اشربوا دموعــكم / سيدي علي بلعمش 

الزمان أنفو _ ما زال الفساد في بلدنا ، يتقدم بخطوات ثابتة على كل الجبهات و يحتل كل يوم مساحات جديدة لم تطأها أقدامه من قبل !؟

***

أسوأ أنواع الفساد هو كذبة محاربة الفساد ، من خدعة “الإنقاذ الوطني” إلى “رئيس الفقراء” ، إلى وزيرهم المبجل (بأظافر لا تنتشب في غير “مقاتل النهب”) !

***

و كما لو كانت مهمتهم الوحيدة إقناعنا بأن الفساد قدرنا المحتوم ، يتفننون كل يوم في تطوير مصطلحات قاموسه الاستفزازي و مد جسوره في كل اتجاه أحدب !

***

منشار الفساد في بلدنا لا يتوقف عن العمل ليل نهار ، صاعدا (يقطع) .. نازلا (يقطع) ..

فمتى تنزاح عن أعيننا غيمة هذا الفساد الأجرب !؟

***

الدولة مُلك الرئيس ..

الإدارة مُلك الوزير ..

و الفاساد مَلِكُ القرار !!

***

أتعس المفسدين ، اتحاد الأدباء .

أكذب المصلحين ، نقابات صحافة “العُلَلاء”..

أشقى المفسدين ، “إخواننا” العلماء..

أقدم المفسدين ، اتحاد الفنانين “العظماء” ..

أسعد المفسدين ، سعادة السفراء..

أذكى المفسدين ، زملاؤنا الوسطاء..

أسخف المفسدين ، الأمناء و الوزراء..

*

فلمن نشتكي !؟

ممن نشتكي !؟

بمن نستجير من كربتنا غير عمرو !؟

***

كل أبواب الإصلاح موصودة بالشمع الأحمر ..

كل آمال الإصلاح موؤودة تحت عتبة متجر ..

كل مزاعم الإصلاح كَذِبٌ أحْوَل في برنامج دجال أعور ..

***

مسرحية الفساد أصبحت ملهاتنا الأعظم ؛ أنضحك؟ .. أنبكي؟ .. أنشكي؟ ..

لمن نشتكي جراح منشار هذا الألم “الأبتر” !!؟

***

كل العبارات تاهت في قاموس مأساتنا : أين الفساد من الإصلاح !؟ أين الإصلاح من الفساد !؟

من يُحاكي من ، في كذبة الإصلاح و الفساد !؟

من يُقلِّد من ، في حقيقة الفساد و الإصلاح !؟

***

من يغالط من !؟

من يعاتب من !؟

إلى متى يمحقنا منشار هذا الزمن الأرعن !؟

***

كل أزمنة الإصلاح المشحونة ، تنتهي بعد انقشاع غيمتها ، بفضائح الفساد و النكران !؟

كأن ماكينة الإصلاح في بلدنا بلا فرمان و لا عداد !!؟

كأن إرادة الإصلاح في بلدنا بلا عداد و لا فرمان !!

***

دعوا قافلة الفساد تَعبُر “فإنها المأمورة”..

فانبحي ، انبحي ، أيتها الكلاب المسعورة ..

و ادمعي ملء الفساد ، يا عَبْرَة الزمن المغدورة :

***

“قلتُ عطشانٌ يا دمشق

قالت اشرب دموعك” !!

*

” “دموعي”؟ و مسحت جرحا نازفا

و مسحت جرحا ثانيا بفؤادي”

***#***

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى