“أزهار تيوليت”: سينما موريتانية بتأليف مغربي وتوقيع تونسي

يبدو فيلم “أزهار تيوليت” للمخرج التونسي وسيم القربي، نموذجاً للتعاون السينمائي المغاربي، والعربي، على مستوى التأليف والإنتاج والإخراج، فضلاً عن التصوير الذي قام به السعودي عوض الهمزاني. إنه فيلم روائي قصير (13 دقيقة)، يرقى إلى مستوى القصيدة السينمائية، كتب السيناريو له المغربي نورالدين وحيد، بالتعاون مع المخرج نفسه، فيما قام ببطولته الموريتاني سالم دندو، وانطلق التحضير له من الجزائر.

“أزهار تيوليت”، فيلم روائي قصير، ينتمي في جزء كبير منه إلى “فيلم طريق”. هنا يحضر رجلٌ تقليدي الهيئة لينقل عروسه في رحلة طويلة، من بيت أهلها إلى منزله، تارةُ عبر عربة يجرّها حصان، وتارة أخرى مشياً، فتمرّ على تلالٍ وصحارى وساحل البحر، ليستثمر الفيلم تلك الرحلة الباهية، في الكشف عن جماليات المكان في موريتانيا، وعن جماليات العادات والتقاليد والتراث والفولكلور، من خلال قرية “تيوليت”، التي جرى تصوير الفيلم فيها، والتي تبعد عن العاصمة الموريتانية نواكشوط قرابة 100 كيلومتر، شمالاً.

إنه فيلم بلا حوار، يقوم على ثنائية الصورة البارعة، والصوت المُفعم بالموسيقى والمؤثرات والغناء التقليدي، دون الحاجة لفهم ما تقوله الأغنية، كما دون الحاجة لأيّ حوار بين الرجل (يؤديه سالم دندو)، والمرأة (تؤديها عيشة الناجم)، إذ أن حوار النظرات واللفتات هو السائد والقادر على التعبير العميق. فيلم تبدو براعة التصوير والمؤثرات الصوتية والمونتاج ظاهرة إلى درجة يمكن اعتبار كل لقطة من الفيلم صورة باذخة الجمال.

وفي حين يمكن النظر إلى فيلم “أزهار تيوليت”، باعتباره رصداً لرحلة الرجل والمرأة في مجتمع محدد التفاصيل والهوية والملامح، فإن اللقطة الأخيرة تحيل إلى أن واقع الحال مقيم، إذ أن القدر الذي حاق بالمرأة، ينتظر ابنتها التي تبدو واقفة في مهبّ الرياح ذاتها.

يُذكر أنه في حديث خاص مع المخرج وسيم القربي، الأستاذ الجامعي في “المدرسة العليا للسمعي البصري والسينما” بتونس، وفي “معهد الصحافة وعلوم الأخبار،” ذكر أن فكرة الفيلم انطلقت أساساً خلال “مهرجان وهران السينمائي”، ولكن البحث عن إنتاج للفيلم قاده للاعتماد على الإنتاج المستقل، بالتعاون مع بعض الأفراد والجهات، من تونس، والمغرب، والجزائر، والسعودية، وموريتانيا.

نقلا عن:

http://www.24.ae/Article.aspx?ArticleId=64897