رسالة إلى من يهمه الأمر: من كتاب خواطر عائدة إلى ارض الوطن
العميل “داهي اكاي” : مُخطئٌ من ظنَّ يوماً أنَّ للثَّعلَــبِ ديناً
أتألم كثيرا حين أرى مسؤولي هذه المملكة الشريفة يصرون على تمريغ شرفها في الوحل، ويرسخوا بقصد أو بدون قصد في عقلية أبناء هذا الوطن أن كل من يدافع عنه وعن وحدته حقير حقير، لكثرة ما أصبح من شبه المسلمات أن من يدافع عن قضية الصحراء وعن عدالتها ينبغي أن تتوفر فيه صفات الخبث والدناءة وسوء الأخلاق وكل صفة شنيعة متعارف عليها.
حتى أصبحت ساحة الدفاع عن القضية الوطنية فضاء لحثالة المجتمع ومهنة لمن لا مهنة له، وقبلة لمن يبحث عن فرص ليمنح لنفسه عطلا من الرفاهية والمتعة على حساب أموال دافعي الضرائب من الوطنيين الحقيقيين والغيورين على عرض وطنهم قبل وحدته، الغيورين على سمعته وشرفه قبل البحث عن حقوقه والنضال في سبيل رفعته. فوطن بلا شرف ولا كرامة، لن ينتصر حتى ولو كان صاحب حق.
لا تطلبوا من الصحراويين بمخيمات تندوف أن يعودوا إلى أرض الوطن، ولا تنتظروا أن يجلسوا معكم في طاولات الحوار، ولا تحلموا أن يناقشوكم مهما بادرتم. وليس السبب لا قدر الله أنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من هذا الوطن، أو أنهم يرفضون الاندماج. لكن السبب الوجيه والحقيقي فيمن وكلتموه امر دعوتهم إلى الوطن، فيمن مثلتموه ليفاوضوهم على العودة إلى الوطن، فيمن جعلتموه محاورا باسم الشعب والوطن.
لو استطاع المسؤولون عن ملف الصحراء، أن يسمعوا ما يدور من نقاش في بيوت أو خيم الصحراويين سواء بالأقاليم الجنوبية أو بالمخيمات، حين عرض تغطية إخبارية لنشاط يهم الدفاع عن مغربية الصحراء، يرون خلالها أشخاصا من مثل الأضحوكة والبهلوان ” داهي اكاي “، لو وصلت تلك النقاشات للمسئولين لضحكوا على أنفسهم من المرارة والخيبة على اختياراتهم.
وبغض النظر عن الشخص وأمثاله، ومن واجب الغيرة على الوطن، فو الله لو كتب لمسؤولي هذا البلد أن يطلعوا على قلوب الصحراويين ومشاعرهم في كل ما يتعلق بملف الصحراء، لخجلوا من أنفسهم، ولــ ” عضوا على النواجد ” حسرة على ما فوتوا من سنوات ثمينة عطلت تنمية المغرب ونمائه، إن كانت فعلا نيتهم إنهاء المشكل.
قضية الصحراء قضية محسومة قبل أن تبدأ لصالح المغرب.. لكن مسؤولي المغرب هم من يصرون في كل مرة أن يفوضوا إثبات رابطة النسب بين الصحراء والمغرب، لمن يحتاج لإثبات صلته بالصحراويين وبالصحراء التي تستعر منه. كيف لمن يعاني من الاندماج في مجتمعه – مثل داهي اكاي – أن يساهم في دمج الصحراء بالمغرب، كيف تطلبون ممن لفظه المجتمع الشريف لخسته ودناءته، وهو الذي وجد في بعثاتكم وسفرياتكم ظالته ليظل بعيدا عن احتقار المجتمع وازدراء أهله له، كيف تطلبون من أمثال داهي اكاي، المساهمة في حل قضية سيكون أول الخاسرين فيها حين تنتهي القضية ويعود من جديد لأهله ومجتمعه ليمارسوا عليه نفس الازدراء والاحتقار. طبعا لا تنتظروا شيئا ممن لا يملك شيئا، فكيف بالأحرى من اتخذكم وسيلة للهرب من حقيقته التي يعرفها كل الوطن كل البشر كل الحجر والشجر، كل الدنيا إلا أنتم للأسف يا حماة الوطن.
كل ساكنة المخيمات سواء منهم من عاد إلى أرض الوطن أو من ينتظر، يعرف حقيقة الرجل ويعرفه تاريخه الأسود المظلم، جميعهم يشهدون شهادة الحق في أن داهي اكاي منبوذ من أهله وعائلته وقبيلته ومن أهل الصحراء عامة. فبغض النظر عن أخلاقه الفاسدة وتصرفاته المشبوهة، إلا أن ما يهمنا هو تاريخه الأسود في استغلال الصحراويين، حيث كان سندا وعونا لقيادة البوليساريو الظالمة وسببا في الوشاية بعدد من أقاربه وأبناء عمومته، الذين قدمهم على طبق من ذهب لمسئولين عنصريين آمنوا بالولاءات القبلية وحاربوا كل من يعارضهم. ولا يخفى على أحد أن أكثر المتضررين من نهج البوليساريو كانوا أبناء قبائل تكنة المجاهدة، وقلة منهم استطاعت أن تتبوأ مكانة بين قادة البوليساريو لا تتعدى مكانة البهرجة لإظهار جبهة البوليساريو على أنها لكل القبائل على اختلافها، وهي في الحقيقة تخفي عنصرية مقيتة لقبائل تكنة.
أمام هذا الوضع لم يجد ” داهي اكاي “من وسيلة ليتقرب من قيادة البوليساريو سوى بيع أهله وإخوانه وأبناء عمومته، فكان أن تسبب في حبس وتعذيب وسجن المئات منهم ظلما وعدوانا، وكل الصحراويين يعرفون هذه الحقيقة، إلا المسؤولين المغاربة الذين يحرصون في كل مرة على إيفاده في بعثات حقوقية للدفاع عن ضحايا البوليساريو رغم انه السبب الرئيس في سجن وتعذيب المئات من الضحايا على أيدي ميليشيات البوليساريو والأجهزة الجزائرية، والجميع يعرف لقبه الذي يناديه به الصحراويون في المخيمات ” شكام أهلو” ، في دلالة على مهنته في إيصال المعلومات عن أهله إلى الأجهزة الأمنية الجزائرية.
فأين المسؤولون المغاربة مما يحدث؟ وأين جلالة الملك من التدخل في سبيل إيقاف الإعتماد على شخصية مجرد رؤيتها في شاشات التلفاز الوطنية تدغدغ أحاسيس الصحراويين، وتثير مشاعرهم وتجرح أحاسيهم، وتعطيهم إحساسا بان وطنهم يكرم من تسببوا في مآسيهم، وساهموا في احتجازهم لدى ميليشيات البوليساريو، وتمنحهم انطباعا سيئا عن الوطن.
من للوطن غيرك يا الله ؟ من يحميه إلاك يا رباه ؟ .
مخطئ من يظن أن الخونة قد يدافعون عن الوطن، وواهم من يظن أن من باع أهله قد يساهم في الدفاع عن الوطن. وظالم من يعول على من تخلى عن ضميره من أجل دراهم حقيرة أو وشاية مقيتة أن يكون من حماة البلد أو جنديا للدفاع عن حوزته، بعدما كان أداة وعميلا لأعدائه، إن لم يثبت في قادم الأيام أنه لا زال عميلا للجزائر بيننا، ليس على الصحراويين هذه المرة بل على المسؤولين المغاربة.
قضية الصحراء المغربية، هي قضية عادلة بمحامين فاشلين، محامين همهم بطونهم المعفنة، وفروجهم النتنة، شعارهم : أنا ومن بعدي الطوفان. كل المغاربة يسعون للدفاع عن بلدهم، وكل المغاربة على استعداد للتضحية من أجل الذوذ عن حوزة بلدهم. لكن المغاربة يتأففون أن يكونوا شركاء في بعثات ووفود عنوانها الدفاع عن القضية الوطنية وباطنها الفحش والمجون والدعارة الرخيصة والمرخصة للأسف بإذن رسمي من أعلى المؤسسات في المملكة الشريفة. حتى أصبح الشرفاء والوطنيون من ذوي الكفاءات والغيرة الوطنية ينأون بأنفسهم عن الخوض في إبداء الرغبة للدفاع عن القضية الوطنية أو حتى التفكير في الأمر، مخافة أن يحسبوا على جيش من المدافعين المفترضين عن الوطن، بعد أن أصبح الدفاع عن الوحدة الترابية تهمة علنية تجلب العار لصاحبها وترده في أسفله السافلين، ما دامت تضم أمثال النكرة العميل ” داهي اكاي “.
السيدة: م.ف.ح (ضحية العميل داهي اكاي)
من كتاب خواطر عائدة إلى ارض الوطن