النهاية../إسلكو ولد احمد إزيدبيه
الزمان أنفو _ بمناسبة ذكرى عيد بلادنا الوطني، حاولت تسليط ضوء على مقاومة “الكديه”، من خلال المرويات الشفهية المحلية حصريا. آثرت عدم التطرق إلى الجدل الفقهي الذي رافق “الكديه”. لدي طبعا بعض الكتب والوثائق عن هذه المقاومة، لكن تكرار ما ورد فيها قد لا يكون ذا فائدة بالنظر إلى معرفته من لدن المهتمين وإلى ضموره “الروائي”…
بالإمكان تأليف كتاب من الحجم الكبير حول هذه المرويات. لقد تطرقت إلى بعض المعارك التي خاضها رجال “الكديه” ضد المستعمر، دون أخرى ؛ فاقتصرت، اعتبارا لعامل الوقت، على الوقائع التي لا يزال الناس يروون كلمات أبطالها “المباشرة”. ومن المعارك التي لم يتطرق إليها : تيگيگل، كوصه، انيايه، ولاته، اجريف، ابرازخ، إلخ. بالمناسبة، تجمع المصادر المكتوبة على تسمية هذه المعركة الأخيرة بمعركة “ابرازح” ؛ فلعل الترجمة من المصادر الفرنسية، أضاعت “نقطة” جغرافية بالكامل !
حاولت كذلك أن تكون العينة “ممثلة” لما حدث على الأرض من مواجهات : معارك انتصرت فيها المقاومة بشكل قطعي (زوروقو، الشلخه…)، معارك لم تخسر فيها المقاومة (الخويبه)، ومعارك خسرت فيها المقاومة -مع الأسف- بشكل مؤكد (گاسي لكلال). لم أورد تواريخ المعارك، لأن هذه المرويات لا تتحدث عنها ولأن جلها موجود في المراجع المكتوبة ذات الصلة.
حاولت بيان قدرة رجال “الكديه” على التكيف مع واقع طارئ ومعقد للغاية، عبر الاستيعاب السريع لإكراهات المواجهة مجتمعة : الحصول على السلاح من العدو، عرقلة حركة قوافله، تخريب وسائل اتصالاته “السلكية”، العناية بالبعد الدعائي تأمينا للدعم الشعبي.
حاولت إبراز دور المرأة الذي غالبا ما تختزله المراجع المكتوبة عن “الكديه”، رغم حضوره الواضح في المرويات الشفهية.
لقد حرصت على أن أكون وفيا، قدر المستطاع، لهذه المرويات، بشكل يتعذر فيه على من يعرفها بشكل جيد أن يقول إنني زدت أو نقصت ما هو متداول ؛ اطلعت على كل التعليقات التي تفضل بها القراء مشكورين ولم أعثر، من ضمنهم، على من يشكك، بشكل جدي، في مطابقة المروية والنص المخصص لها، علما بأنني أعرف أن من بين المعلقين من له إحاطة ممتازة بالموضوع.
المعذرة في عدم الرد على الأسئلة التي لا توجد لها إجابات واضحة من منظور المرويات الشفهية…
من البديهي أن المرويات الشفهية عن “الكديه” أو عن أي موضوع آخر، لا يمكن اعتبارها “عين الحقيقة” ؛ في المقابل، يمكن اعتبارها رافدا مهما من الروافد المشكلة لهذه الحقيقة.
لدي قناعة راسخة بأن الموروث الشفهي عن “الكديه” يشكل منجما معرفيا، قابلا للتعدين المجدي في أكثر من منحى : السبر الإناسي، الحفر التاريخي، التغطية الروائية، الإضاءة السنمائية و”المسرحة” الناجحة…
حبذا لو تفضل أشخاص آخرون بالكتابة عن “الكديه”، من زاوية المرويات الشفهية ؛ فتقاطع كتابات من هذا النوع، سيشكل، بدون شك، عصارة فكرية وثقافية ثمينة.
كل ما كتبته عن “الكديه” بالعربية، حررته كذلك بالفرنسية.
شكرا جزيلا لكل من اهتم بهذا الجهد المتواضع، وعيدا سعيدا !…