السفارة الموريتانية في مدريد تتعمد افشال زيارة وزيرة الهجرة
مدريد: أعلن مئات المهاجرين الموريتانيين في مدريد عن احباطهم من اسلوب غريب انتهجته السفارة الموريتانية لمنعهم ومغالطتهم خشية لقاء الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالموريتانيين في الخارج آوا تانجا التي زارت مدريد للاطلاع على أحوالهم بحسب خطة أعدتها الحكومة الموريتانية باوامر من رئيس الجمهورية، وقالت مصادر متطابقة لممثلين للجالية في مدريد:
“استغربنا بشدة تناقض ما قامت به السفارة من تغييب وتلاعب بالحقائق وهو امر سيئ للغاية، في مقابل ذلك بذل الحكومة لمجهودات طيبة للاطلاع على احوال الموريتانيين في الخارج، لقد تأكد ان السفارة الموريتانية في مدريد لا تريد ان يطلع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز على مشاكلنا وتحاول اخفاء ملفات خشية ان تأخذ الحكومة بها خبرا”.
وعمدت السفارة الى استدعاء شخصيات معروفة بارتباطها بالأنظمة السابقة، فيما اصر المهاجرون على اسماع صوتهم واعلن بعضهم ما وصفه بحملة لكشف حقائق السفارة الموريتانية في مدريد التي تحصل على ميزانية حكومية كبيرة وتوصيات بالاعتناء بالمهاجرين ولكنها تغالط الحكومة في نواكشوط ولم تنظم على سبيل المثال أي نشاط أو لقاء او يوم وطني طيلة العام المنصرم 2013 ولا في الربع الاول من العام الجاري حتى وقت بدء زيارة الوزيرة لمدريد.
وقال عبد الله ولد اسلم المهاجر الموريتاني المقيم في اسبانيا: “عادة لا تهتم الحكومات بالموريتانيين المقيمين في الخارج، والان تهتم الحكومة بمواطنيها وتقوم السفارة بعزلهم عن المسؤولين الحكوميين..!!” مضيفا: “يجب التحقيق في مثل هذه القضايا”.
ورغم ذلك فقد تمكن بعض افراد الجالية الموريتانية في اسبانيا بحسب ما علم الوسيط من الوصول والمشاركة في الاجتماع الذي ترأسته الوزيرة آوا تانجا في مقر السفارة بكايي بيلاثكيس بمدريد وابلغ افراد الجالية بعض مشاكلهم بصفة صريحة ومباشرة الى الوزيرة رغم تعمد التضييق عليهم ومنع بعضهم من الكلام وحذف عدد منهم من قائمة المتكلمين حيث اكدوا على ضرورة النظر في مشاكلهم القانونية المرتبطة بالاوراق المدنية خاصة وثائق الاحصاء البيومتري وقضايا الجوازات اضافة الى صعوبات الحصول على التأشيرة المغربية بالنسبة للموريتانيين في اسبانيا.
الاجتماع الذي دام اربع ساعات تعهدت خلاله الوزيرة بالعمل على حل اغلب المشاكل التي طرحها المهاجرون الذين حمل بعضهم الوزيرة رسائل الى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تركز اغلبها في طلب المساعدة والتعبير استيائهم من اداء طاقم السفارة الموريتانية في مدريد والتي وصفوها بالعاجزة والغير مؤهلة للتعاطي مع طلبات جالية يتكاثر عددها يوما بعد يوم.
لكن الوزيرة التي عزلت تماما عن مواطنيها في اسبانيا خشية ابلاغها بالدور الضعيف الذي تلعبه السفارة لم تتمكن في الحقيقة من الاطلاع على وضعية المهاجرين في مدريد، فيما تناقلت مصادر ان مقربين بالوزيرة ابلغوها بحقيقة ما قامت به السفارة وطبيعة ما حصل.
وتعمدت السفارة بمدريد تجاهل موقع “الوسيط” الالكتروني المصنف ثاني موقع ناطق باللغة العربية في اسبانيا وأول موقع اعلامي اخباري موريتاني في أوروبا خلال الاجتماع الذي عقد بالسفارة الموريتانية في مدريد ضمن الجولة التي قامت بها الوزيرة، وتعمدت السفارة تضليل مراسلي الموقع وعدم الافصاح عن توقيت ولا ساعة انعقاد اللقاء الذي استبعدت منه مجموعات مهمة من الجالية الموريتانية، وهو ما يناقض سياسة الحكومة وتوصيات وزارة الاعلام في الحكومة الموريتانية وتصريحات رئيس الجمهورية التي تهدف لتوسيع الحريات والشفافية واحترام عمل الصحافة وعدم حجب الحقائق.
وبات من الواضح ان تصرفات السفارة الموريتانية تنافي ادبيات عمل السفارات في العاصمة مدريد التي تولي عناية للجانب الاعلامي واتاحة المعلومات والمستجدات في متناول وسائل الاعلام .
وأكد عدد من المهاجرين للوزيرة ان السفارة الموريتانية باسلوبها الحالي وطبيعة تعاطيها السيئ مع تطلعات المهاجرين والاسلوب التقليدي الذي تنتهجه تتناقض وتخالف توجيها الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي تعهد بسياسات انفتاح وتقديم المساعدة للجاليات الموريتاينة بالخارج، وان دور السفارة في عاصمة بلد صديق مثل اسبانيا محبط بالفعل بل انه يتعدى ذلك لما له من تأثير سيئ على الخط الدبلوماسي المتصاعد الذي تنتهجه نواكشوط والذي بات حساسا في ظل تولي البلاد رئاسة الاتحاد الافريقي.
بالاضافة الى ان عدم التعاطي الجيد مع منظمات المجتمع المدني الاسبانية وغياب موريتانيا عن المحافل الدبلوماسية وضعف جهاز الاتصال بها وعدم نشاطها في التعريف بالبلاد يكشف انها فعلا مؤسسة خارج منظومة عمل النظام الموريتاني.
جولة الوزيرة التي بدأتها من مدريد ستشمل كل من بروكسل وباريس ضمن رحلة اطلاع وتفقد لاحوال الجاليات الموريتانية في المهجر والاستماع الى مشاكله بتوجيهات من الرئيس محمد ولد عبد العزيز بحسب ما اعلنت الوزيرة.
ورغم أهمية هذه الخطوة الا ان اطلاع السيدة الوزيرة وحكومة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سيظل محدودا في ظل شبه الحصار الذي تفرضه بعض السفارات الموريتانية في الخارج على الجاليات كما حدث في لقاء الوزيرة في مدريد والذي أحاطته السفارة بسرية تامة تتنافى مع طبيعة المهمة الرسمية التي تقوم بها.
الوسيط