السفير:مواقع وجرائد وهمية اختفت بعدما استفادت من دعم صندوق الصحافة
السفير:ظلت الصحافة المستقلة في موريتانيا تتطلع منذ تسعينيات القرن الماضي إلى إنصافها من طرف الدولة التي ساهمت في بنائها الديمقراطي ورفعت مستوى الوعي بين صفوف مواطنيها ومارست سلطة رقابة حقيقية على مجريات الأحدث وكشفت كثيرا من مواطن الخلل، كما كانت سببا في تصحيح وتقويم كثير من الاعوجاجات.
مرت سنوات طويلة ناضل خلالها الصحفيون كثيرا، وقدموا من التضحيات الشيء الكثير لمراجعة قوانين الحقل وضمان إنصاف العاملين فيه باعتبارهم شركاء في الوطن، ولهم بالتالي حق الاستفادة من خيراته وثرواته؛ تماما كما هي شريكة هيئات مجتمعه المدني من أحزاب ومنظمات نقابية التي ظلت تنال حظها في ميزانية الدولة كل عام .
وأخيرا .. صدر قانون دعم الصحافة المستقلة؛ فظن نشطاء الحقل أن الحصاد قد حان، وأن رحلة المعاناة والظلم والحرمان قد انتهت، وأن الانصاف سيتفيؤ ظلاله كل مستحق..حتى أعلن عند حجم الغلاف المالي المخصص لصندوق دعمهم فتراجع الأمل إن لم يكن قد خاب؛ فجود السلطات اتجاه الصحافة المستقلة وتقديرها لدورها الذي تطلع به لم يجاوز بها حد تخصيص مبلغ إجمالي قدره 200 مليون.
ولقد عمدت الدولة، ومن خلال الطريقة التي تم بها تشكيل لجنة صندوق الدعم إلى أن تجعل منه مجرد فقاعة إعلامية لا أثر لها على معالجة ما أنشئت من أجله.
فأغلب أعضاء اللجنة أجانب على المهنة وإن كانوا جميعهم أصحاب مواقع وجرائد وهمية عملوا جهدهم لتكون صاحبة الحظ الأوفر من الدعم، كما أن اعتماد اللجنة على تقرير أعدته السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية عن المؤسسات الصحفية المستحقة للدعم، أدرجت فيه أسماء بلا مسميات، وحولت فيه العدم إلى مؤسسات صحفية مكتملة الأوصاف والصفات،
كان ذلك مثلبا عظيما في عمل اللجنة ، حيث أصبح لا يملك يعطي لمن لا يستحق.
كثير من الأسماء التي اعتمدتها اللجنة مواقع وجرائد قد اختفى ولم يستطع “الشيخ كوكل” على سعة اطلاعه وعلمه أن يجد لها أثرا بعدما حصَلت حظها من الدعم.
فضلا عن ذلك أخذ بند تكوينات وهمية أسندت إلى لم تعرف بعد، حظا وافرا من مخصصات الدعم، فيما ذهب جزء آخر إلى الضرائب، ودار الصحافة، واستولت المطبعة على جزء آخر؛ ليكون بمقدورها – على حد زعمهم- أن تسحب بأسعار رمزية للصحف المستفيدة من الدعم التي هي في أغلبيتها مجرد أسماء بلا مسميات أما البقية الباقية، بعد حصص مواقع وصحف أعضاء السلطة العليا للصحافة ، ومواقع الوهم والخيال فستذهب لمسابقات الله وحده بعلم من سيكون الفائز بها وعلى أي مقاس تم تفصيلها؟؟.
ويبقى أثر صندوق دعم الصحافة، بعد ما مورس عليه من سياسات وطريق تسيير، مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.