لماذا أرفع دعوى قضائية ضد هؤلاء؟
الحمد لله القائل: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ والقائل:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ وصلى الله وسلم على نبيه القائل: “
آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ” . وبعد فقد تنازعتني أفكار متباينة وأنا أتابع سيل التهم والتلفيق التي تهدف إلى التجريح بي والنيل مني شخصيا، والتي سال بها مداد كثير في مواقع ألكترونية تابعة لجهة سياسية معروفة. وكان أول ما خطر ببالي أن لا أعير الأمر برمته أي اهتمام، فهؤلاء معروفون لدى الرأي العام وخاصة نخبه بأنهم لم يتورعوا عن كيل التهم والقذف والإفتراء على من هم أفضل مني من العلماء والفضلاء، ولم تعد كتاباتهم أو تصريحاتهم تمتلك من المصداقية ما يستوجب الرد عليها. ثم إنني لست ممن يهتمون كثيرا بتفنيد الإتهامات الكاذبة والتي ليس لها من أساس، وأعتبر دائما أن الرد عليها إنها يعطيها من القيمة ما لا تستحقه، خاصة أن من يعرفني لا يحتاج إلى مثل هذا النفي لأنه مقتنع أنني أبعد الناس عن ما يروج له هؤلاء المرجفون. كل هذا صدني في البداية عن الرد إضافة إلى أنني لست ممن يحبون أن يزكوا أنفسهم، وإن دافعت عن نفسي بما تفهم منه التزكية فأنا على ذالك مرغم وأستغفر الله. لقد قمت برفع دعوى قضائية لدى وكيل الجمهورية بولاية نواكشوط، وأخرى لدى السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، وقد تضمنت الشكايتان ما يناهز أربعين تهمة تصل حد القذف والتجريح، تضمنتها صفحات مواقع السراج، وكالة الأخبار، زهرة شنقيط، وبتلميت اليوم. وقد تقدمت بهذه الشكاية للأسباب التالية: أولا: أردت من خلالها أن أنبه هذا الشعب المسلم المسالم أنه من بين من يعيش بين ظهرانينا أفراد وجماعات يدعون الإسلام بل يرفعون شعاره، وهم في الآن نفسه لا يتورعون عن صريح الكذب والغيبة والبهتان والإعتداء على أعراض المسلمين دون أدنى أساس يمكن التأويل به أو التعويل عليه، طالما أن ذالك يخدم مآربهم، فأي شخص على الفطرة السليمة مهما كانت ثقته بي يقرأ أو يسمع ما يتهمني به هؤلاء لا يمكن أن يستسيغ أنه ليس من بين هذا الكم الهائل ما هو مستند على حقيقة حتى ولو صغرت. غير أن الحقيقة التي ستفاجئ الجميع هي أن هؤلاء المدعين رفع شعار الإسلام قد لفقوا كل كبيرة وصغيرة من هذه التهم، فهي جميعها باطلة باطلة، تم افتراؤها وحبكها في الخفاء. ثانيا: إن الترويج من طرف هذه الجماعة لهذه التهم ليس جديدا، وإنما تم تلفيقها علي في اليوم الموالي لاستقالتي من الموقع منذ قرابة خمس سنوات، غير أن أحدا منهم لم يجرؤ على مواجهتي بها أو نشرها إعلاميا. ولكنهم ظلوا يسرون بها إلى كل من ينفردون به في الظلام. وحين أخبرني أشخاص كثر ممن لا يصدقون هذا البهتان أخبرت الشيخ الددو فنفى بشدة أن يكون أحد من جماعته قد تداولها قائلا إن أحدا لا يمكن أن يواجهه بإلصاق تهمة بي، وبعد ذالك كتب بخط يده إن الذين يشيعون عني هذه الشائعات إنما هم مغرضون، وأنني مبرأ منها. وهكذا ظل كثير من الأشخاص العدول يوصلون إلي أخبارا مفادها أن هذه الجماعة تشيع عني كل التهم الكاذبة في الخفاء، وهم ينفونها في العلن وينفون أن يكونوا سببا في الوشاية بيني وبين الشيخ، حتى حصل ما حصل وقد قاموا بتضخيمه كثيرا كما هو دأبهم في ركوب موجة كل حدث وسموه اعتداء بالضرب، وهو أمر داخلي بيني وبين الشيخ ولا دخل لأحد فيه وهو ما عبر عنه الشيخ مرارا. وكان هذا الحدث سببا في ظهور الشائعات التي كانوا يلفقون في الخفاء فنشروا في مواقعهم كل الكذب الذي كان يصلني عنهم، وظهر وجههم الحقيقي. ثالثا: إن ما يقوم به هؤلاء ليس انتصارا منهم للشيخ أو للإسلام وإنما استغلال وقح لمكانته، وليست هذه أول مرة يستغلون الشيخ فيها، فهم يتخذون صيته وحب المسلمين له أداة للوصول إلى مآربهم الفاسدة، فالغاية لديهم تبرر الوسيلة، ومن ذالك إقحامهم له في لعبتهم السياسية حتى ولو لم يكن مقتنعا بها، والأمثلة على ذالك كثيرة. بل وصل بهم الأمر ذات يوم إلى نشر ملفه الصحي في وسائل الإعلام بطريقة لم يراعوا فيها حرمته كشخص، حتى أنهم نشروا تفاصيل لا يليق نشرها من وصف لأجهزته الداخلية، وطريقة ونوعية الهضم، إلى غير ذالك مما يثبت أنهم لا يحبونه ولا يريدون إلا استغلاله لمآربهم الهدامة، وقد عبر لي بعض الأطباء حينها عن امتعاضهم من نشر هذه التفاصيل التي تحرمها الأعراف الطبية. وأنا هنا أشعر بكامل الحرج وأنا أذكر هذه التفاصيل، غير أن الحقيقة أنني تركت ما هو أدهى من هذا احتراما للشيخ فك الله أسره من هذه الجماعة التي وصفها ذات يوم بالمغرضين. رابعا: إن الأسباب الحقيقية لدخول هذه الجماعة بيني وبين الشيخ وفصلها بيننا ووشايتها هي قناعتهم أنني أحبه أكثر من نفسي وأنني لن أتركهم يواصلون استغلاله، وقد قلت له هذا بعيد استقالتي وأكدت له أن الجماعة تريد إبعادي ليس لشيء إلا لأنني لن أسمح باستغلاله رغم أني لا أريد منه أي منفعة مادية أو دنيوية، والشيخ أكثر الناس قناعة بهذه الحقيقة، ولو كنت أطلب مآرب مادية لكنت الآن ألهث خلف الجماعة، فلدي من العلاقات الواسعة ما يخولني مكانة الصدارة، غير أني لا أرضى لنفسي العيش على التحايل والغش ومخالفة الشرع، وإن كنت أرضى هذا لنفسي فعلى كل حال لن أدخل هذا المستنقع النتن وأنا أرفع راية الإسلام وأتكلم باسم الدين، ومن كان صادقا مع ضميره من هؤلاء فهو يعرف الآن في قرارة نفسه أن هذه هي حقيقتهم المرة. خامسا: إننا في دولة قانون تكفل للجميع حق الدفاع عن أعراضهم وشرفهم، وليس لأي كان الإستهتار بهذه الحقيقة والقفز عليها وإلباس المسلمين التهم الباطلة كما يحلو له. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون عبد الله ولد محمد لوليد