“لقاء الشباب أو المسرحية المكشوفة…”
في عالم الميكانيكا يقولون بأنه يتوجب على السائق أن يفحص المحرّك والعجلات قبل كل سباق أو رحلة عادية..
في منطق السياسة يقولون إن المصالحة مع النخبة أو المثقفين تساعد أو تساهم إلى حد كبير في كسب ود العامة أو بالأحرى وضعهم أمام اللاخيار..
من منظور الفلسفة نجد أن الهوة كلما اتسعت بين فئتين معينتين استحال عدم انعكاس ذلك على المتفرجة(الفئة المتفرجة)..
في فن الديمقراطية اللامفهوم نقرأ في صفحات المروجين له، شعارات مثل “حرية، تبادل سلمي للسلطة، الحكم للشعب أو حكم الشعب…..”
قريبا من هذه المفاهيم وتلك التصورات نبصر من بوصلة الحياة المريرة والواقع التعيس للإنسان الموريتاني، آمالا تلاحقها آلام وأحلاما وتطلعات ترافقها حياة يومية هي أقرب ما تكون للمعنى الآخر لويلات الحياة وشقائها..
بين هذا وذاك وجد الموريتاني نفسه أمام شاشته الصغيرة يراقب عن كثب فعاليات ما أطلق عليه “الأمل” ولم يستطع هو تهجي العنوان لانقلابه دائما في نهاية المطاف من “أمل” إلى “ألم”.. لكن الأمر هذه المرة يبدو مغايرا شكلا ومضمونا لكل ما سبق، ومخيفا في نفس الوقت.. اللغة غريبة نوعا ما، الجمهور وإن اختلفت قسمات وجهه عن السابق إلا أن التصفيق نقسه والشعر ذاته الذي ألقي بالأمس هاهو يحضر اليوم..
غابت إشكالية التعليم كعقبة أساسية أمام تطور الصحة، العدالة، السياحة…. إلخ، وحضر الوجه السيئ(المقزز) للأستاذ واختزل في عامل عادي يجب أن يحصل على مستحقاته كل شهر..
انقلب اللقاء من منبر لسرد الرؤى والأفكار إلى مناظرة شكلت القدرة على اللعب أو المناورة فيها بالحقائق المغيبة صفة أو رمزا حددت به معالم المنتصر..
ظهرت صورة المثقف الموريتاني بعيدة عن تلك اللوحات التي طالما شكل رسمها نقطة الأساس لكل حلم نخلص في نهايته لموريتانيا المزدهرة، رغم أن المصوِّر لم يكن بالاحتراف الكافي فلم يستطع إتحافنا بصورة متكاملة( غياب واضح لشباب المعارضة)..
من جانت آخر، شكل اللقاء مثالا رائعا للديمقراطية الجدباء.. نعم التقى الرئيس بالشباب وطرحت ونوقشت نقاط مهمة(خصوصا في الليلة الأخيرة)، ولكن متى سينعكس ذلك على أحمد وصمب ولال وفطمة ومريم…..؟؟؟؟
سيادة الرئيس، لماذا هذا التوقيت بالذات؟ هل تريدون أن تمررو لنا رسالة مفادها ” قد أخذت بأفكاركم لكنها لن تصل ل 2015 إلا إذا حافظتم على!! “
سيدي الرئيس قمتم قبل ذلك ببادرة طيبة وهي “لقاء الشعب” فما هي النتائج والعبر؟ سيدي الرئيس لماذا تطبقون هذا القانون كلما جاءت أمه لعنت أختها؟ إلى متى سنظل نقارن أنفسنا بجيل الستينات والسبعينات؟ لماذا لا تنصفوننا جغرافيا على الأقل وتقيسو وضعنا بما عليه أشقاؤنا في المغرب، تونس السنغال، الجزائر..؟؟؟
سيدي الرئيس ليكن في علمكم أنه بحوزتنا ذهب، حديد، نحاس،سمك، نفط(وإن قل)، زراعة وسياحة(إن وجدا الدعم)، وفوق كل هذا وذاك عقول خارقة!!
أنصفونا بالله عليكم!!
تحياتي…
27/03/2014
جعفر أحمد