لماذا وصل الأمر إلى هذا الحد/عبد الله ولد محمد لوليد
بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} إن عزاءنا ونحن نرى أعز مقدساتنا تمزق وتداس بالأقدام هو أن الله تعالى تكفل بحفظ كتابه العزيز، فلن ينال منه المجرمون الملحدون، وسيرجع كيدهم إلى نحورهم. ولكن لماذا وصل الأمر في بلد مسلم كبلدنا إلى هذا الحد؟
لا أغامر بجواب قطعي على هذا السؤال، غير أن لدي بعض الملاحظات قد تساعد على فهم المشهد بصفتي أحد الذين عايشوا النشاط الدعوي في السنوات الماضية. فمنذ وفات الشيخين محمد سالم ولد عدود وبداه ولد البوصيري أو قبل ذالك بقليل في فترة ضعفهما بدا واضحا أنهما تركا فراغا روحيا وتربويا لا يخفى على المتأمل. ثم إن العشرية الماضية كانت حافلة بالنشاط الدعوي من منابر ثابتة ومتنقلة، وليال تربوية، وتنظيم للإعتكاف، ودروس منزلية… غير أنه منذ سنوات حالت السياسة دون الدعوة، وانشغل أغلب الفاعلين في المشهد الدعوي بالدعاية السياسية، وتحول الخطاب التربوي إلى تحريض سياسي عنيف شغل بالدعوة إلى رحيل النظام عن الدعوة إلى صقل القلوب من الأدران. وفي نفس الوقت فإن هؤلاء المنشغلين بالسياسة ظلوا يحتكرون كل حراك دعوي ويتهمون كل داعية لا ينتهج نهجهم إما بأنه جاسوس للنظام أو سلفي متشدد. ذالك من بين أمور كثيرة قد نتعرض لها في فرصة أكثر اتساعا من هذه العجالة. فإنا لله وإنا إليه راجعون عبد الله ولد محمد لوليد