عن أي حكم ذاتي يتحدث صمبا أتيام؟
من الغرابة بمكان أن يتخذ صمبا أتيام زعيم ما كان يعرف بــ FLAM انواكشوط أرضية لإطلاق دعوات مشبوهة ومضللة لحكم ذاتي لمناطق بالجنوب الموريتاني. ومبعث الغرابة أن الشرذمة التي يتحدث “العائد المغادر” باسمها حلت نفسها بنفسها ولم يعد لها وجود، ثم إن هذه الدعوات لا تنطلق من أي أساس جغرافي أو بشري أو تاريخي ..
ونحيل صاحبها إلي اول تقرير لكبولاني خلال رحلته الأولي إلي موريتانيا قبل 1903م فبعد عبوره إلي الضفة الموريتانية في حماية أولاد عايد قال في تقرير للوالي الفرنسي بسنلويس إن موضوع زراعة الضفة اليمنى من طرف مزارعين من السود أمر مستحيل لأنه لا تواجد بشري لهؤلاء على الأرض ولأن كل الضفة خاضعة لسيطرة الإمارات العربية الحسانية الموريتانية… وتاريخ الضفة بدأ قبل رحلة كبولاني بكثير فقد كانت معظم أراضي الضفة الأخرى تابعة للأمير محمد لحبيب أمير اترارزه ومن سبقوه ومن لحقوه، ولم يقلص هذا النفوذ إلا التواجد الاستعماري الفرنسي وبعد حروب دامت لسنوات طويلة… صحيح أن الدولة الموريتانية الفتية حملت معها أعوانا سينغاليين من سنلويس كانوا ضروريين وقدموا خدمات معتبرة في إطار الاخوة والتكامل ولكن ذلك لا يغير وقائع التاريخ والجغرافيا فكل المناطق التي تحدث عنها الرئيس المنتهية صلاحيته تقطنها اغلبية موريتانية مشكلة من كل مكونات النسيج الوطني لكن الأكثرية الساحقة ليست زنجية وكان الأولي أن يترفع الرجل لمستوى الأخوة الوطنية والاسلامية، وكان الأولى أن يُسوق زبونيته وبحثه عن مُشغل في مجالات أخرى أكثر مردودية، وكان الأولى به أن يستحضر أن معظم دول العالم تتكون من أغلبيات وأقليات وهذا مصدر ثراء ولا يبرر دعوات الحكم الذاتي لأقليات العالم… أسوق هذا الكلام وكلي أمل في إن لا تقود النخاسة السياسية الرديئة إلي إضاعة الوقت في هكذا مواضيع… وقد قصرت السلطات الموريتانية في تعاطيها مع تقولات تنتهك صميم دستور الجمهورية الاسلامية الموريتانية الذي هو دستور شرف وإخاء وعدل. محمد عبد الله محمدو