دفعة نموذجية نوعية على أبواب التخرج من المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء
250 بين: قاض، وإداري مالي ومدني، ودبلوماسي، وكاتب صحفي
لم تعد مؤشرات التنمية تهتم كثيرا في قياس تقدم الدول بمجرد الموارد و المصادر المادية التي تختزنها اراضي الدول بل بالمصادر البشرية المؤهلة التي تتوفر لتحريك دواليب التنمية ،وهو ما يعكس الترابط الدائم بين اهمية تاهيل وتكوين العنصر البشري ..
ومدي تقدم المؤشرات الفعلية للتقدم في البلدان ويمكن بكثير من الاعتزاز الاعتراف اليوم ان الدفعات الاخيرة التي تم اكتتابها بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء تعكس بالضبط وعي السلطات بهذه الحقيقة وسعيا لتجسيدها من الناحية العملية عبر الاهتمام بشفافية عمليات الاكتتاب في البدء ومواكبة الطلبة بتكوين نوعي مميز في النهاية فضلا عن تعزيز البعد التكويني في عملية تكوين الموارد البشرية المؤهلة بالتكوين المميز لتولي المهام المسندة اليها ، علي ان الدفعة الأخيرة والتي تقتر ب الآن من التخرج حظيت بميزات خاصة وأحيطت بالمزيد من العناية عبر وضع وتصور البرامج النوعية في تكوينها والحفاظ علي الانضباط وإدخال العديد من التحسينات النوعية التي كان لها كبير اثر في تكوين الطلبة وسيكون لها كبير تأثير علي مستقبل ادائهم المهني. قصة البداية: في شهر أكتوبر من السنة2011 أجرت اللجنة الوطنية للمسابقات مسابقة لاكتتاب 250 وحدة لصالح وزارات الإعلام والخارجية والعدل والداخلية وصفت المسابقة وقتها من طرف المراقبين والمشاركين فيها بالمسابقة الاكثرشفافية منذ إنشاء المدرسة الوطنية للإدارة وبعد تأهل الناجحين للمسابقة للتكوين بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء تم إخضاعهم لتكوين خاص هو الأول من نوعه منذ إنشاء هذه المدرسة المهنية العريقة، حيث تزامن اكتتاب هذه الدفعة مع إعادة هيكلة المدرسة من خلال إصدار مرسوم جعلها تابعة للوزارة الأولى بدل وزارة الوظيفة العمومية ،وجعل سنوات التدريس فيها 3سنوات بدلا من سنتين، كما ألزم النظام الجديد للمدرسة تلاميذها بالخضوع لتدريب عسكري مدته 3اشهر مقسمة على السنوات الثلاث، و تمت إضافة شعب جديدة مثل شعبة الكتاب الصحفيين ،فضلا عن الصرامة الكبيرة التي أصبحت تميز تطبيق نظام الانضباط على الطلبة المتكونين في المدرسة حسب ما يقول طلبتها . و يتميز نظام المدرسة الجد يد حسب إدارة هذه المدرسة بكونه لأول مرة يتم اخضاع دفعة كاملة لنظام السلك العالي الجديد و الذي إن تمت معادلة شهادته سيمنح المتخرجين شهادة عليا تمكنهم من متابعة دراساتهم في سلك الدكتوراه ان هم ارادوا ذالك، وهي تعادل شهادة ماستر2 ، و يطالب طلبة المدرسة ان تكون الدرجة التي ستمنح لهم وفق سلم التراتبية الإدارية في الوظيفة العمومية أعلى من الأسلاك الأخرى السابقة تبعا لمدة ومحتوي وطبيعة التكوين الجديد وذالك من خلال إدراج التعديلات اللازمة ضمن الأنظمة القانونية التي تخضع لها هذه الأسلاك، وحسب إدارة المدرسة فان التوصيات و المتابعة المستمرة الجادة والصارمة من رئيس الجمهورية من اجل ان يكون هذا التكوين جديا ونوعيا ومتميزا كان لها الدور الفاعل في التكوين النوعي الذي تلقاه التلاميذ خلال فترة التكوين هذا فضلا عن توفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية اللازمة لذالك وهو ماساهم بشكل فعال في تكوين خبرات نوعية لصالح الإدارة الموريتانية.
وبحسب طلبة المدرسة الوطنية للا دارة والصحافة والقضاء فان التكوين رغم نوعيته كان صعبا للغاية بسبب نظام الحضور الإجباري والانضباط الصارم والتدريبات العسكرية التي تخللته، رغم أن الأمر يقول بعض هؤلاء انعكس في النهاية بشكل ايجابي على جودة التكوين وتميزه عن تكوين الدفعات السابقة الذي كان يطبعه الكثير من التسيب وعدم الجدية، ولم ينس تلاميذ المدرسة الوطنية للإدارة في نسختها الجديدة الإشادة بشفافية المسابقة التي اكتتبوا على أساسها وفي نفس الوقت تثمينهم للشفافية والمساواة المستمرة على مدى مسار التكوين التي تتعامل بها إدارة المدرسة مع التلاميذ دون تمييز حسب هؤلاء، فضلا عن المضمون الممتاز لبرامج التكوين والو رشات والتدريبات الميدانية والتحسين المستمر لظروف التلاميذ في المدرسة حيث تضاعفت المنحة إلى ضعفين بالمقارنة مع سابقتها ومنح الطلبة مساعدات اجتماعية قبل الأعياد والعطل الرسمية وخلال التدريبات كما يؤكد بعض هؤلاء. ويشرف تكوين هذه الدفعة على نهايته خلال الفترة القصيرة المقبلة ومن المتوقع أن يشرف على حفل تخرجها رئيس الجمهورية شخصيا حسب مصادرنا الخاصة. ومن المنتظر كذالك على غرار ما تعاملت به السلطات العليا مع الدفعة الماضية (دفعة 500 الخمس مائة) أن يتم توظيف اغلب خريجي الدفعة الجديدة في مناصب إدارية ودبلوماسية متقدمة سعيا من الحكومة الحالية الى ضخ دماء وكفاءات شبابية جديدة في الإدارة ومراكز صنع القرار تماشيا مع الاهتمامات الجديدة للسلطات العليا بالشباب وتجديد ا للطبقة الإدارية . ويولي رئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اهتماما كبيرا بهذه الدفعة كما تحضر الحكومة حسب مصادرنا لاكتتاب دفعة جديدة مكونة من ألف وحدة لصالح عدة وزارات ومن مختلف التخصصات خلال الفترة القصيرة المقبلة وتعتبرهذه الاكتتابات هي الأكبر من نوعها منذ تأسيس المدرسة الوطنية للإدارة من حيث العدد ليبقي التحدي الماثل امام الطلبة موظفي المستقبل بعد تلقي التكوين المميز هو اثبات الجدارة في الميدان والقدرة علي استثمار ما راكموه من معارف عملية تطبيقية في خدمة الوطن والمواطن.