شكرا لمعالي وزير الداخلية ، لكن !! / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو – لا يمكن أن يستمرَّ هذا الوضع المشحون ، الهادر بالغضب المصطنع و الذرائع المُلَفقَة ، من دون خروجه في لحظة ما ، لسبب ما ، عن السيطرة !!

معالي الوزير،
التاريخ لا يعيد نفسه إلا حين لا تفهمه الناس في المرة الأولى .
و هذا ما يحدث الآن بالضبط في موريتانيا :

المجموعة التي أنشأت افلام هي المسؤولة عن أحداث 1966 و هي المسؤول عن الانقلاب العنصري ، المجرم و هي المسؤولة عن أحداث 1989 مع السنيغال ..

هذا الإرث الإنساني الثقيل ، ما كان يجب طرح ملف حله إلا بعد وضع مرتكبيه من هذه العصابة المتاجرة بأقدس مقدسات المجتمع ، في غياهب السجون ..

و ها هي جماعة “إيرا” اليوم ، تقفيا لآثار “افلام” في تجربتهم الرائعة في العيش على ملفات السمسرة بدماء مواطنينا ، تقود مجتمعنا اليوم إلى نفس المصير المؤسف ..

و حين نقول إن غياب سياسة الردع عند النظام هي المسؤولة عن هذه الفوضى المُتجهة يوما بعد يوم إلى الخروج عن السيطرة ، في حين يدعون أن طغيان وزير الداخلية هو السبب فيها ؛ يعني أننا لا نقف على أرضية واحدة و لا نسير في أي اتجاه يمكن أن يفضي إلى أي حل و لو بعد ألف عام !!

على السلطات الأمنية أن تفهم و تدرك و تعي ، أنه لا يمكن إيجاد أي حل مع من يطرح شروط وطنيته و شروط انضباطه و شروط احترامه للقانون ..

الدولة وحدها هي من تمتلك القوة القهرية و هي وحدها من يسمح لها القانون باستخدامها عند الضرورة ، فهل تنازلت عنها اليوم لصالح إيرا و افلام !؟

التفاهم مع الجهلة باللين و التودد و التجاوز لأخطائهم و التعامي عن خلفياتهم (الإجرامية) و التغاضي عن حقيقة الأيادي الموجهة لسلوكهم العدواني اتجاه المجتمع ، أمر مفروغ منه ، لأنهم يعتبرون كل لين ضعفا و كل تودد استسلاما و كل تغاضٍ غباءً !!

على معالي وزير الداخلية أن يتحمل مسؤولياته بردع بيد من حديد ، هذه الفوضى العارمة ، الخارجة على كل النظم القانونية و الأعراف السياسية ، قبل خروجها عن السيطرة ..

على معالي وزير الداخلية أن يحذر كل المغرر بهم و يُحمِّلَ رسميا عصابتي إيرا و افلام مسؤولية أي قطرة دم تسيل على أرض الجمهورية ، بسبب هذا التصعيد الهائج ، المُختلِق لكل أسباب الفوضى .. المُتمادي في التحريض على العنف و الكراهية .. المُتحدي لمشاعر الشعب و كل شروط الاستقرار ..

و لن نقولَ هنا لـ”إيرا” و “افلام” و من تغرران بهم من أبطال الصراخ الجبان ، أكثر مما قاله الشاعر :
“ضعاف الأسد أكثرها زئيرا / وأصرمها اللواتي لا تزير”

*و غير بعيد من هذا و ذاك* ؛

تقول السيدة المحترمة كادياتا مالك جالو ، إنها بولارية و ليست عربية ؛ الغباء هنا أن بولاريتها تلغي عروبتها لكنها لا تلغي إفريقيتها !!

لا بأس ، ربما كان ذلك من حقها و لن تجد بيننا على كل حال ، من يبكي على فقدها ، أما المشكلة الحقيقية فهي أن تُلغي بولارية كادياتا مالك جالو عروبة موريتانيا !؟

و حين تخلط كادياتا بين انتماء جغرافي ، تنسى أنه يضم (الجزائر و مصر و موريتانيا و المغرب و تونس و ليبيا و السودان و جيبوتي و الصومال) و بين انتماء حضاري ، لا يلزمها بغير احترام خيارها ، نذكرها فقط بما قاله الكاتب الإيرلندي الساخر بيرنارد شو : “الجاهل إذا تكلم أخطأ و إذا سكت أخطأ و إذا ذهب ضلَّ جدا” ، فتكلمي إن شئت و اسكتي إن شئت و اذهبي إلى أبعد حدود العنصرية و التطرف ، كما شئت ، تماما كما ترسم لك خارطة المبدع الساخر شو ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى