قصة نجاح : رجل بلا لثام في بلاد الملثمين (قصة القاضي )
عرفته قبل سنوات يصل الليل بالنهار في العمل بمجال كان حكرا على أشخاص بعينهم، إلا أن الفتى الذي وضع القرآن الكريم في صدره في وقت وجيز لا يريد أن يسد أمامه باب..كان يرفض أن تتقطع به السبل..يرفض أن يستكين للواقع المر..التقيته لاول مرة تحت جنح الظلام بزقاق قرب الشط، يوزع المهام على عمال أشبه بالصعاليك، يتولى زعامتهم صديقي وزميلي ـ أيام الأندية الثقافية و الحلم بالمدينة الفاضلة ـ (م د) كان الشاب بشوشا ودودا رغم الارهاق البادي عليه.
إنه رجل أعمال ،الآن، يثير جدلا في بعض الأوساط المخملية، ويتساءل البعض من أين له هذا؟ وهو الذي لم يتولى وظيفة رسمية، لتكون مصدر ثرائه كما يحدث مع الكثير من أكلة المال العام والخاص،ولم يختلف الى مدرسة عدى الكتاتيب ، والمحاظر، أو المعهد السعودي بالعاصمة انواكشوط، ذلك المعهد الذي مالبث أن غادره رغم تفوقه اللافت على أقرانه..
إنه “القاضي المصطفى ولد الطلبه”،
هذه الكلمات التقطتها من “مذكرات اليم” التي أثبتها في “دفتر الحياة” ، واليوم التقي هذه الموهبة الضائعة في مجال الاعمال لأحاورها في مجالات شتى، ليس أغربها ان الفتى فاجأني برواية طويلة،أو قل سيرة ذاتية، من مئات الصفحات، عنونها ب: “رجل بلا لثام..” وبدأت من منطقة “افلَ” وصورت محطات عالمية ومطارات دولية وموانئ وفنادق، وأفكار طائشة، وأحلام كانت بعيدة المنال؟
لحظات مغادرة “الطفل النحيل” للحي الذي شهد ترهات طفولته، والحوافز التي دفعته لتحقيق قصة نجاح نادرة كان صاحبها مزهوا بتحقيق أول حلم وهو دخول الميناء بشبه جزيرة انواذيبو، بالفضفاضة “الدراعة” المحظورة،في الميناء.. باعتبار ذلك الحظر ظلما يستحيل السكوت عليه…
عبدالله محمد الفتح
يتواصل