تقرير عن ندوة “الدار” :”دور موريتانيا في حل ازمة شمال مالي”

شكل الوضع القائم في شمال دولة مالي وتأثيراته في الماضي والحاضر والمستقبل علي السلم الاقليمي والعالمي ودور موريتانيا في حل مشاكل شمال جارتها، موضوع ندوة اختار مركز دار الدراسات والبحوث (الدار) في موريتانيا، أن تكون بداية لانطلاقة نشاطاته الفعلية بعد 13 شهرا و20 يوما من ترخيصه من طرف وزارة الداخلية تحت رقم: 103 بتاريخ:09 ابريل 2013.

alt الندوة التي كانت بعنوان: “دور موريتانيا في حل ازمة شمال مالي”، نظمت يوم الاربعاء 28 مايو 2014 بفندق “حليمة” وسط العاصمة نواكشوط بحضور لفيف من ابرز الدبلوماسيين والإداريين والعسكريين والأمنيين المتخصصين في موضوع الصراع في اقليم أزاد من خلال تجاربهم ومسؤولياتهم في الماضي والتي كانت لها ارتباطات مباشرة بمعايشة الموضوع.

 

 الوزير والسفير السابق محمد ولد ارزيزيم، أحد الأطر البارزين في طاقم مركز (الدار)، شكر في كلمة افتتاح الندوة، التي ترأس أعمالها، الحاضرين علي تشريفهم للمركز بحضور انطلاقة نشاطاته، مبرزا أن اختيار موضع الندوة لهذه الانطلاقة، نابع من كونه يهم جميع الموريتانيين ولذلك يقول ولد ارزيزيم، تم استدعاء لمناقشته، أبرز شخصيات البلد ومؤسساته لتدارس أنجع السبل للدور الذي يمكن لموريتانيا أن تلعبه في حل أزمة شمال مالي، متمنيا أن تساهم نتائج الندوة في إنارة الطريق لحل هذه الأزمة.altalt

 

 وتوزعت مواضيع الندوة الي أربعة محاور هي:

 

 1 ـ التأصيل التاريخي للأزمة المالية،

 2 ـ الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية،  

 3 ـ المقاربة الدينية لمكافحة التطرف والغلو،

 4 ـ المقاربة الأمنية الموريتانية، وإمكانية استفادة الطرف المالي من هذه التجربة.

 

 وقد تناول هذه المواضيع حسب التخصص علي التوالي: الدبلوماسي الخبير الدولي احمدو ولد عبد الله الامين العام المساعد السابق للامم المتحدة، الوزير والسفير السابق والمؤرخ والكاتب والصحفي محمد محمود ولد ودادي، العقيد المتقاعد الملحق العسكري السباق في فرنسا حسينو بابى، والوزير السابق الخبير الاقتصادي، اسلمو ولد محمد، السياسي الادجي اترواري الامين العام للتحالف الشعبي التقدمي، الوالي السابق لعدة سنوات في جميع الولايات الشرقية الاداري الحسن ولد مولود، الاداري البارز في وزارة الداخلية، احمدو ولد محمد ولد ابرهيم، الوزير والسفير السابق رئيس لحنة رسم الحدود الموريتانية المالية سيدي محمد ولد عبد الرحمن، الدكتور الفقيه الشيخ ولد الزين، الدبلوماسي في وزارة الخارجية، سيد عالى ولد سيد الأمين، نائب مقاطع لعيون، العقيد المتقاعد قائد اركان الجيش سابقا سيدي ولد يهي والمفوض الإقليمي محمد عبد الله ولد آدًه، المدير السابق لامن الدولة والرقابة الحدودية.

altalt

 وأجمع المتدخلون علي أن الأزمة المالية قديمة في جوهرها حديثة في تطورها وفي تشعب ابعدها وأنها تطورت من قضية محلية في شمال مالي في مطلع ستينيات القرن الماضي إلي قضية وطنية مالية في سبعينياته، قبل ان تصبح اليوم قضية دولية في بعض جوانبها وإقليمية في جوانب منها اخري، حلها لم يعد بيد الماليين وحدهم وشددوا علي أن لب الازمة عامل اقتصادي، كما هو الحال لجميع الصراعات الاقليمية وليس ايديلوجي، كما يعتقد البعض وأن هذا العامل الاقتصادي هو الذي كان وراء تغلغل عصابات الجريمة المنظمة والحركات الجهادية في منطقة أزاد واستقطابها للسكان الذين وجدوا فيها مصادر للعيش ظلت تضن عليهم بها الحكومة المركزية في مالي.

 

 وابرز المتدخلون مخاطر استمرار الازمة المالية علي المنطقة، داعين الي ضرورة اتخاذ بشأنها إجراءات عاجلة وناجعة لحلها تشترك فيها كافة دول جنوب الصحراء بتوفير الامكانيات المادية والبشرية الكبيرة بالتنسيق مع الاوربيين والامريكيين، المعنيين بالموضوع من جوانبه المتعلقة بالإرهاب وبالجريمة المنظمة والمخدرات وطالبوا في إطار هذا الحل بالاستفادة من خبرة وإمكانيات الجزائر وبركينافوسو في الوساطة لحل نزاعات مشابهة في دول عديدية، كما شددوا علي ضرورة ان تدرك النخب السياسية من سكان جنوب مالي ان نظرة الكبرياء التي يتعاملون بها مع ازمة الشمال غير مجدية وان عليهم انتهاج سياسة الحوار والتصالح بين جميع الماليين واعتبارهم سواسية سواء من منهم في الشمال او في الجنوب.

altalt

 وأكد جميع المتدخلين في الندة علي ارتباط أمن موريتانيا واستقرارها بالصراع القائم في شمال مالي وأنها تمتلك من الامكانيات ما لا يمتلكه غيرها للمساهمة في حلها إذا تم استغلال تلك الامكانيات بصورة علمية وسليمة.

 

 وتطرق المتدخلون الي الانعكاسات الاقتصادية والامنية والاجتماعية لازمة شمال مالي علي موريتانيا وخاصة علي مناطقها الشرقية، حيث تجلت هذه الانكاسات في تدفق اعداد هائلة من اللاجئين الذين اصبح تواجدهم يشكل اعباء تفوق طاقة  المرافق العمومية ويهدد بتغيير ديمغرافي في موريتانيا مستقبلا، إضافة الي عدم الامن في مناطق الحدود مما اثر سلبا علي المنمين وعلي النشاطات التجارية.

 

 ونوه المتدخلون بجهود موريتانيا دائما في المساهمة في حل ازمة شمال مالي خاصة بمؤازرة السكان الذين ينزحون الي اراضيها كل ما حدث صراع مسلح في المنطقة، كما أشادوا بمقاربة موريتانيا في مجال مكافحة الحركات الارهابية سواء فيما يتعلق بالجانب الامني او الديني.

 

 وطالب المشاركون في الندوة قبل اختتامها بتنظيم ندوات اخري لتعميق الموضوع، مسدين الشكر للقائمين علي مركز دار البحوث والدراسات (الدار) علي تنظيم هذه الندوة الاولي من نوعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى