الجعبري.. رجل المهمات الصعبة في حماس
غزة – ا ف ب:يعتبر احمد الجعبري الملقب “ابو محمد” الذي اغتالته اسرائيل مساء الاربعاء في غارة جوية استهدفته في سيارة مدنية في مدينة غزة، ابرز القادة العسكريين لحركة حماس ويمثل اغتياله ضربة موجعة جدا للحركة التي تدير قطاع غزة.
واغتالت اسرائيل الجعبري (52 عاما) وهو حاصل علي شهادة بكالوريوس في التاريخ، بصاروخ اصاب مباشرة سيارة الجيب المدنية ذات اللون الرمادي التي كان يستقلها مع احد معاونيه، في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
ومنذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، تمكن الجعبري من تطوير المجموعات المسلحة في حركة حماس في اطار ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام الاشبه بجيش صغير ومنظم.
ويعتبر الجعبري مهندس صفقة تبادل الاسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في 2011.
ويوضح فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان الجعبري “هو من طور كتائب القسام وبنى بنية حقيقية للقسام في الضفة الغربية قبل ان تقوم السلطة الفلسطينية بتصفية المقاومة في الضفة”.
وكان ظهور الجعبري نادرا، وهو من مواليد 1960 في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة ومتزوج وله ثمانية ابناء هم ستة اولاد وبنتان في القطاع وكان يتخذ احتياطات امنية شخصية متنوعة ولا يستخدم الهاتف الجوال.
ويقول غازي حمد القيادي في حماس لفرانس برس ان اغتيال الجعبري “خسارة كبيرة لحماس وللشعب الفلسطيني”.
واضاف حمد الذي كانت تربطه علاقة جيدة مع الجعبري ان الرجل “شجاع ومتواضع وصلب في مواقفه ونذر حياته لمقاومة الاحتلال التي يتبناها كخيار للتحرير”.
وبين حمد ان الجعبري “ذو شخصية حذرة جدا في تحركاته وتنقله وحريص جدا على عدم الظهور في المناسبات والمحافل المختلفة”.
ونجا الجعبري الذي كان اعتقل عام 1982 لمدة 13 عاما في السجون الاسرائيلية بتهمة الانتماء لحركة فتح والتخطيط لهجمات قبل ان ينتقل الى صفوف حركة حماس داخل السجن، عدة مرات من محاولات اسرائيلية لاغتياله كان اخرها عام 2004 حيث قتل ابنه الاكبر محمد وشقيقه وعدد من ابناء عمه في غارة استهدفت منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ويرى ايمن طه القيادي في حماس ان الجعبري كان “رجل المهمات الصعبة في الحركة ويؤمن ان قضية الاسرى والمعتقلين في سلم اولوياته فهو وفي للاسرى”.
وبعدما افرح عنه عام 1995 تولى الجعبري الذي اعتقل لمدة عامين لدى اجهزة امن السلطة الفلسطينية، الاشراف على ملف الاسرى والشهداء في حماس وفي نفس الفترة شغل منصب ممثل حماس في لجنة الحوار الوطني مع السلطة الفلسطينية.
ويقول فوزي برهوم الناطق باسم حماس ان الجعبري كان “كبيرا في فعله وجهاده” داعيا القسام الى الرد على اغتياله.
ووصف موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الجعبري “بالبطل القائد الكبير” مشيرا الى انه عاد الى غزة قبل اسبوع بعد ادائه مناسك الحج في السعودية.
وأمام ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء وصف احد عناصر القسام الجعبري ب”رئيس الاركان في جيش حماس”.
وبحسب مصدر في حماس فان الجعبري كان يمثل الجناح العسكري في المكتب السياسي للحركة.
ويعتبر العديد من الاشخاص في غزة خصوصا المحسوبين على حركة فتح ان الجعبري كان له “دور بارز ” في سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف 2007.. لكن غازي حمد اكد ان الجعبري “كان داعما للمصالحة الفلسطينية”.