وجه الجمارك الآخر,,حاميها حراميها(تقرير)
وجه الجمارك الآخ..ر..حاميها حراميها
(انواذيبو ـ الزمان) ـ من أبي الحسن
تشرف مجموعة كبيرة من الجمارك على عمليات تهريب السيارات التي تتم من المنطقة المعروفة ل “قندهار” والعاصمة انواكشوط وأحيانا تمر عبر منطقة انواذيبو الحرة، أو “الحر ما هو و اقع لها” يقول محدثي..
وفي هذه الرحلة سنروي مشاهدات وتجارب حية لما يقوم به بعض عناصر الجمارك من تهريب وإشراف على عمليات أو تمالؤ مع المهربين..وما يقوم به عناصر الفرقة الخاصة بما يسمى ب”المنطقة الحرة” ، عند مدخل انواذيبو، من ابتزاز لأصحاب السيارات والحافلات والشاحنات..
كانت الشمس قد بدأت ترسل أسياخا ملتهبة حين نزل “علي” من سيارته ليدخل مكتب شرطة الحدود الموريتانية ليتحدث مع أحد الأفراد العاملين به.. بعد حديث ودي جرى كما لو كان بينه وبين الشرطي سابق معرفة، قال:
ـ إذا كنت ستدخل الى “قندهار” وتعود قبل أن تطأ أقدامك أرض المغرب فلا داعي لوضع ختم الخروج..
ردَ “علي”:
ـ هو ذاك..كما يفعل الجميع.
ذهب صاحبنا في اتجاه مكاتب الجمارك ،مع رفيقيه ، الدليل..أحمد وهذا ليس هو اسمه، ورشيد الذي يعمل في قطاع الدرك وله صلة وثيقة ببعض عناصر الجمارك العاملين على طول الطريق الرابط بين انواكشوط وانواذيبو.
عند الجمارك أكدوا له أنه لابد من وضع ختم الخروج لدى الشرطة ليتسنى له أخذ أوراق إقامته في اسبانيا..عاد أدارجه الى مكتب الشرطة ووضع له الشرطي طابع الخروج، رغم أنه لا ينوي الخروج إلا إلى منطقة “قندهار” الموجودة قاب قوسين أو أدنى من البوابة المؤدية الى” بيركندوز” الحدودية، حيث يرفرف علم المملكة المغربية..وقاده الفضول الى الاستقصاء عن ما يجرى في نقطة الحدود هذه..
لماذا تسلب فرقة الجمارك الحدودية بطاقات الإقامة الخاصة بالموريتانيين القادمين من الغرب؟!..خصوصا أن معظم عناصر الجمارك يعرفون أن كل الخارجين سيتركون سيارتهم في “قندهار” ليتولى رجال الجمارك أنفسهم إعادتها الى أرض الوطن لقاء أجر معلوم، أو ترك من يعيدها من أتت لقاء أجر أيضا، يسمونه هنا على الحدود ب “شراء الطريق”..
ولماذا يصر رجال الجمارك على إعادة بعض الخارجين، في اتجاه المغرب، من أمثال “علي”، الى الشرطة لوضع طابع الخروج، في حين يتركون البعض يمر دون طبع جوازه لدى الشرطة لقاء مبلغ 10000(عشرة آلاف أوقية)، وقد وقعت أكثر من حالة بحضورنا ، (يوم20 مايو الجاري) ولدينا الأسماء..؟!
ولماذا لا يكتفي مكتب الجمارك بتسجيل الداخلين الى أرض الوطن ،على أجهزة الحاسوب،دون حجز إقاماتهم، خصوصا إذا كان إجراء حجز الإقامات غير قانوني
ويعتبره البعض ظلم بحقهم..؟!
اجتاز صاحبنا “علي” الحدود” وأمضى يوما في منطقة “قندهار” لتبدأ رحلة العودة مع حلول الظلام، وبإشراف جمركي على تواصل دائم برفيقيه.. مرة يسأل عن العازمين على التهرب من دفع الغرامات، وتارة يعطي أوامر وتوصيات..
“اكريبت الجوساسه” وبداية الطريق المحفوف بالمخاطر
اتصل الجمركّي(س) بأحد الرفاق ليقول له أن عليهم التوقف عند “اكريبت الجوساسه” حتى يظهر القمر ليستعينو بضوئه على رؤية الطريق المحفوف بالمخاطر..
بدأت معالم الصحراء ،التي تشي بأنها كانت يوما ما تحت سطع البحر، تتراءى تحت ضوء القمر وأعطى الجمركي “المهرب” الضوء الأخضر لصاحبيه ـ ربما لم يكن يعلم أن معهما “علي”ـ بالتحرك..
كانت أضواء السيارة مطفأة و عجلاتها أيضا ضامرة كما هي بطون الثلاثة التي لم يصلها سوى حبات “شعرية بآدلكان” أعدها مضيفون بائسون يسكنون بقة حافلة سبق أن تعرضت لحادث..وردت أوامر أخرى ـ عبر الهاتف ـ بالتوقف لبمدة عند “الربيط” وبعدها عرجت المجموعة على الطريق المؤدي الى طريق انواكشوط عبر طريق “العين البيظه”..كان الجمركي يتصل من آن لآن ليسأل إن كانوا شاهدو بعض “القنفازة”ـ الهاربون من دفع ثمن الطريق ـ في الطريق لأنه تلقى أخبارا بأن ” فلان وفلان سيقنفزون ..” يعني سيرفضون الدفع للجمارك ولو كلفهم ذلك الدخول في مطاردة معهم قد تكون عواقبها وخيمة على أحد الطرفين..
بر الأمان
وصلت المجموعة الى الطريق المعبد، وتنفس “علي” الصعداء وحمد القائد الله على أنهم نجحوا في اجتناب الأماكن الملغومة منذ حرب الصحراء.. بالطبع بالنسبة له جرب الطريق مرارا، ربما للمرة الألف ..وبقي عليهم أن يدفعوا للجمركي مبلغ 30ألف عن رحلاتهم الثلاث الأخيرة..وما زال أمامهم آخر عند مدخل انواكشوط ينتظر نصيبه..
يتواصل