أخي رياض… انشرها وتوكل..!!/ حبيب الله ولد احمد
أخي العزيز رياض أحمد الهادي، مدير موقع أقلام حرة يمكنني أن أخاطبك بجرأة وبصراحة، وبدون لف أودوران، فأنت أخي قبل أن تكون زميلي، فأنا لست صحفيا بالمفهوم التقني للكلمة، مع علمى أن الزمالة ليس فى الصحافة وحدها، بل فى كل المهن عندنا، تقع ( لأدنى سبب)..!! نعم يمكنني الحديث إليك ومعك بطمأنينة زائدة، فقد عشنا معا عذابات الصحافة، وإكراهاتها، ووجدتني معك فى خندق واحد ذات أزمة عابرة، من أزمات الصحافة الحرة، وما أكثرها..!!
أخي لقد ألقيت حجرا ثقيلا فى بحيرة آسنة، ليغطى الوحل المشهد الإعلامي كله، عندما تحدثت عن وثائق موجودة بحوزتك، تدين بعض الصحفيين بالعمالة لرباعية الأمن، والرئاسة، والداخلية، والوزارة الأولى. والحديث عن عمالة الصحفيين ليس جديدا، وليس الحديث عنها منكرا، فلدينا- كما فى العالم كله – أسماء إعلامية معروفة بتاريخها الأسود فى التخابر مع هذه الجهة السياسية أو الأمنية أو تلك، والإدلاء بوثائق تثبت التهمة على زيد وتنفيها عن عمرو أمر مهم ومهني وأخلاقي أيضا، فنحن فى مجتمع يعتبر الصحفي جاسوسا وإن ثبت العكس..!! أخي الفاضل، لقد كانت اللائحة التي تداولها البعض منسوبة إليك، مع أنني اعرف أنك بريء من نشرها، وإن كنت من فتح له الباب بتدوينة على “الفيس بوك” تحدثت فيها عن وجود الوثائق بحوزتك، وأن شيئا ما يمنعك من نشرها على الأقل فى الظروف الحالية، لقد كانت تلك اللائحة غريبة، ليس فى شكلها ولا مضمونها، ولاحتى من حيث أنها جمعت الحابل بالنابل، والقاتل بالمقتول، والصالح بالطالح، ولكن فى طريقة نشرها من طرف مدونة مجهولة أنشأها أصحابها لمجرد نشر تلك اللائحة، والقرائن الفنية توحي بأنها مدونة أنشأها مجهولون – على الأقل بالنسبة لنا كعامة – ساعات بعد نشرك للتدوينة المثيرة للجدل. وحتى الآن فإن الهدف من نشر اللائحة، وبغض النظر عن الجهة التي نشرتها، ربما كان إثارة زوبعة، ولفت أنظار الناس (على طريقة خناقة أولادها) عن الوثائق واللائحة الحقيقية، التي أعرف بحكم معرفتي بك أنها ستكون دقيقة وموثقة ومعروفة المصادر، وستضع النقاط على الحروف فى هذه القضية المعقدة. نعم أراد أصحاب المدونة ( وهناك من قال إنه تعرف عليهم ) السير باللائحة والملف كله إلى زقاق فرعي مظلم، تضيع فيه الحقيقة، وأكثر من ذلك تنتهك فيه أعراض وحرمات، لصحفيين دفع بأسمائهم استهدافا أو تصفية لحسابات، أو تشفيا، أو حسدا، وشماتة.. والأخطر من كل ذلك- أخي رياض- هو أن البعض يحاول تصوير الأمر كله على انه مؤامرة من “النقابة” ضد “الرابطة” وصراع “خلايا أمنية إعلامية” بعضها “نائم” هنا أو “مستيقظ” هناك.. وأعرف أن البعض يضغط عليك بقوة لنسيان الأمر، ولا غرابة، فالذين يضغطون عليك من داخل الوسط الصحفي الموبوء، لديهم كل المعلومات عن وثائقك، وربما حصلوا عليها قبلك، فأرادوا أن تنام فى دهاليز النسيان حتى لا ينشر غسيلهم القبيح تاريخيا، فى حقل الصحافة ، الذى شوهوه وملأوه حرسا شديدا وشهبا..وهؤلاء (يحسبون كل صيحة عليهم) أخي رياض انشر الوثائق بسرعة، ( ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة)..انشرها وأمري وأمرك إلى الله، انشرها وتوكل.. انشرها أخي الفاضل وأجرك على الله، وثق أن نشرك لها سيعيد كرامة مسلوبة لصحفيين أبرياء، تم الزج بهم فى لائحة بغيضة غامضة مشبوهة، تماما كما أنه سيسقط الأقنعة عن وجوه طالما خدعت الرأي العام الوطني بالنبل والجرأة والمهنية، بينما كانت تبيع حتى ماء الوجه (وبقية مناطق الجسد) للأمن والرئاسة والداخلية والوزارة الأولى، وحتى لأطراف فى المعارضة، ورجال أعمال، ووجهاء قبليين وصوفيين، بل حتى لمذاهب، وعقائد، ودوائر سياسية وأمنية أجنبية..!! إنني لا أتهم أحدا، ولا أدفع ببراءة أحد، لكنني واثق أن بعض الأسماء التي تم تداولها قد تكون بريئة من الملف كله، ثقتي التامة بأن اللائحة ضمت أسماء يعرف الجميع تاريخها مع المخابرات والأمن، دون الحاجة لأية وثائق أو أدلة جنائية (ونحن أهل “أتويميرت” نعرف بعضنا). أخي رياض، لقد بدأت المأساة، وأنت من سينهيها، وفتحت الأبواب، ووحدك مطالب بإغلاقها، فمنذ تدوبنتك والصحفيون يسامون سوء العذاب فى الفضاءات الواقعية، والافتراضية، لينال منهم الجلاد، والمومس، والمشعوذ، والراقصة، والصبي الداخل لتوه إلى “الحفاظة” الإعلامية، وأصبح كل من هب ودب ينشر أنواع اللوائح، ويقذف إلى الواجهة بأسماء لإعلاميين أبرياء يشهد لهم كل المنصفين بالاستقامة والعفاف والطهر المهني، وهم قلة (يؤسفنى أن أقول إنهم قلة) لدرجة أن أي شخص لا يقاسم صحفيا أفكاره، يدرج اسمه فى لائحة المخبرين والجواسيس والعسس، تشفيا واستهدافا وتحاملا. إن السماء لن تسقط على ألأرض إذا نشرت الوثائق التي لديك، فعلى الأقل تبرئ ذمتك من الوقوع فى أعراض بعض زملائك، وفتح الباب لامتهان كرامتهم، وإياك من الرضوخ للضغوط التي تتعرض لها، ويحاول أصحابها من ديناصورات “الأمن الإعلامي” و”الإعلام الأمني” ثنيك عن نشر الوثائق التى بحوزتك، فأنت أقوى منهم لأنك صاحب حق، وما سعيت يوما إلا لتنقية الحقل الصحفي من أمثالهم، فانشرها ليتوارى المذنبون خجلا ويعاد الاعتبار للذين ظلموا بإقحام أسمائهم فى اللائحة الغامضة، وبذلك تكون قد قدمت للصحافة فى البلاد، وممتهنيها الحقيقيين، خدمة كبيرة وجليلة وعصية على النسيان..وحقنت كل هذا “الحبر” الذى سالت معه أعراض عشرات الإعلاميين، وامتهنت كرامتهم بجرة قلم..أوبجرة “تدوينة”..!! شكرا أخي