اطمئنوا : كل”عَلَّافَة في هذا البلد على حجم طموح مُتَقَلِّدِها !! / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ رغم الهدوء (غير المُصَنَّف) ، العابر حتما مثل كل مساحيق الحياة ، تبدو الساحة السياسية في البلد اليوم أكثر تعقيدا و أقل خطورة مما يتوهمه الجميع ..
حين تنتشر صفقات “التراضي السياسي” و ميكانيزمات استفزاز النظام (بأمور تَعوَّدَ الجميع المشي على جراحها منذ القدم) ، تأكدوا أن هناك كعكعة على الطاولة !!
و حين تضع السلطات كعكة على الطاولة ، تأكدوا أنها تعرف جيدا من سيقع في شراكها و من يُحتملُ أن يبتلع الطعم !!
كل الغوغائيين الآن و كل سماسرة الآزمات سيخرجون من جحورهم ليملؤوا هذا الفضاء صراخا و وعيدا ، معتقدين أن السلطات ستشتري صمتهم و أن ما يرددون من تفاهات مكذوبة تهزُّ كل عروش الكون !!
ضحايا كعكة النظام اليوم (في ما يبدو) ، تهدف السلطات من خلالهم ، إلى كشف كواليس و خلفيات ألاعيب غامضة ، للتحكم في اتجاه الريح قبل انطلاق حوار لا يخلو من ألغاز ، من الواضح أن ما تريد منه السلطات أكبر بكثير مما يتوقعه الجميع ..
أكثر ما يثار على حلبة الساحة الآن ، هي مجرد بالونات اختبار ، تقيس من خلالها أجهزة الأمن جاهزية الساحة لتحديد ساعة صفر انطلاقة الحوار ..
كل نقاط ضعف النظام المُتَوَهَّمَة في هذه اللعبة هي نقاط قوته الحقيقية ، حتى لو بدت “بِتَعَمُّدٍ” ساذجة في عرضها و تائهة في مبتغاها !!
مشكلة “النُخَب” في هذا البلد هي قلة المعلومات و سطحية القراءات و سرعة ابتلاعها لأي طعم قاتل في صنارة الأمن ..
يعتقد الجميع اليوم أن السلطات في ورطة لا مخرج منها ، تبحث بأي طريقة عن أي حل للخروج منها !!
و ترى السلطات أن الساحة ما زالت بخير ؛ ما دامت القرارات في “المعارضة” الباسلة (رغم موتها السريري المؤكد) ، تؤخذ على مستوى أفراد لا أحد ينازعهم القرار و لا أحد مَعْنِي بما يجري بينهم و بين السلطات !!
مشكلة هذا البلد الغريبة ، هي أن المدافعين عن العبودية هم أكثر الناس عبودية و المحاربين ضد العنصرية هم أكثر الناس عنصرية و أصحاب الخِطَب الرنانة المنتقدة لفساد النظام هم أكثر خلق الله تملقا و تزلفا و فسادا !!
ما دام هذا البلد لا يعامل الناس على ماضيها و لا يحاسبها على تاريخها ، ستظل حتما نخبة الأرتزاق هي الأكثر حظا ، لقدرتهم الفائقة على التلون و التموقع و التكيف مع كل الأحوال ، من دون أي وازع من ضمير و لا مسؤولية ..
و يخطئ من يعتقدون أن هذا الحوار سيقلب الموازين و يُدخل البلد نفقا مظلما ، يُعطي فيه من لا يملك كل ما يريده من لا يستحق !!
هذه مجرد تخوفات مشروعة ، مبنية على أوهام مُجَرَّبة ، تؤدي فيها المعارضة دور الكومبارس في مشاهد مُعادة ، يحددها مخرج محترف ، يعتمد نظام الدفع اليومي ، فاطمئنوا : ما دام همُّ المعارضة المُعلن و المعروض على حلبة الصراع ، هو كسر شوكة مجموعة العربو ـ بربير في خطاب الابتزاز المنحوت في طوبة القدر ، سيظل ثمن المطلوب أرخص مما تتصورون :
التاريخ تصنعه الرجال ، لا تُجار بيع المواقف و سماسرة الأزمات !!
كل “عَلَّافَة” في هذا البلد معلومة الثمن !!
و حين يفهم أصحاب بيرام أنه هو زعيم نخاسة جزيرة غوري الجديد ، لا محرر أبريائها ، ستكون لنا عودة أخرى للموضوع ..
هذه آخر فرصة في حياة بيرام . و تأكدوا أن العقارب لن تتخلى عن عاداتها مهما حصل .. لن تتخلى عن عاداتها مهما حصل !!