لن أتبرع للمنتخب الوطني
لن أتمكن بحال من الأحوال من التقليل من قيمة الساحرة المستديرة، كما لن أبحث عن الأخطاء والثغرات في الجهات الراعي لها في البلد، ولن أرهق كاهل القارئ الكريم بالاستطراد في الدور البارز للرياضة والثقافة في عالمنا اليوم، وما تمتلكه من قوة التأثير الذي يفوق القوة الدبلومانسية، وهو ما تحتاجه موريتانيا اليوم بشكل أكثر وأكبر.
وهنا أجدد التهنئة للشعب الموريتاني ورعاة الرياضة فيه كما أهنئ منتخب المرابطين على ما وصل إليه مع التأكيد على أننا ننتظر من شبابنا المزيد..
غير أن أصوات بطون الجياع في “الكبات والترحيل” بل في مختلف أرجاء موريتانيا يصم أذني عن سماع أصوات مشجعي كرة القدم ومختلف الفنون الرياضية والثقافية …
قبل فترة ليست بالطويلة من هذا العام، بشرنا رئيس الجمهورية بأن الدولة تمتلك فائض مالي، يتم تخميره في البنك المركزي ولعل ذلك التخمير نضج وجاء بنتيجة معينة الله أعلم بها.
عموما كيف السبيل للتبرع للمنتخب الوطني وفي الطريق إلى التلفزة (الموريتانية) صراخ أطفال من الجوع والظمأ..، وأمهات تقشعر أجسامهم من شدة البرد القارس..، وشيوخ ورجال منهم المعوق والمتوكئ والمتوضئ.. يلهثون بحثا عن ما يسد رمقهم ولو لسويعات…
كيف السبيل للتبرع للمنتخب الوطني وفي الطريق إلى التلفزة (الموريتانية) جمعية بسمة وأمل وجمعية الخير للكافل الاجتماعي في موريتانيا وغيرهما من الجمعيات التي تعج بآلاف ملفات الأيتام والأسر الفقيرة والأمهات التي تروي كل واحدة منهن قصص يندى لها الجبين والعدد يزداد يما بعد يوم.
يقول البعض ممن يحاول إقناعي أن هذه بضاعتنا ردت إلينا، أن معظم من تبرعوا للمنتخب الوطني هم من أصحاب الثراء الفاحش من أكلة المال العام ومن مديري الشركات والمؤسسات العامة والخاصة، وأن هذه مناسبة ليعيدوا بعض ما نهبوا..
لكن “اخديجة” التي تجلس أمام طاولة بسيطة لا يتجاوز مجمل ما فيها قيمة 1200 أوقية على قارعة الطريق في أحد أحياء الترحيل تروي غير ذلك، فتقول بنبرة تخنقها عبرة ألم وحسرة أن ما يعتري أبناءها من مرض مزمن وما بكوخها من ثغور تحثوا عليها برد الشتاء القارس وكونها مطلقة وعدم توفر حيهم على مدارس تعليمية وغياب الكهرباء والمياه يجعلها ليست على علم أصلا بوجود المنتخبات والدولة والثقافة والرياضة .
كيف السبيل للتبرع للمنتخب الوطني وفي الطريق إلى التلفزة (الموريتانية) مجازرنا اللانسانية والتي تعج بالمرضى الذين لا يجدون من يعيرهم ابسط اهتمام، وإن كان ذلك فهم في عجز تام عن إجراء الفحوصات وشراء الأدوية.
أتمنى التوفيق لموريتانيا في قابل الأيام وأن تعمل على محاربة الفقر والجهل وتنمية شاملة ومستديمة ..، وان يوفق كذلك منتخبنا الوطني ويغفر بمبتغاه ومبتغانا من الانتصارات المتتالية والمباركة.
عبد الله / محمد الحسن ولد أمانة الله
كاتب صحفي
ناشط في مجال العمل الخيري والتنموي والثقافي