راعٍ غنم يتحول الى نجم.. والمطار يغص بمستقبليه
استقبلت جماهير حاشدة بمطار العاصمة السودانية الخرطوم يوم الأحد راعياً سودانياً مقيماً بالمملكة العربية السعودية، في موقف هو الأول من نوعه، وذلك على خلفية قصة أمانته التي شغلت الرأي العام السوداني والعربي، وتصدرت نشرات أخبار قنوات تلفزيونية، وصحفاً ورقية وإلكترونية.
وتناقلت مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي صورة للراعي الطيب يوسف الزين أحمد، الذي اشتهر بـ”الراعي الأمين”، وهو محمول على الأعناق من صالة الوصول إلى خارج المطار، مما أثر ردود أفعال متباينة وسط الناشطين على الموقع الإسفيرية.
وتعود تفاصيل قصة الراعي الأمين إلى فبراير الماضي، عندما تداول نشطاء على مواقعي التواصل الاجتماعي “يوتيوب وتويتر” فيديو يظهر راعي أغنام سودانياً بالمملكة العربية السعودية، وقف بالقرب منه شباب في البر يقودون سيارة وطلبوا منه إعطاءهم نعجة وقالوا له: لا أحد يراك، فكان رده لهم: الله يراني، وهو يحاسبني، وقاموا بعرض مبلغ 200 ريال، فكان رد الراعي لهم: لو انطبقت السماء والأرض لن أعطيكم نعجة، لأنها ليست ملكي، حتى لو أعطيتموني 200 ألف ريال .
ولاقى هذا الفيديو صداً واسعاً وأثار إعجاب قطاعات واسعة داخل السودان وخارجة وقامت عدة مؤسسات بتكريم الراعي بهدايا عينية ومالية، ومنحته رئاسة الجمهورية السودانية نوط الجدارة على أمانته.
وحكى “الزين” عن قصته أنه لم يكن يعلم أن هناك تصويراً إطلاقاً لما دار بينه وبين الشباب من حوار .
وأضاف الطيب الزين: “بعد أربعة أيام فُوجئت بسيارةٍ وفيها أشخاص نزلوا منها ومعهم كاميرات للتصوير، شعرت بخوف وكنت أسأل نفسي ما الذي فعلته، تقدّموا إليّ وأخبروني بما كان يجري في التلفزيون والصحافة والإنترنت عنّي وأنا لا أدري مطلقاً، وأخبروني كذلك عن الهدايا والمكافآت التي رصدت لي”.
وقال الراعي السوداني في تصريحات بمطار الخرطوم إنه لن يتخلى عن مهنته (الرعي)، وإنما جاء إلى البلاد لمقابلة الأهل والأصدقاء والأحباب ومن بعدها سيرجع إلى السعودية لمواصلة عمله كراعٍ .
لكن في المقابل تباينت آراء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حول الطريقة التي تم بها استقبال الراعي الأمين وحمله على الأعناق، ففيما انتقد البعض هذا السلوك واعتبره تراجعاً لقيمة الأمانة، حيث علق فائق بشير” تراجع في كل ما يحيط بنا كون أن نحتفل بمثل هذه الأشياء يا للعيب”.
لكن البعض الآخر اتفق مع تشجيع الراعي باستقبال كبير، تقديراً لأمانته، وعلّق حلمي فاروق بقوله “عجبا أتعجبون لاستقبال أمين ولا تستنكرون استقبال فنان شارك في مسابقة للفنانين. الاحتفاء لا ينقص من قدر الأمانة فينا ولا يحكي عن ندرتها وإنما يشير لعظم الفعل وحلاوة وقعه وأثره.