Biladi: رئيس الفقراء والشباب والنساء.. وأشياء أخرى…

قبل انعقاد مجلس الوزراء الأخير، الذي حدد موعد انطلاقة الإحصاء الإداري المحضر للانتخابات الرئاسية، بفترة طويلة كانت السلطة قد بدأت الحملة الانتخابية من أجل التجديد للرئيس محمد ولد عبد العزيز.

كانت نقطة البداية مع الاجتماع الاستثنائي جدا للحزب الحاكم؛ والذي كرس لاستبدال أو طرد رئيس الحزب السابق ونائبه، واستبدالهما بجنديين جديدين ملتزمين التزاما مطلقا بالقضية، وبدآ مهمتها باستجداء الرئيس المنصرف بالترشح لولاية جديدة، وهو طلب لن يرفضه المعني بالتأكيد، وخصوصا أن الطلب جاء من رئيس الحزب الجديد خلال أحد اجتماعات الحزب؛ الذي كان مكرسا للحديث حول حماية المستهلك.

فكل المناسبات يجب أن تكون خادمة للقضية، فهذا الموضوع هو الموضوع الأساسي هذه الأوقات الذي ينسحب على كل النقاشات، وخصوصا تلك النقاشات المتعلقة بالأمور التي كانت هي الشعارات الأولى التي أطلقها منذ وصوله إلى السلطة مثل “رئاسة الفقراء” وهو الشعار الذي بث في كل الطرقات وحقق تعاطفا من قبل الفقراء.

بالإضافة إلى هذا يذرع الوزراء البلاد في كل الاتجاهات بحجة أو بأخرى؛ من أجل التمهيد والإعداد لمقدم الرئيس، وهو ما سيقع في كرمسين حيث سيكون الرئيس هناك من أجل إعطاء الانطلاقة لعملية استصلاح زراعي لفائدة المزارعين في المنطقة.

مباشرة بعد ذلك؛ سيترأس رئيس الفقراء والشباب والنساء وأصنافا وأشياء أخرى لقاء الشباب –أو المحظوظين الأربعمائة- على مدى يومين لمناقشة مشاكل مستقبل البلاد، والتلفزة الوطنية تقوم ببث إعلانات لهذه التظاهرة غير السياسية –من فضلكم- منذ شهرين، ومع ذلك فإن أحدا لا يخامره الشك في حتمية فوز ولد عبد العزيز في الانتخابات بسهولة بالغة.

يبقى فقط أن هذه الانتخابات قد لا تكون ذات مصداقية؛ بسبب غياب المنافسين الحقيقيين، فقد أصبح من الواضح أن المعارضة التي تجمعت بأغلبية ساحقة في منتدى الديمقراطية والوحدة لم تعد تستبعد خيار مقاطعة الانتخابات.

أجندات مختلفة أو حتى متناقضة للطبقة السياسية التي تتصارع منذ أكثر من ست سنوات؛ ولا توجد تسوية تمكن المراهنة عليها، وبلدنا أضعف من تحمل استمرار هذه الأزمة السياسية.

Biladi N° 942

 ترجمة: الصحراء