رواية الطرائد….جرائم القذافي الجنسية
بدأت بقراءته لأجد نفسي قطعت شوطاً طويلاً برفقته، الكاتبة أنيك كوجان الفرنسية ذهبت إلى ليبيا بعد سقوط النظام بفترة قصيرة لتبحث في عدة أمور، لتجد فتاة عمرها 23 عاماً تدعى ثريا عن طريق الصدفة ، وكانت الأجرأ من بين الأخريات لتحكي قصتها بشجاعة من لحظة اختطاف القذافي لها ( بحد ذاته اختطاف غريب ) وهي في عمر 15 ربيعاً حتى سقوط نظام حكمة عام 2011م، حيث قاست أشد أنواع التعذيب الجسدي والجنسي والنفسي لمدة 5 أعوام.
الكاتبة ( أنيك كوجان ) قسمت الكتاب لفصلين، الأول قصة ثريا وهي تحكي بنفسها التفاصيل الدقيقة والمثيرة مع علاقتها بالقذافي واغتصابها، وتحرشات حرسه بها، وتعذيبها من قبل حارسة القذافي المقربة مبروكة وأخريات ممن يشبهنها بالأفعال …إلخ .. والفصل الثاني التحقيق، حيث يأتي دور الكاتبة( أنيك كوجان ) في البحث وراء قصة ثريا في مقابلة الأشخاص أو محاولة التأكد من الشخصيات التي ذكرتها ثريا، وأمور أخرى مختلفة، وحقائق جديدة اكتشفتها الكاتبه. الكتاب بالمجمل مثير ومحزن وعجيب في نفس اللحظة ! فحينما نتذكر القذافي وجملته الشهيرة ( زنقة زنقة بيت بيت ) نبدأ نضحك ، بينما وأنا أقرأ حكاية ثريا..أقول في نفسي: أهكذا كان يعيش معمر القذافي !! همه وهدفه الجنس !!!!! جرائم اغتصاب قاصرات وشذوذ وتعذيب وسكر وتهريب نساء ومخدرات، وكذب على الشعب الليبي وإخفاء حقيقته، كل هذا وأكثر خلف أبواب العزيزية في طرابلس.. في الحقيقة الكتاب يعطيك تصور بسيط كيف كان يعيش الشعب الليبي مع معمر القذافي قبل الثورة وبعدها، كما يعرفك على أطباع القبائل الليبية وهم ينكرون أفعاله الشنيعه باغتصابه بناتهم وزوجاتهم، خوفاً منه أو من باب الشهامة ( يعني إذا واحد من القبيلة فاسد مو بالضرورة العالم كلها تدري عن فسادة الأخلاقي، كذا فهمت ) ذكر الكتاب أيضاً أسماء أشخاص حقيقية لكبار مسؤولي في الدولة، وأسماء دول أفريقية ووزراء أوروبيين وأمريكيين، وقعوا فخاً للقذافي.
تركي محمد الدويس