إلى “نمرود” لم يكفر… / الشيخ بكاي
(1)يفجؤني صمتك الصريخُ في لجج الجرح تثخنه النعالُ.. تطوِّف في بيداء الغيب، وتسقي من نزيف القلب اليبابَ في دروب الموتِ.. تحدو طيور “البوم” في حلك الليل… تسائل غور الجرح عن وَزَرٍ.. وتستغيث ليالي السهد الداجية الحيرى…
تغاث بماء الحميم وجَلْدِ المرازبِ .. نعلِ اللئيم يمرغ أنفك في القيحِ .. بادت جيوشك يوم احتباس الشمس خلف البعوضِ.. يسوسك الطنين المعشش في منخريك قرونا… تُعَصِّبك السِّنونُ الشهب في غيبات المحْلِ… تمشي ولا حس في عينيك المعصوبتين بـسوءة التيه في سواد اغتراب الريح… (2) بهتت ولم تكفر، ولم تحاجج نبيا في ربه.. أتحصد الشوك ولم تزرع إلا الضياء والورد ..؟ وتصدى في العالم السفلي وقد زرعت السواري الساكبات الدر فجرا…وكنت كالغيمة السٌَكوب السٌَكونِ…؟ عويلك الصامت زئير جارح بحنجرة “جهم بن صفوان” تردده جبال العجز، ونار المَغاب، وسر المغيب، وحِمل المغيٌَب . ضائع فعلك بين “المسلط” و “اعتزال” الصمت في جبة ابن عطاءٍ، و”كسب” “التلازم” في عمامة الأشعري، وتخريجات ابن رشد، وتهويمات “الوجوديين”.. (3) “أسامة” يا غيمة هطلاء تبحث عن مواطن الخصب في الأرض “الجروزِ”… صريخك الصادق ولولة الريح الحَطُوم تسفي أصنام الطوبِ… لعلعةُ “الصواقع” ذات الصخ والحرقِ.. لا سلمت يد تمتد إلى جبال النور.. حطم قيود الطينِ.. ودٌِعْ قيافة الأشباح.. ترجل عن طائرك المجنوحِ.. وازرع جرحك النازف في حنايا الفجرِ .. أثخن في ذاكرة الحزن قتلاً .. وانثر شراع الحلُم الكسير لحنا يسيل في نهَر الرعافِ .. و رتل فاتحة الزمن الأثيل..