ولد عبد العزيز يعد بتطبيق القوانينن بصرامة(نص الخطاب)
ولاتة(الزمان): وعد الرئيس محمد ولد عبد العزيز في خطاب بمناسبة افتتاح مهرجان المدن التاريخية الذي تتواصل فعالياته المنظمة هذا العام بمدينة ولاتة التاريخية، بتطبيق القوانين بصرامة على كاتب المقال الذي أثار جدلا واسعا في موريتانبا خلال الأيام الماضية.
نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم سكان مدينة ولاته التاريخية الكرام أيها الحضور الكريم من مختلف الولايات ضيوفنا الأفاضل أيها المواطنون الأعزاء يطيب لي آن أتقدم إليكم بالشكر الجزيل على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي ميز الموريتانيين عبر التاريخ. أيها المواطنون الأعزاء نحيي اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا وعلى قلوب جميع المسلمين ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد بن عبد الله خير البرية وخاتم النبوة الذي خصه الله برسالة جامعة لمكارم الأخلاق مبشرة بالسلم والعدالة والمساواة وإنصاف المظلومين. لقد مثل هذا اليوم أهم منعطف في تاريخ البشرية حيث ولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليحمل إلى العالم رسالة الإسلام السمحة التي لا تعرف التمييز بين الألوان والأعراق والألسنة.فنشر عليه الصلاة والسلام مفاهيم الأخوة والمساواة والتسامح بين الغني والفقير والقوي والضعيف والأسود والأبيض وبذلك انصهرت الشعوب والثقافات والحضارات في امة الإسلام العظيمة تحت معايير التقوى والعمل الصالح . أيها المواطنون الأعزاء يجب علينا اليوم أن نعمل جميعا من اجل الحفاظ على هذه المعاني والقيم السامية وحمايتها من دعاة الغلو والتطرف الذين انحرفوا عن الطريق القويم وشوهوا صورة الإسلام والذين يصدق فيهم قوله جل من قائل(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)صدق الله العظيم. ومن هذا المقام أود أن اذكر الذين تسول لهم أنفسهم المساس بحرمات ديننا الإسلامي الحنيف أن موريتانيا جمهورية إسلامية وليست علمانية ولا تريد ان تكون كذلك وإذا كان البعض يفتخر بالعلمانية فنحن نفتخر بكوننا جمهورية إسلامية ونعتز بتمسكنا بالدين الإسلامي الحنيف منهجا وطريق وسلوكا ولا نبتغي عنه بديلا . كما أود أن أؤكد لهم أن الديمقراطية وحرية التعبير والفكر تتوقف عندما تصل حدود معتقدات ديننا الحنيف الذي هو بالنسبة لنا فوق كل الاعتبارات وسنتصدى بكل حزم وصرامة ، قيادة وشعبا،لمن بلغ بهم غيهم وغباؤهم ومغازلتهم لعواطف البعض حد المساس بمقدساتنا الإسلامية وبالأخص المقام الرفيع لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي نحيي اليوم ذكرى مولده الشريف. وكما أكدت أمام الجماهير التي هبت لنصرة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أعود وأؤكد مرة أخرى أن القوانين ستطبق بكل صرامة ودونما تردد على من اقترفوا هذا الجرم الشنيع . أيها المواطنون الأعزاء لقد ربطنا هذه الذكرى العظيمة بحدث مهم يندرج ضمن برنامجنا الوطني الساعي لاستعادة هوية مجتمعنا وربط الصلة بين ماضيه المجيد وحاضره ومستقبله الواعد وذلك من خلال فعاليات مهرجان المدن القديمة الذي نفتتح اليوم نسخته الرابعة بمدينة ولاته التاريخية. لقد نشأت هذه المدينة العريقة في القرون الأولى للميلاد وبلغت أوج ازدهارها الحضاري والفكري والاقتصادي مع الفتح الإسلامي فكانت بموقعها الجغرافي الاستراتيجي مركزا للقوافل التجارية ولثرائها العلمي محجة للعلماء وبعمقها الحضاري وإشعاعها الفكري قبلة لمشاهير الرحالة والمؤرخين فزارها الرحالة ابن بطوطه في القرن الثامن الهجري وأشاد بمستواها الاقتصادي . ولقد ظلت مدينة ولاته التاريخية من أهم مراكز الإشعاع الحضاري بالمنطقة وقد أظهرت حولياتها سعة ثقافة أهلها والمكانة الرفيعة لعلمائها الذين دلت مراسلاتهم مع علماء المشرق العربي على أنهم أصحاب مدرسة فكرية وعلمية متميزة تصدر العلماء وتراكم المعرفة في آلاف المخطوطات التي حفظت لنا ثروة نادرة من المعارف الإنسانية الأصيلة . أيها المواطنون الأعزاء لم تكن معارف الولاتيين نظرية فحسب وإنما كانت بالإضافة إلى ذلك علمية تطبيقية تجلت في العمارة الفريدة التي امتازت بها دور ولاته العامرة بالخير وجامعها المؤسس على التقوى من أول يوم … أيها المواطنون العزاء إن التغيير الذي عرفته وسائل التجارة العالمية والإهمال وعوادي الزمن من بين أمور تضافرت لحجب تلك الصورة الناصعة لمدينة ولاته وربطها بواقع مرير من النسيان والتهميش وهو ما جئنا اليوم نضع له حدا . إن استعادة مدينة ولاته لدورها التاريخي المجيد ومكانتها العلمية الرفيعة يتطلب منا جميعا تكاتف الجهود من اجل تحقيق تنمية متكاملة من شأنها أن تنهض بالمدينة وساكنتها من خلال التوظيف الأمثل لما تمتلكه من إمكانيات سياحية واقتصادية وعلمية وبمشاركة الجميع . أيها المواطنون الأعزاء لقد ساهمت النسخ الماضية لمهرجان المدن القديمة في شنقيط ووادان وتيشيت في الرفع من المستوى الاقتصادي لتلك المدن وذلك بفضل التمويلات التي قامت بها الدولة ونأمل أن يتحقق ذلك في مدينة ولاته بشكل اكبر . إننا لن ندخر جهدا في سبيل الرقي بمدننا القديمة لتعود كما كانت مراكز إشعاع علمي ومحاورا للنشاط الاقتصادي. كل ذلك يتطلب من ساكنتها استعادة ارث الأجداد من خلال تطوير الاقتصاد المحلي . أيها المواطنون الأعزاء يسعدني أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح النسخة الرابعة من مهرجان المدن القديمة في مدينة ولاته كما اشكر الضيوف والمشاركين وجميع الزوار الذين أعطوا بحضورهم المتميز بعدا حيويا لهذا المهرجان الذي سيسهم لا محالة في وصوله إلى الأهداف المنشودة . وأعلن على بركة الله انطلاق النسخة الرابعة من مهرجان المدن القديمة في مدينة ولاته التاريخية. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”