من أجل حوار ناجع/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-المدينة المنورة

الزمان أنفو/الأوضاع فى الوطن العزيز تتطلب الكثير من سعة الصدر،فنظرا لما يشعر به البعض من غبن،و نظرا لتشدد بعض أطراف الساحة السياسية و إصرارهم على نهج استفزازي انتهازي،مع ما يعانيه البلد من آثار الهجرة غير الشرعية، و بعض أوجه الحرج من بعض الآراء و التوظيف الحرفي لبعض القوانين الصارمة،كل هذا يدعو لمحاولة حلحلة الأوضاع بطرق حذرة.
و قد يدعو هذا أمثالي لازدواجية إبداء النصح مع دعم النظام القائم،عسى أن لا نبالغ فى ضغط قد يفضى للانفجار،لا قدر الله.
و قد لا يكون من السهل إحراز نتائج كبيرة فى وقت قياسي،عبر حوار عابر،لكن ينبغى أن نوسع صدورنا لهذا الحوار من أجل مصلحة الوطن،بإذن الله.
فطاولات البحث و التمحيص و النقاش المتئد قد يحسن طرق الحكامة و تسيير الشأن العام و تفادى مخاطر غير مستبعدة،و ذلك بشرط الابتعاد عن ضيق الأفق و الاشتراطات الشخصية.
إن المشهد السياسي الراهن ،مهما تكن نواقصه يجمع،رغم التناقض،بين أغلب الطيف السياسي،و قد يتيح الأفق المرتقب،عبر الحوار،المزيد من أوجه الشراكة و التعايش الإيجابي.
إن مجرد عدم استواء الأوضاع الخاصة،قد لا يكفى لتبرير الامتعاض و النفور،بل إننا جميعا بحاجة ماسة للصبر و تكريس التعايش، رغم عدم الإنصاف أحيانا.
لقد عبر الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزوانى عن استعداده لهذا الحوار المنظور،و على مختلف القوى السياسية تجربة هذا الاستعداد الرئاسي الصريح للخوض فى حوار جامع ناجع،إن شاء الله.
موريتانيا إن تحسنت ظروفها،فذلك لصالح كل الموريتانيين،بغض النظر عن الانتماءات الضيقة،و إن تعقدت ظروفها فذلك مضر بالجميع،و بالتالى نحن مطالبون بالتعقل و التصرف بحذر و حكمة،ما استطعنا لذلك سبيلا.
و أجدني مضطر لتكرارها، بعض المثقفين و الساسة الكبار يربطون مواقفهم من الأنظمة بترمومتر مصالحهم الخاصة،و هذا غير لائق،فالأولى تقدير خطورة اللحظة و محاولة إيثار المصلحة العليا للوطن،و دفع مستوى الاستقرار و التعايش المنقذ،عسى أن لا نجد انفسنا يوما مع أزمة معقدة يصعب التغلب عليها،لا قدر الله.
و أما الآن فالظرفية ما زالت قابلة للنظر الموضوعي الفاحص النافع،و لن يتحقق ذلك إلا عبر حوار جاد شجاع.
شخصيا دخلت السجن و أقلت من الوظيفة،فى مطلع هذه المأمورية،مع ما يعنيه ذلك من تضييق فى القوت و تجاهل وضعتي الصحية،حيث خرجت جد مريض،مع آثار ارتفاع السكرى،جراء ظروف الحبس، مدة شهر كامل،لكني أحمد الله على السلامة،و نظرا لحرصي على الاستقرار السياسي للوطن و إدراكي لهشاشة ظروف الوطن، مع التحديات التى تواجه حرية الصحافة،لم أجد من بد من الصبر و سعة الصبر و التريث عسى أن تتحسن اجواء الحكامة و تسيير الشأن العمومي،خصوصا أنني شخصيا مقتنع بحسن نية الرئيس الحالي و ضرورة دفعه للمزيد من التهدئة السياسية،التى طالما روج لها،و عدم تعميق اجواء الجفاء و التنافر.
لكن هذا النظام فى أفق هذا الحوار المرتقب، قد تخدمة خطوات مرنة فى مجالات عدة، خصوصا فى ميدان الحريات و سعة الصدر، حتى للذين يرى هذا النظام أنهم اخطأوا،فولد صمب و فيصل ولد بدكي مرشحين للعفو، مبادرة من النظام لبعث بعض رسائل التهدئة، و لتنعم أسرهم بقربهم،خصوصا مع اقتراب عيد الفطر المبارك.
و مع احتمال اختتام محاكمة الرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز من مصلحة التهدئة السياسية الحكم عليه بما يتناسب مع ظرفه الصحي و حاجة الوطن للتقارب و التصالح أكثر،و الرئيس غزوانى يصلح لكل ما له صلة بالحلم و الوئام الوطني.