دبلوماسي يصف المقاطعة بالجرم
قال الباحث والدبلوماسي محمد موسى باباه العالم في مقابلة شاملة مع وكالة كيفه للأنباء هذا اليوم إن مقاطعة الانتخابات تعتبر جرما سياسيا وخطأ كبيرا وسلوك يتعارض مع مقتضيات دستور الجمهورية ..
و شدد على أن أكثرية المصوتين في هذه الانتخابات ستكون لصالح مرشحه محمد ولد عبد العزيز وأن من لم يستطيع التصويت فهو خارج الوطن أو لظروف خاصة وليست سياسية.
وتحدث الدبلوماسي موسى باباه عن جوانب أخرى محلية ووطنية هامة .
نص المقابلة :
وكالة كيفه للأنباء : تشهد الساحة السياسية تشرذما خطيرا فاعلوه هم القبائل بدل الأحزاب ألا ترون أن هذا خطيرا على الاندماج الاجتماعي ومضرا بالثقافة الديمقراطية ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : بسم الله الرحمن الرحيم ، بالنسبة للسؤال المتعلق بتشرذم الساحة السياسية لا أوافقكم هذه النظرة بالنسبة لي أرى أن الساحة السياسية ساحة موريتانية بامتياز تشهد حراكا طبيعيا نظرا لأننا في حملة رئاسية دخلت أسبوعها التالي وطبيعي أن تشهد حراكا من هذا النوع وأظن بأن الكثير من الأحزاب ضمن هذا الحراك ، ولا أقول إن القبائل وحدها هي التي تمارس السياسة نحن دولة عربية إفريقية وكل هذه الدول بها قبائل ، لكن لا يعني هذا أنها إطار في العمل السياسي لكنها موجودة كإطار اجتماعي فقط يبغي أن لا تتجاوزه والدليل على وجودها قوله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقنا كم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وبالفعل توجد أحزاب سياسية فاعلة في الساحة كما توجد تجمعات من مخلف الشعوب فعلى سبيل المثال في كيفه وأنت تتابع السهرات السياسية لا توجد قبائل بعينها تنفرد بنشاط سياسي معين ففي هذه السهرات تندمج كافة الفئات والقبائل والأعراق مما يدل على أن الطابع الحزبي هو السائد فنحن نمتلك أحزاب سياسية مرخصة وفاعلة في الساحة السياسية أما ما عدى ذلك فهو نوع من المزايدات السياسية .
وكالة كيفه للأنباء : بوصفكم شاب وإطار مثقف ألا تعتقدون آنه آن الأوان للتخلي عن مساندة الأحكام العسكرية الانفرادية التي طالما تبنيناها منذ 1978 وحتى الآن ألا تعتقدون أن هذا نكوص وتناقض مع الثقافة التي تحملونها ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : نحن في موريتانيا لا نساند نظاما عسكريا وإنما نساند نظاما جمهوريا ، صحيحا أن الأخ المرشح محمد ولد عبد العزيز كان عسكريا لكنه منذ فترة خلع البزة العسكرية وأصبح مدنيا بامتياز وتم ترشيحه لمأمورية أولى وهذه هي الثانية وبالتالي لا أرى أننا نساند نظاما عسكريا بل نحن تساند نظاما ديمقراطيا جمهوريا يتمتع بالسلطات الثلاثة المعروفة في النظم الديمقراطية ( السلطة التشريعية ، السلطة التنفيذية ، السلطة القضائية ) وهناك فصلا تاما بين هذه السلطات فلو كان نظامنا نظاما عسكريا لما وجدت هذه السلطات .
وكالة كيفه للأنباء : خلال هذه الحملة تصاعدت أصوات وتحدث خطباء يطالبون محمد ولد عبد العزيز بالترشح لمأمورية ثالثة وهو لم يدخل بعد في مأموريته الثانية ألا يعتبر ذلك دليلا يقود إلى ما كان يتردد من أن ولد عبد العزيز قد يعدل الدستور ليسمح له بالترشح مدى الحياة ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : أنا لم أسمع بهذه الأصوات التي تحدثت عنها بالمطالبة بترشح ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة وإن صح ذلك فإنما يدل على أن الموريتانيين وجدوا ضالتهم وبالتالي فلهم الحق في المطالبة بالتمسك به ، لكن لا نستعجل الأمور علينا أن نحترم الدستور الحالي الذي لا يسمح إلا بمأموريتين فقط وإن حصل إجماعي وطني فلا شيء مستحيل .
وكالة كيفه للأنباء: ما ردكم على بعض الانتقادات اللاذعة التي تتردد في أوساط السكان بكيفه حول قرب أطر ومنتخبين هذه الولاية إبان المواسم الانتخابية واختفائهم عن الأنظار في مواسم الهدنة ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : الأطر والمنتخبون يجب أن يكونوا دائما عل صلة بقواعدهم ، لكن هذه الصلة قد تتحقق بالاتصال الهاتفي الذي جعل العالم يعيش في قرية واحدة وبالتالي لا أرى أن هناك عزلة خاصة وأن بلدنا ولله الحمد تم فك العزلة بين مناطقه بعد ربطه بشكل شبه كامل بشبكات الاتصال الهاتفي .
وكالة كيفه للأنباء : ما هو تقييمكم لأداء منتخبي ولاية لعصابه بصفة عامة سواء كانوا برلمانيين أو عمدا ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : منتخبو هذه الولاية كسائر الولايات الأخرى هم برلمانيون من خيرة أبناء هذه الولاية وأنا أجلهم وأقدرهم وآمل فيهم الكثير فهم يتطلعون إلى مشاكل الولاية ويقدمونها إلى الجهات الفنية المختصة التي تمتلك الإرادة وتحدد الأوليات ونحن نلمس إصلاحات تحققت في هذه الولاية وطبعا لا يزال الكثير ينبغي أن يتحقق .
وكالة كيفه للأنباء : أنتم ابن الولاية وسكانها يخنقهم العطش ويعيش الكثير من الأحياء في ظلام دامس كما تتراكم بها أكوام القمامة في الوقت الذي يتحدث الطرف الآخر عن نهضة شاملة وعن جنات النعيم كيف تردون على هذا ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : ما ذكرتم عن العطش والقمامة وغيرهما صحيح ، ففعلا هذه الولاية تشهد بعض العطش بالتأكيد خاصة في فصل الصيف حيث يكثر الطلب على الماء كما تعلم لكن المؤشرات جيدة على زواله مع مشروع “فم لكليت “الذي سيزود المدينة بالماء الصالح للشرب ، لكن هذا لا يعاب به هذا النظام وإنما يعاب به كل الأنظمة السابقة التي كان عليها أن تحقق الكثير مما جعل أخطاءها تتراكم على هذا النظام وفعلا حقق منها الكثير وعلينا أن نكون منصفين ونعطيه الوقت الكافي لتحقيق المزيد خاصة أنه يمتلك الإرادة .
وكالة كيفه للأنباء : تقول المعارضة الموريتانية بأن ولد عبد العزيز يسابق نفسه وأن المترشحين الآخرين ليسوا مرشحين جادين ، وبالتالي فالانتخابات انتخابات أحادية ولن تزيد الأزمة السياسية إلا تعقيدا كيف تردون على هذه المزاعم ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : من قال بأنهم ليسوا جادين ؟ أنا لم أسمع بمرشح وقف في قناة معينة وقال أنا لست جادا .
وكالة كيفه للأنباء: المعارضة هي من تقول ذلك ودليلهم بأن ولد عبد العزيز يهاجم الذين بقوا في ديارهم وقاطعوا في حين يمسك لسانه عن منافسيه في الانتخابات مما يعني أن المنافسة مفتعلة .
محمد موسى ولد باباه العالم : أولا أقول لك أن من قاطع الانتخابات يجب أن يتحمل المسؤولية ، بل يعتبر من منظور القانون فعل جرما يجب أن يحاسب عليه ، لأن القانون هو الذي يقضي بأن تكون هناك مأمورية محددة بخمس سنوات وعندما تنتهي هذه المأمورية يجب أن ننتقل إلى مأمورية أخرى وليس الرئيس هو من حددها كما أنه ليس من حق أي جهة أخرى تحديدها إلا بعد الارجوع إلةى استفتاء دستوري .
أما المقاطعة فليست واردة ولا ديمقراطية بل إن الديمقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه وبالتالي فإن المقاطعة هي استقالة وهزيمة سياسية .
وكالة كيفه للأنباء: محمد ولد عبد العزيز يترشح اليوم مع أشخاص حتى الموالاة تتهمهم بالمتطرفين في الوقت الذي يتجاوز الطبقة السياسية الوطنية الناضجة ، ألا يعتبر هذا ضربا في الصميم لمستقبل وحدة البلاد من منظور الديمقراطية ؟
محمد موسى ولد باباه العالم : أولا لا أوافقك أن محمد ولد عبد العزيز هو من يرشح بل إن هناك مجلس دستوري هو من يجيز الترشح أو لا يجيزه لذلك محمد ولد عبد العزيز كسائر الموريتانيين يتقدم لهذا المجلس الدستوري وإذا أجاز ترشحه ترشح وإذا لم يجز ترشحه لا لترشح ، أيضا إذا كان هناك أشخاصا معنيون بما ذكرت آنفا فهذا لا يتحمله الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز بل هو من اختصاص المجلس الدستوري الذي كان عليه أن لا يجيز ترشح إلا من تتوفر فيهم الشروط القانونية الضرورية التي حددها الدستور الموريتاني .
وكالة كيفه للأنباء : بوصفكم مسؤولا في وزارة الخارجية الموريتانية هل ما أنجزه محمد ولد عبد العزيز في إطار السياسة الخارجية يستحق هذه الدعاية الإعلامية المدوية ؟
محمد موسى ولد باباه العالم: بطبيعة الحال هذا السؤال من اختصاصي وسأكون دقيقا في الإجابة عليه .
الأخ محمد ولد عبد العزيز في نظري قدم على موريتانيا في مأموريته الأولى وهي بلد يصح أن أقول عنه أنه إذا غاب لا ينتظر وإذا حضر لا يستشار لذلك حقق الكثير في هذا المجال من وجهة نظري وفي رأي المعتدلين ، ففي مجال السياسة الخارجية نرى أن هذا البلد قاد هيئات إقليمية وبذل مساعي حميدة كان آخرها ما رأيناه في “كيدال” بدولة مالي الشقيقة و الصديقة التي كانت مسرحا لإسالة الدماء فأحقنت خلال ساعات من زيارة فخامة الرئيس لهذا البلد وهذا مفخرة لكل الموريتانيين ويسجل للسياسة الخارجية الموريتانية ، و رأينا موريتانيا تترأس هيئات إقليمية كالإتحاد الإفريقي الذي تتولى رئاسته في الوقت الحالي ، كما رأينا محمد ولد عبد العزيز قام بمساعي حميدة في ساحل العاج كانت ستجنب هذا البلد الكثير من المشاكل لو كان عمل بتلك النصائح ، وكذلك في ليبيا قدم نصائح لو اتبعت لما آل الأمر إلى ما آل إليه من سفك الدماء والصراعات التي ما زالت تدور رحاها بين الأشقاء الليبيين .
أما فيما يخص جالياتنا في الخارج فقد تم توفير الحماية والرعاية لرعايانا في الدول التي شهدت اضطرابات أمنية مثل ما حدث في ليبيا ومصر وساحل العاج ووسط إفريقيا وقد تم نقل هؤلاء المواطنين إلى بلدهم بامر من السلطات العليا في البلد ولم يحتج هؤلاء ذويهم كما تم إيواؤهم .
وتم توسيع نطاق التمثيل الدبلوماسي حتى شمل بلدان لم تعرف أي تمثيل دبلوماسي في السابق كما هو الحال في تركيا وإيران وآنكولا وبصفة عامة فإنه من الملاحظ تزايد النشاط الدبلوماسي الموريتاني من حين لآخر مما يعني أن الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد حقق الكثير في المجالات العامة وفي مجال الخارجية بصفة خاصة ولا يفوتني هنا أن أوه بالسفارة الأهم المتمثلة في الخطوط الجوية الموريتانية بحيث أن كل طائرة تحط في أي مطار دولي تعتبر تمثيلا دبلوماسيا لموريتانيا فضلا عن ما تم تحقيقه في مجال الثقافة والرياضة باعتبارهما من العوامل التي تعرف بالدولة على المستوى الخارجي .
وكالة كيفه للأنباء : من الملاحظ أنكم في الموالاة تبذلون جهودا قصوى من أجل إنجاح مرشح لا ينافسه أحد فلماذا هذا الجهد ؟
محمد موسى ولد باباه العالم: نحن فعلا نحاول رفع نسبة المشاركة في هذه العملية الانتخابية وإن كنا لسنا ملزمون بمثل هذا لأن النجاح عادة ما يتم بنسبة 50 ℅ +1 لكن نود أن نعبر لمن قاطعوا أن مقاطعتهم لا تؤثر و أن يعرفوا أن الشعب الموريتاني لا يتبنى مقاطعتهم وحتى لو سلمنا جدلا وهذا أمر مستبعد بأن نسبة المشاركة لم تكن في المستوى الذي نطمح إلية فهذا عائد إلى عوامل أخرى تتعلق بهجرة المواطنين من مناطقهم الأصلية بسبب الظروف المناخية أو هجرة المنمين إلى خارج الحدود بحثا عن المرعى وبالتالي عليهم أن لا يعتبروا ذلك من مجهودهم الخاص ولوا كانت عندهم شعبية لما قاطعوا الانتخابات .
كما أذكر أن الموالاة كانت بإمكانها أن لاتعتد إلا بما وصل صناديق الإقتراع وأن تراهن على أنها ستصل إلى أعلى نسبة من المصوتين .
والموريتانيون يعلمون جميعا أن الإنتخابات تأتي في ظرف زمني عصي ولا يعني أن من يرافق مواشيه خارج حدود البلد أو يرافق مرضاه في المستشفى او منشغلا في بعض مهامه التي تمنعه من التمكن من اداء واجبه الإنتخابي لسبب أو لآخر هو من المقاطعين .
وكالة كيفه للأنباء : كيف استطعتم المزاوجة بين دعم محمد محمود ولد الغوث كمرشح للنيابيات في حزب الوئام بمقاطعة كيفه ومساندة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في مناطق أخرى ؟
محمد موسى ولد باباه العالم: ليس لدي ما أخفيه ، أنا دعمت لوائح حزب الإتحاد من أجل الجمهورية فقط في كثير من الأماكن مثلا في مقاطعة لعيون والطينطان وفي تامشكط وفي مقاطعة كيفه وتحديدا ببلدية أقورط وكنت صريحا حين دعوت بعض الإخوة بالالتزام بالحزب لأن هناك بعض الإخوة وكما تعلم رشحهم الحزب الحاكم في مقاطعة كيفه المركزية ورشح أيضا في بلدية أقورط عن طريق الحراك الشبابي وهؤلاء الإخوة أنا أجلهم وأقدرهم وهم إخوة أشقاء لي ورأيت أنه يجب علينا أن نتفادى مثل هذا وبعثت برسائل لهؤلاء الإخوة أن يكون مرشحنا في مقاطعة كيفه المركزية للنيابيات مثله عمدتنا في بلدية أقورط للحزب الحاكم لكن الرسالة لم تصل وإن وصلت لم تطبق فلذلك تركتهم وشأنهم وتفرغت لدعم مرشح الحزب ببلدية أقورط وكان بإمكاني أن أحقق الفوز بها لكن حدثت تجاوزات فضلت السكوت عليها وانتهت هذه الانتخابات التي حصلنا فيها على 9 مستشارين مقابل 10 لصالح حزب الحراك الشبابي الذي كان إخوتي في حزب الإتحاد من أجل الجمهوري يدعمونه وهذا مثله جرى في كافة ولايات الوطن وتلك الخلافات عابرة ووقتها متجاوز ولا أعلم لماذا يتم الحديث عنها بعد طي ملفها في الوقت الذي أصحابها يزاولون مهامهم .
لكن نحن الآن في انتخابات تختلف تماما عن الانتخابات الماضية ، فالكل متحدون من أجل إنجاح فخامة الأخ المرشح محمد ولد عبد العزيز ونحن كنا معه ولا زلنا وسنظل ولوا كنا وجدنا من هو أحسن منه لاخترناه.