موريتانيون من أجل لم الشمل ورص الصفوف واعتبار موريتانيا وطنا نهائيا أوحد
قال بيان “موريتانيون من أجل المستقبل” ، وهو منبر وطني تقدمي ديمقراطي حداثي جديذ، “إن نذرا مفزعة تتراكم في سماء بلادنا العزيزة، ومن أخطرها الاحتكاك العرقي والقبلي والجهوي، والشعور بالتهميش والغبن والظلم الذي يدفع من حين لآخر مختلف الفئات الاجتماعية إلى التذمر والتنابز والقلق الرهيب من المستقبل المجهول.”
وهذا نص البيان كما توصلت به الزمان:
“موريتانيون من أجل المستقبل”
منبر وطني تقدمي ديمقراطي حداثي
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان تأسيسي
لنتفاد الطوفان
أيها الإخوة والأخوات،
من منا لا يرى بوضوح وجلاء هذا الإعصار المدمر المتعدد الوجوه والأشكال، والطوفان المهلك الذي ينذر بابتلاع أعتى الحضارات وأقوى الدول؟
إن ما يجتاح العالم من حولنا (أفغانستان، باكستان، العراق، سوريا، ليبيا، مصر، تونس، الصومال، اليمن، السودان، نيجيريا، مالي، وسط إفريقيا.. وغيرها) من عواصف لم يعد مقتصرا على دول العالم الثالث؛ بل هاهو يضرب بعنف دولا كبرى ما كان الشك يساور أحدا في استقرارها وصلابة مؤسساتها مثل أوكرانيا وبريطانيا وإسبانيا.
إن وطننا (الجمهورية الإسلامية الموريتانية) دولة صغيرة ناشئة لم يتجاوز عمر كيانها الهش بضعة عقود، وكانت منذ نشأتها – فضلا عن الظروف الطبيعية القاسية- عرضة لأطماع خارجية ولتحديات من كل حدب وصوب، استهدفت هويتها الحضارية ونموذج التعايش السلمي والتنوع الثقافي التي من الله بها عليها، دون أن نغفل ثرواتها الهائلة وموقعها الاستراتيجي الفريد.
أيها الإخوة، أيتها الأخوات،
إن نذرا مفزعة تتراكم في سماء بلادنا العزيزة، ومن أخطرها الاحتكاك العرقي والقبلي والجهوي، والشعور بالتهميش والغبن والظلم الذي يدفع من حين لآخر مختلف الفئات الاجتماعية إلى التذمر والتنابز والقلق الرهيب من المستقبل المجهول.
وهذا الوضع قابل الانفجار والخروج عن السيطرة في أي حين؛ لضعف مؤسسات الدولة، وانعدام الرؤى المستقبلية لدى الحكام، واستشراء الفساد في تدبير الشأن العام، وغياب العدالة في توزيع الثروة والمصالح، وهي أمور يؤدي استمرار التغاضي عنها وعدم معالجتها بشجاعة وحزم إلى تعرض كيان الدولة الموريتانية لأخطار لا تبقي ولا تذر، ولا تستثني أحدا مهما موقعه، إذا طفح الكيل.
أيها الإخوة والأخوات،
إن الواجب يملي علينا جميعا أن نستصرخ الضمائر، ونبصّر الحائر، وننذر الغافل، وندق ناقوس الخطر، لنستلهم العبر من ماضينا وحاضرنا ومما يجري حولنا من مآسي قبل فوات الأوان، ونستنهض الهمم كي نضع حدا للصراعات العقيمة والهراش الحيواني والتدابر القاتل بين أبناء الوطن الواحد والمصير المشترك، ونسعى – بدلا من ذلك- ونعمل ليل نهار من أجل:
* لم الشمل ورص الصفوف واعتبار موريتانيا وطنا نهائيا أوحد، ومسلمة مقدسة.
* تبني خيار الحوار الصريح والبناء الذي يكفل تحديد مشكلاتنا الجوهرية بكل موضوعية وتجرد، ومعالجتها بصفة عادلة ومنصفة توصلنا وبلدنا إلى بر الأمان الذي هو الوحدة والديمقراطية والعدل والمساواة في ظل دولة مؤسسات يحكمها القانون.
ومن أجل هذا كله، وبالتكاتف بين المؤمنين به من كل المشارب، فإننا نعلن للشعب الموريتاني عن قيام منبر “موريتانيون من أجل المستقبل” (قيد التأسيس) ونرفع إليكم جميعا نداءنا الملح وصرختنا المدوية من أجل:
ـ موريتانيا تنبذ العنف والتكفير والعنصرية والعبودية والفئوية والجهوية والقبلية والشللية والإقصاء والتسلط.
ـ موريتانيا متصالحة مع ذاتها، متشبثة بهويتها الحضارية الإسلامية العربية الإفريقية وتنوعها الثقافي الثري.
ـ موريتانيا تحمي الضعيف وتنصف المظلوم وتطعم الجائع وتعالج المريض وتعلم الجاهل وتفتح أمام مبدعيها آفاق الخلق والابتكار في العلم والأدب والفن لتحلق عاليا في سماء التألق والازدهار.
فبهذا وحده نصبح جديرين بالانتماء لخير أمة أخرجت للناس، ونكون من الذين قال الله فيهم:
﴿الذين إن مكاناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر﴾ صدق الله العظيم.
حرر بنواكشوط في 28 /02/ 014
موريتانيون من أجل المستقبل