العلامة الراحل ولد عدود:”شمس تأبي أن تغيب”
في مثل هذا اليوم من العام 2009 أعلن بقرية “أم القرى” عن وفاة العالم الموريتاني الشهير محمد سالم ولد محمد ولد عبد الودود الملقب عدود بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء، وبوفاته فقدت موريتانيا أحد أبرز علمائها البارزين عن عمر ناهز الـ”79″ عاما
ويعتبر الشيخ محمد سالم ولد عدود المولود 1929 أحد أبرز العلماء الموريتانيين المعاصرين، وقد عُرف بموسوعيته العلمية، فهو مرجع فقهي كبير، كما عُرف أيضا براويته لأشعار العرب وأيامهم، فهو أحد علماء السيرة ومحدثي بلاد شنقيط.
درس الشيخ الذي ينحدر من أسرة علمية عريقة العلوم الشرعية والعربية في محظرة -مدرسة- والده محمد عالي ولد عبد الودود، وبعد إتمام دراسته أصبح أستاذا في محظرة العائلة، ثم التحق في بداية الخمسينيات بهيئة التدريس في معهد بوتلميت الإسلامي الذي كان أول مؤسسة تعليمية معربة تعتمد طرق التدريس الحديثة.
وابتعث في أوائل الستينيات ضمن بعثة من القضاة الشرعيين للتدريب في تونس وتخرج بلصانص في الحقوق سنة 1965. والتحق بسلك القضاء وتدرج في سلمه حتى عُيِّن على رأس المحكمة العليا سنة 1982، وفي بداية عهد الرئيس الأسبق ولد الطائع سنة 1988 عُيِّن وزيرا للثقافة والتوجه الإسلامي، وظل في ذلك المنصب حتى سنة 1991 غداة تشكيل أول حكومة بعد التحول الديمقراطي.
عمل ولد عدود أستاذا في جامعة نواكشوط،/ وفي المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وترأس المجلس الإسلامي الأعلى، وهو هيئة دستورية تقدم الاستشارات الشرعية لرئيس الجمهورية.
ولمكانته العلمية وعلو هامته الفقهية تم اختياره عضوا في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وفي الأكاديمية المغربية. وفي السنوات الأخيرة من عمره تفرغ لمحظرته في قرية أم القرى، وترك العمل الرسمي باستثناء المحاضرات التي كان يلقيها في برنامجي روضة الصيام والسمر الرمضاني في الشهر الفضيل، وقد اكتسبت المحظرة في هذه السنوات شهرة عالمية، بالإضافة لشهرتها المحلية، حيث وفد إليها الطلاب من المغرب والخليج العربيين وإفريقيا كما وفد إليها مسلمون جدد من أمريكا وأوروبا.
رحم الله ولد عدود واسكنه فسيح جناته