند الانجليز و هي فرنسا عند العرب ، فهل هذا يجعلها انجليزية الأصل أو عربية الأصل !؟
هنا ، يدفعنا جهل هذه النخبة المتخبطة في الأخطاء إلى الحديث عن ما كنا نقف دونه: لنقول لهذا الجاهل إن فرنسا هي أرض الفرنسيين و ألمانيا هي أرض الألمان و إيطاليا هي أرض الطليان و موريتانيا هي أرض المور ..
أعرف جيدا أن إبراهيما كامارا يجهل تاريخ المور و يجهل الفارق الزمني بينه و بين ما يتحدث عنه من أحداث الأمس القريب ؛ تماما مثل قولهم إفريقيا للأفارقة ، جاهلين أن تسميتها تعود إلى افريقش اليماني و أنها كانت تطلق حتى وقت قريب على تونس دون غيرها من دول القارة ..
إن مشكلتنا في هذا البلد هي أننا نحاور جهلة يعتبرون الصراخ أهم وسيلة للإقناع ، مع انبهارهم بالمعارف الجديدة عليهم ، و تشبثهم بقشورها و بأكاذيب من حرفوا الكتب المقدسة و قتلوا الأنبياء و زوروا التاريخ و تسببوا في كل آلام البشرية ..!
و يجهل إبراهيما حين يوزع موريتانيا بين المغرب و السنيغال ، أننا حين نعود إلى التاريخ من زاوية ادعائه، ستهتز عروش كثيرة في كل المنطقة من الأطلسي إلى ليبيا و من أقصى حدود اندر إلى الحزائر ..
ستظل موريتانيا أرض المور و سيظل كل من لا ينتمي إلى المور دخيلا عليها و هو أمر لا يَحرِم أي آخرين من الانتماء إليها لأننا نفهم عمل التاريخ ، لكن موريتانيا ستظل أرض المور كما ستظل فرنسا أرض الفرنسيين ..
ويتحدث الحقير كاو توري عن “ما يسمونه هناك” (يعني موريتانيا) “بالآبارتايد المُقَنَّعَة” ، أمام غبطة محدثته (الصحفية الإفريقية) ، من كلماته المسيئة إلى بلدنا ، تماما مثل محدث الغبي إبراهيما كامارا ، كأن الجميع ينعش حفل مصاصي دماء يبتلعون فيه شعبا بأكمله ، يجهلون حتما أنه سيبقى شامخا رغم أنوفهم ما بقيت الحياة …
و لأن المور حضارة عالمة صنعتها التجارب الصعبة (الانتصارات العسكرية ، الهزائم ، الصراعات الدينية ، الحملات الكولونيالية …) ، لم تكن لدى بقاياهم اليوم أي إشكالية في فهم كيمياء التاريخ : نحن عرب ، نحن أفارقة ؛ هذه هي انتماءاتنا الحضارية و الجغرافية . و نحن أجناس و قبائل ، صهرتنا الجغرافيا في تشكيلة بديعة ، من يتقبلها منا ينعم بجمالها و سخائنا و من يرفضها يكتوي بشرور نفسه ..
ـ على من يعيشون اليوم على اختلاق الأزمات و سمسرتها..
ـ على من ينخرطون في العمالة لفرنسا من خلال سياسة “فرق تسد” و العمل على تفجير غرب إفريقيا على امتداد خارطة تواجد الفولان ، أن يفهموا أنهم لن يبدؤوا بموريتانيا و لن ينتهوا بها : لا يعنينا من الفولان غير فولاننا .
هذه الحملة المنطلقة كالعادة من نخبة السنيغال المأجورة ، الساعية من أخرى إلى تخليص السنيغال من ورطة الفولان من خلال طردهم إلى موريتانيا ، التي يتم اليوم تجنيد كل المرتزقة الإفريقية للمساهمة فيها ، من ناتالي يامب إلى إبراهيما كامارا ، رافقت حدثا لم ينتبه الكثيرون إلى ارتباطه بها : لم يكبر بيرام من الداخل في الانتخابات الأخيرة بل فقد أكثر من ثلثي جمهوره في الانتخابات الماضية (2019) ، و غادرته كل قيادات الحركة من الصف الأول و الثاني ..
لقد اعتمد بيرام في هذه الانتخابات على أعداء موريتانيا (افلام ، أف بي سي ، و جماعات عزيز التي لا تنتمي إلى غير مصالحها الضيقة ..
هذا التحول الخطير ، لم ترافقه رؤية استراتيجية محكمة من قبل السلطات : لقد كان إسكات بيرام بـ”الجزرة” جريمة في حق هذا الوطن !!!