إحراق جثمان ماركيز
أكد سفير كولومبيا بالمكسيك جوزيه غابرييل أورتيز أن جثمان الروائي غابرييل غارسيا ماركيز أُحرق، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. وذكرت محطة الإذاعة الكولومبية “كاراكول” أن جثمان ماركيز أُحرق في نفس اليوم الذي توفي فيه، ونقلت عن مصدر مقرب من عائلة الكاتب القول إن “جثمان غابو أحرق في نفس يوم خميس الأسرار المقدس”.
وأشارت إلى أن رماد الجثمان سيوضع في قاعدة جي غارسيا لوبيز للمآتم في حي بيدريغال بجنوب مكسيكو، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إدارة قاعة المآتم قولها إن “الأمر قد تم” لكن دون أن تعطي مزيدا من التوضيحات. وذكر السفير أورتيز من جهته أن عائلة الكاتب -التي تعيش بالمكسيك منذ ستينيات القرن الماضي- لم تقرر بعد هل سيتم تقسيم رماد الجثمان بين المكسيك وكولومبيا أم أنه سيبقى في المكان نفسه. وقررت أرملة الراحل ونجلاه عدم إقامة أي شعائر حداد بالمنزل الذي كان قد نقل إليه الجثمان الخميس الماضي بمواكبة فرقة من الشرطة، غير أن رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس عرض على الأسرة كل الدعم لإقامة مراسيم تأبين وتكريم “أعظم كولومبي بالتاريخ” على حد تعبيره. وتستعد المكسيك التي عاش بها ماركيز منذ ستينيات القرن الماضي لإقامة مراسيم تأبين وطنية الاثنين بقصر الفنون الجميلة بالعاصمة. وبعث رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي برقية عبّر فيها باسم بلاده عن “مشاعره الصادقة” وإعجاب كبير بالكاتب الذي بلغت شهرته الآفاق في مجال الأدب المحرر باللغة الإسبانية. كما أشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بـ “عملاق الأدب الذي أعطى إشعاعا عالميا لخيال قارة كاملة” بينما وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ “الصديق الحميم لروسيا” و”الكاتب والمفكر العظيم”. بلدة أراكاتاكا الكولومبية مسقط رأس ماركيز التي ألهمته بكتابة رواية “مائة عام من العزلة” خصصت له وداعا خاصا بالموسيقى والشموع والزهور أمس الجمعة. واحتشد عشرات المشيعين أمس عند مزار من الشموع في المكان الذي ولد فيه الأديب الراحل، وعزف موسيقيون وأنشدوا أغاني شعبية تحيي ذكراه. وتوفي الروائي الكولومبي الحائز على جائزة نوبل الخميس في مكسيكو سيتي عن عمر ناهز 87 عاما. وقال مصدر مقرب من العائلة إنه توفي في بيته بعد نحو أسبوع من عودته من المستشفى حيث عولج هناك مما قال الأطباء إنها نوبة التهاب رئوي. ويُعد ماركيز أشهر روائي بأميركا اللاتينية، وقد بيعت عشرات الملايين من نسخ أعماله. والعمل الرئيسي له هو روايته الملحمية “مائة عام من العزلة” التي نال عنها جائزة نوبل في الأدب عام 1982، والتي ترجمت إلى 35 لغة وبيعت منها أكثر من ثلاثين مليون نسخة.