سيدي علي بلعمش يعدد الأحزاب والصحف والمؤسسات التي تلعب أدوارا قذرة برأيه

  الكتابة في هذا البلد كانت مهنة الزوايا فحملوها كل عقدهم و صبغوها بكل عيوبهم و “وضعوها” في الدرج العلوي لثلاجات خجلهم المهزوم: “الحقيقة لا تقال و الكذب حرام”.كانوا يحاولون أن يظهروا من خلال إيحاءاتهم الماكرة و إشاراتهم الغامضة، أن جبنهم ذكاء و حذرهم بطولة  و خنوعهم شجاعة و غموضهم فن، لا يبلغ مرتبة الفتوة فيه من لا يعرف كيف يعبر من دون أن يقول الحقيقة أو يكذب ..

 و من يقف عند هذا المثل (الوصية) بتأمل، يجد أنهم لا يقولون الحقيقة لأنهم يخافون من تسيء إليه و لا يكذبون لأنهم يخافون من يحمي الحقيقة فجملوها ب”حرام”.. لقد انتهى شر ببه و أصبحتم تقودون الدبابات و الطائرات المقاتلة و فرق المدفعية و تتصدرون القوائم الموريتانية في تنظيم القاعدة و “تواصل” و سجون غوانتنامو و بلمارش؛ أما آن لهذه العقدة أن تنفك؟ محيرة حقا هي قدرة الثقافة على حماية ذاتها و صمودها في وجه المتغيرات رغم تقلب الأحوال و جنون الرغبات و انفلات الضوابط..! الأدهى من هذا أنهم يحاولون أن يفهمونا أنهم لا يقولون الحقيقة لأسباب أخلاقية . و من لا يقول الحقيقة يكذب  و من لا يقولها على طريقتهم يكذب على الناس و يشوه الأخلاق، حين يلمح إلى ضرورة الكذب لمجاراة الآخرين.. لا شيء يفتح شهية الكتابة في هذا البلد غير المآسي و لا مأساة فيه أكبر من مأساة الكاتب الذي تحتقره و تحدد مواهبه و حقه في حمل صفة الكاتب ، سيسه بنت بيده و لاله بنت اشريف و اتحاد  الكتاب و الأدباء الموريتانيين ! نحن نعيش نكسة حقيقية و الدليل رئاسة ولد عبد العزيز و توزير لاله بنت اشريف و تحكم محسن ولد الحاج و سطوة امربيه ربو و عبقرية بنه و تحاليل الخبير الأمني ولد هيبه و خوف الجميع من قول الحقيقة .. ما أجمل أن تكون صحفيا عميلا لأمن بلدك لو كنتم تفهمون، لكن العميل لا تقال للواشي و الأمن لا تقال لعصابات ولد عبد العزيز و بلد يبصق عليك فيه محسن ولد الحاج و يمنعك امربيه ربو من تصحيح خطأ في تاريخ ميلادك بسبب جهل طباعيه، و يمن عليك ولد عبد العزيز بعد أربع سنين من نهبه، بترصيف شارع المطار ، لا تسمى فيه عميلا إذا تعاملت معهم بل أنت رجل عظيم من عصابة شرفاء لا يفهم معنى الوطن من لا يتشرف بزمالتك .. ستحتاج الكتابة في بلدنا إلى عدة قرون و عدة أجيال متمردة للتحرر من قيود الزوايا و عقدهم و مكر أساليبهم و تهتك ثقافتهم المقموعة : كل شيء عندنا ملفوف في شيء من عكسه .. كل شيء مصبوغ بلون تمويهي يفتح طريق العودة الآمن متى سد الطريق.. كل شيء معطر بروائح مضللة تخفي نتانة عوده .. الجميع في هذا البلد يلملم كلماته .. يشير بسبابته إلى ما يقابل إبهامه .. لا شيء في الوجود يدمر كيان الإنسان و يحول حياته إلى نكد دائم أكثر من الخوف و الطمع .. لا شيء في الوجود يجعل الإنسان حقيرا أمام نفسه أكثر من الخوف و الطمع .. لا شيء في الوجود يجعل أقرب الآخرين إليك يزدريك و يحتقرك أكثر من الخوف و الطمع … لماذا يكتشف كل من يقودنا من أول وهلة، أن أفضل طريقة لإخضاعنا لسلطانه هي أن يحتقرنا؟ لماذا يكتشف كل من يحكمنا أن أفضل “زاوية” اقتحام لهتك هيبتنا هي علماؤنا و مثقفونا و شعراؤنا …؟ لقد قمنا من أول وهلة لقيام الدولة بحملات واسعة لإرغام البدو على التخلص من خشونة نعوتهم الاجتماعية .. قمنا بحملات توعية متواصلة لإغراق قاموس الألفاظ العفنة ذات الدلالات التراتبية، فلماذا لا نؤجر مكاتب دراسات و نعمل أياما تشاورية و نعد مؤتمرات دولية و ننظم حملات وطنية  للتخلص من ثقافة “الحقيقة لا تقال و الكذب حرام” ؟ ألا يمثل هذا الحديث “المتواتر” في ثقافتنا، قاعدة لحياتنا ليحولها إلى جحيم لا يطاق؟ إن من يقول لك إن الشرق غرب يكذب عليك و هو آثم بلسانه لكن من يشير لك إلى الغرب بسبابته في إشارة بإبهامه إلى الشرق يأثم بلسانه و قلبه و يده .. كل طفل في أرضنا يولد على الفطرة فيربيه أباؤه على منظومة مكر تحوله إلى عابد للأصنام : ـ لحم العلماء في أرضنا مسموم و شحم الجهلة معقم (قصير و طويل المدة) و صالح للتخزين و التبريد، سائلا و مسحوقا.. ـ أعراض الناس في أرضنا مصانة و حقوقها مهدورة .. ـ طاعة ولي الأمر واجبة في أرضنا و نصرة المسلم لأخيه المسلم (تواصل) واجبة  و السؤال عن كيف التوفيق بين الاثنين، بدعة.. ـ المرأة في أرضنا “من بيتها إلى قبرها”  و لا حدود و لا معالم و لا ضوابط لخارطة سلوك الرجل، مثل “زمن الفتوة” في قناة شنقيط .. ـ هرم المنطق في أرضنا “مقلوب” مثل حكم ولد عبد العزيز و متقلب مثل هرم الخبر في المواقع الالكترونية : فلأن المهرجانات الثقافية عندنا تقولها سيسه بنت بيده و لاله بنت اشريف، للعب “أكرور” و “الودع” و مسابقة “ظامة” و “لمرابط صلي” و اسكيتشات بنه و خطابات ولد عبد العزيز، كان علينا ـ قبل أن نبني قصرا لرئاسة الجمهورية ـ أن نطلب من الصين أن تبني لنا دارا للثقافة لنحولها إلى نصب تذكاري للثقافة  تعشش فيه العناكب و دارين للشباب بكامل التجهيزات العصرية لنؤجرها للفنانين في غياب الأنشطة الثقافية و الشبابية و نطلق اسم مسرحية على الأغنية  لنطوع الأشياء لمنطقنا المقلوب.. لا شيء يخضع لأي منطق عقلي في هذا البلد .. كل شيء عندنا انقلابي و منقلب و متقلب مثل مزاج ولد عبد العزيز .. مثل مصالح مسعود .. مثل مواقف تواصل.. مثل بيانات المعارضة .. ترى ما هي الغاية التي نصبها رياض أمام عينيه، حين قال إن بحوزته لائحة من 27 صحفيا عميلا لأجهزة الدولة و مخابراتها ، مؤكدا أن لديه الأدلة المسكتة على صحتها؟ المنطق البشري السليم يقول إن الأمر لا يمكن أن يخرج عن أحد الاحتمالات الآتية : ـ الابتزاز : و يكفي لتأكيده (في المنطق السليم) أن يذكر اللائحة و لا يخرجها كما يملي عليه واجبه المهني و الوطني و حق زملائه الأشراف .. ـ استعراض القوة : أي أنه يحاول أن يفهمهم أنه يتمتع بموقع أسمى من مواقعهم في هذا الشأن حيث يراهم جميعا و لا أحد منهم يراه.. ـ تهديد النظام : في حالة حصوله على اللائحة و أدلتها بطرق احترافية (و يحدث هذا دائما) يمكن أن يبتز بها النظام و يهدده بكشف عملائه ، مقابل امتيازات هو من يحددها و هنا يكون التشهير بزملائه مفهوما على الأقل رغم ما فيه من أوجه التعارض مع المهنية و الإساءة لروح الزمالة.. ـ التباهي بطول الأذرع ، و هو مرض وطني يفسد على الجميع و يحول أخطر أسرار الدولة إلى حديث معاد في صالونات الولائم المفتوحة و غرف نوم المسؤولين غير الرسمية.. لم يلمح الأستاذ رياض إلى أي من هذه الحالات و كان اعتذاره (“فإنني أتقدم بالاعتذار الأخوي الى كل من ورد اسمه فى هذه اللائحة المزورة وخاصة زملائي الذين تبادلت معهم النقاش حول هذه اللائحة، الزميل محمد محمود ولد ابو المعالي، الزميل محمد سالم ولد الداه والزميل عزيز ولد الصوفي الذين لا أشك فى استقامتهم ونزاهتهم”)، أقبح من الذنب حين خص من خصهم في اللائحة المزعومة باعتذاره كأنما حاول أن يقول أنه لا يريد فقط أن يؤكد أن الآخرين ضمنها . هذا التأكيد بالنفي هو الباع الوحيد الذي أظهر رياض من خلاله مهارات خاصة في التعامل مع زلته.. و إذا كنت تتحفظ على أسماء عملاء للأمن لتسيء إلى جميع الصحافة (و هي تستحق ذلك لا شك لو تم بشجاعة قررت الوقوف دونها)، فلماذا تشهر بهم عند زملائك أبو المعالي و ولد الداه و ولد الصوفي الذين تقول إنك تشاورت معهم في الموضوع أي أنك أطلعتهم على محتواه؟ إذا كان اسمي في اللائحة فإنني أفضل أن تنشره وحده مقابل تعهدي بأن أبصم لك بالعشرة على صحة ما تقول فيه من دون تكليفك بأي دليل ، على أن تترك سري عند زملائك الذين لا تشك في استقامتهم و نزاهتم ، حتى لو كان مجرد وشاية سخيفة هم من نصحوك بعدم القدوم على مثلها… كان على رياض أن : ـ يخرج لائحته : و هذا أجمل اعتذار يمكن أن يقدمه لزملائه الشرفاء (رغم تعدد اللوائح  و  تعثر الشرف) ـ يتبرأ من اللائحة و يعتذر للجميع : و هذا أجبن اعتذار و يحوله هو نفسه إلى أفاك، يمارس المهنة بعقلية متخلفة ، تجهل أبسط معاني المهنية و تجهل القانون و تضرب عرض الحائط بمسؤولياته الأخلاقية تجاه زملائه في مهنة تم الدوس علي كرامتها حتى صدَّق فيها الجميع حتى كلام أبواق النظام المجبولة على الكذب و النفاق … ـ يتبرأ من اللائحة و لا يعتذر لأحد : ينسى رياض هنا أنه هو من وضع نفسه في هذا المأزق و أن عليه أن يتحمل تبعاته، فلماذا يستجدي عطف الناس و يطلب منها أن تصدق أنه ليس المسؤول عن نشر هذه اللائحة أو تلك و يعتذر لهذا في أذنه و ذاك في بيان و ذلك في تدوينة و أولائك في رسائل مع وسطاء؟ لقد فهمنا الآن بما لا يدع مجالا للشك أن لائحة رياض لا وجود لها على الإطلاق و لا أساس لها من الصحة و أنها كانت مجرد مزحة ثقيلة ارتدت في نحر صاحبها بما كان يحاول إلصاقه بالآخرين بالضبط .. و هذا أمر مؤسف، لكنه يحدث في الحياة. و سيكون علينا إذا أخرجها غدا أن نقول إن الأمن حاول إنقاذه و زوده بلائحة تسيء إلى من يرغب في الإساءة إليهم، فلا تنتظر من الصحافة أن تلتمس لك العذر أو تبحث لك عن مبررات جميلة لأن الأولى ليست من عادة المخابرات و الثانية ليست من مهنية الصحافة.. أنا ضد دعوة الصحافة إلى رفع قضايا من هذا النوع أو من أي نوع آخر  أمام محاكم لا تنصف مظلوما و لا تعاقب ظالما: هذه فرصة لإثارة واقع الصحافة، فوحدهم أصحاب اللائحة الحقيقية التي لا يعرفها رياض و لا يتكلم عنها و التي تتجاوز هذا العدد بالمئات، هم من يخافون إثارة مثل هذه المواضيع و وضع الحقائق على الطاولة .. و هم من اجتمعوا في حالة هلع ليصدروا بيان مصالحة باسم صحافة لم تنتدبهم و لا علم لها باجتماعهم، ليطفئوا نيران قضية، ما كان يمكن أن تحط على الطاولة من دون أن تفضح جرائمهم في حق الصحافة و الوطن .. و قبل أن نبحث عن من يتعاملون مع هذه الأجهزة من داخل الصحافة، علينا أولا أن نبحث عن من دخلوا الصحافة أصلا في مهام أمنية مفتوحة و أبلوا فيها بلاء حسنا : سجن الوزير السابق إسلم ولد عبد القادر،  نقل تحذير السفير الأمريكي إلى ولد الطائع في قضية محاكمة ولد هيداله و رفاقه بعد انتخابات 2003، من تم شحن بطارياتهم بكره ولد الطائع و سمح لهم بالتهجم على نظامه في وسائل الإعلام و تكليفهم بالإقامة في بيوت أهالي و زوجات فرسان التغيير لتتبع اتصالاتهم الهاتفية و المباشرة عن طريق الوسطاء… 1 ـ النظام و أجهزته الأمنية لا يحتاجون إلى خدمات الصحافة في المجال الاستخباراتي. إن أي أمن لا يجد حرجا في انتزاع الاعتراف بالتعذيب لا يحتاج إلى أي أعوان. هذا من ناحية و ليس من بين صحافتنا من أخرى، من يملك مهارات و لا وسائل الوصول إلى أي حقيقة).هذا هراء. 2 ـ العمالة الموجودة في صحافتنا و المنتشرة فيها بكثرة مع الأسف هي العمالة لأجهزة الأمن الخارجية و دول الجوار المباشر بصفة خاصة و لا تملك أجهزة استخبارات بلدنا أي لوائح لهم بسبب انغماسها في الشأن الداخلي و قلة وعيها و تخلف فهمها للأمن .. 3 ـ ما تحتاجه عصابة النظام و أجهزة قهرها و لا أقول أمنها هم أبواق من الصحافة مستعدون للعب أدوار قذرة ، يسلطونهم على من يشاءون ممن لا يرضون عنهم و هم (أي أجهزة الأمن ) من يمدونهم بما يحتاجونه من معلومات عنه لا العكس. و هؤلاء لا يحتاجون إلى من يتعب نفسه في إعداد لوائحهم : أنا أخبركم عنهم واحدا واحدا : ـ كل من تجدون على مواقعهم و جرائدهم دعاية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .. ـ كل من تجدون على مواقعهم و جرائدهم دعاية لميناء نواكشوط المستقل و اسنيم و سونمكس ـ كل من تجدون على مواقعهم و جرائدهم دعاية لبيزورنو و ماتال و موريتال و شنقيتال.. ـ مؤسسة “الهابا” من المدير إلى البواب ـ رؤساء كل الروابط الصحفية التي يعترف بها النظام و تتعامل معها الهابا ـ  اللجنة الانتقالية المكلفة بمشروع دار الصحافة الموريتانية.. ـ اللجنة المكلفة بدعم الصحافة الخاصة في موريتانيا” … ـ لجنة إصدار بيان مصالحة الصحافة ـ القنوات الإذاعية و التلفزيونية المرخصة من الهابا.. ـ القيادة المركزية لأحزاب “المعاهدة ” ـ القيادة الصورية لحزب “تواصل” ـ رابطة الأئمة ـ المجلس الإسلامي الأعلى ـ شيوخ القبائل و مشايخ المحاظر ـ المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين ـ الاتحاد العام لأرباب العمل ـ ضيوف مهرجانات وزارة الثقافة الدائمون من صحافة و كتاب و مهرجين و شعراء ـ لائحة وزارة الإعلام (من الصحافة) التي تدعوها باستمرار لمرافقة رئيس العصابة في زياراته الداخلية و الخارجية.. هؤلاء هم من يؤثرون في الرأي العام : إمام المسجد بخطبته و العالم بفتواه و الصحفي بتقريره (الرديء عادة) و الأحزاب السياسية بتصريحاتها و بياناتها و رجال الأعمال بنفوذهم و اتحاد الأدباء و من يشاكله بسجنهم لطاقات المجتمع في قوالب توجيهاتهم العميلة، لتسابق مكاتبهم التنفيذية لتولي الرئاسة و المحاسبة و المالية و التنظيم .. كل هؤلاء، لا ينتظرون إلا إشارة ليفتكوا بمن تمتد أصابع عصابات النظام باتجاهه، مستبيحين عرضه و ماله و دمه دونما تردد .. يحاصرون كل من يحاصره النظام و يتظاهرون بالتقية في حقه أمام البعض و ينفخون كير شرورهم لبسط مثالبه أمام عصابات العصابة، تحت أي الطلب.. هل رأيتم المقالات التي تناولت هذا الأسبوع، أعلي ولد محمد فال ؟ ما علاقة ما جاء فيها من تهجم عليه بما قاله في مقابلته مع صحيفة (الأمل الجديد)، بتاريخ 13 أكتوبر 2013 حول الانتخابات حين وصفها  ب”الأحادية المبرمجة النتائج”، مضيفا  أنها “مهزلة مضرة، لن تزيد الوضع إلا تفاقما واحتداما”  كما حدث بالضبط .. ما علاقتها بالتقرير المهم لذي يبدو أنه أزعج ولد عبد العزيز بما جاء فيه من حقائق دامغة، الذي أصدره بتاريخ 23 دجمبر 2013 تحت عنوان  “النظام عاجز وغبي”؟ عودوا إلى هذه المقالات أو المقاولات على الأصح، لتفهموا ما تحتاجه الأجهزة الأمنية ـ “عزيز هو من أفرج عن قيادات الإخوان فى موريتانيا” ـ  “صرح العقيد .. وليته سكت…” ـ “خلتك رجلا آخر ايها العقيد” ـ هذه المهام القذرة هي التي تقوم بها “الصحافة” لصالح أجهزة الدولة و هي مستواها و دأبها الدائم. و لا يحتاج أصحابها إلى من يكشف حقائقهم و لا من يخرج لوائحهم لأنهم يتبجحون بولائهم للعصابة. ـ هذه المقاولات  هي التي يحتاجها النظام و يجند لها مجموعات كبيرة من “الصحافة” . إن خروج حدود عشر مقالات متهجمة على شخص واحد في أسبوع واحد من دون مناسبة مفهومة، يعني بوضوح أن عملا منظما تحركه أيادي خفية يستهدف هذا الشخص حتما. و مثل هذه “الصحافة” العابثة بكل شيء ، المستعدة للسقوط في أي مستنقع مقابل حفنة دريهمات ، من يتبرعون بتلميع أصحاب الشخصيات المهزوزة في النظام مثل هذه المقالات : ـ “رئيس الدولة فوق الشبهات” ـ “فني يحقق ماعجز عنه السياسيون” بعض هؤلاء يعمل مع عصابات النظام و بعضهم يبحث عن فرصىة معها و بعضهم يحاول أن يفهمنا أنه يعمل معهم و بعضهم تستأجره العصابات للكتابة باسمه (و هم الأكثر)، مثل هذا المقال: ـ محمد سالم ولد هيبه: “المعارضة والحكومة قدمتا نموذجا راقيا في مجال الديمقراطية” إن إعلاما ينشر تحاليل محمد سالم ولد هيبه و يتفاخر على صفحات مواقعه و جرائده بتصنيفات ش” إلوح افش” لأهم الشخصيات و المواقع و القنوات، هو إعلام مريض لا شك .. إعلام مدمر للحقائق .. إعلام مخجل للوطن.. إعلام مسيء للتجربة الإنسانية الفريدة في هذا المجال الرائع.. إعلام  مجنون .. مهين .. منكس الأعلام .. منكس العيون .. منكس الطموح … فمتى نكون أكثر جدية و أقل تجاملا .. متى نكون على مستوى المسؤولية .. متى نفهم أننا بمجاملة الآخرين نصبح مثلهم بالضبط .. متى نتصالح مع ذواتنا لنتمتع بعدم الخوف من ظهور أي حقيقة .. متى نفهم أننا ندمر بلدنا بالأكاذيب و المجاملات.. متى نفهم أن كذبنا جميعا لن يغير أي شيء من الحقيقة؟؟؟؟ ـ ما كان رياض بإثارته لهذه الفضيحة المهمة (لو كانت أخذت مداها الصحيح)، واضحا و لا شجاعا و لا مهنيا و لن يكون بيان مصالحة عصابة  الهيمنة غير المستحقة على الصحافة، كافيا لإطفاء نيران القضية.. و ما أقوله هنا ليس حكمي على رياض الذي أعرفه بالكاد (و ليس من عادتي أن أبرر مواقفي أو أعتذر عنها) لكنه حكمي على ما جاء في تدوينته و بيانه غير الموفقين، في قضية يحاول الجميع إطفاء نيرانها كيفما اتفق ، خوفا من تداعياتها لخطيرة . لقد كانت صحافتنا تحتاج إثارة هذه القضية للنبش في جانب هام من هذه المهنة النبيلة التي حولها الدخلاء و الغرباء و المخبرون و العابثون و الوشاة و “الخبراء الأمنيون” و العاملون عليها، إلى مهنة تسول بالدرجة الأولى .. إلى مهنة تهتك بامتياز، يستحي كل مهتم بشأنها من الحديث عن مأساتها أو الدفاع عن مكانتها..