لا مرحبا بالسيسي السفاح الانقلابي ـ رأي
ذكرت بعض المصادر الإعلامية باحتمال قدوم السيسي لحضور تنصيب صاحبه عزيز، نعم الرئيس السفاح الحاكم الحالي لمصر، إثر انقلاب 3 يوليو2013 على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي.
ترى ماذا يريد السيسي، من خلال حضوره الفعلي، إن حصل، أو المروج له، على الأصح فهل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، لسد ثغرات أزمة التنصيب بعد فبركة النتائج، وخصوصا نسبة المشاركة عندنا؟.
هذا السؤال الصعب، قبل الخوص في محاولة الإجابة عليه، لابد من “ابروفا” ترحيب خاصة بالانقلابي السفاح الوحشي السيسي، يا عبد الفتاح السيسي، وأأسف أن في اسمك نسبة من اسمي، لا مرحبا بك، سواء قدمت إلى أرض شنقيط الطاهرة، أم لم تتجرأ على القدوم، رغم أنك جسور متهور حتى النخاع، ولكن لست وحدك في هذا السلوك المشين، فمتطرفي الكون كثيرون، من المسلمين وغيرهم، فاحسب بدقة قبل القدوم إلى موريتانيا، المضطربة في العمق المستقرة استقرار هشا في الظاهر.
أجل لا مرحبا بك ولا سهلا، خصوصا بعد الانقلاب وإجهاض الربيع العربي المهم، رغم بعض الملاحظات على هذا الربيع، فقد أجهضته فعلا، أو حاولت ذلك وقصدته قصدا، عبر أنانيتك وحبك المفرط للسلطة، وليس عن طريق خطة وهمية رسمتها كما تدعي لإنقاذ مصر، كنانة الله في أرضه، وأم الدنيا، وستظل كذلك بإذن الله، أبدا ودائما، ما بقي للإسلام والعروبة عنوان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصيكم بأهل مصر خيرا ، فإنهم في رباط إلي يوم الدين”.
ولتعلم أن موريتانيا بؤرة جحيم خادعة، وبجوارها وداخلها المتطرفون، وبعض منهم من أبناء جلدتي من الإسلاميين، الغاضبين لمقتل إخوانهم المصريين الأطهار من مختلف المشارب كل يوم في عموم التراب المصري، وخصوصا أيام الجمعة، منذ مؤامرة 30 يونيو 2013 الثورة المضادة، التي مولها السعوديون والامارتيون، خوفا منهم واحتياطا لسقوط عروشهم، عن طريق تيار الربيع العربي المبارك، المقتلع يوما ما لجذور الاستبداد والاستحواذ على الحكم العمومي والثروة العمومية دون وجه مريح من طرف الرعية.
دون تردد -أقول لك يا سيسي- أنت تقتل هؤلاء المصريين عن قصد وإصرار، طاعة للسعوديين والإماراتيين، أزال الله ملكهم، وبدعم من اللوبي الصهيوني الدولي.
واليوم تأتي إلى تنصيب سميك عندنا، لتعلمه فن القتل وعدم التردد عن أي موبقة.
لا ورب الكعبة لن تدخلها إلا…..
يا أحرار العالم تحركوا، ورب الكعبة لو دخل السيسي إلى أرض شنقيط، لانتقل الحريق العربي، بدل الربيع العربي من القاهرة إلى نواكشوط، فأنت لا تقدر مستوى غضب جماهير نواكشوط الغفيرة الصامتة، من الإسلاميين والقوميين وغيرهم، من غير المنتمين أيديولوجيا، فبعد الفطر عام أول أقدمت على الذبح والتمثيل بجثث إخواننا الشهداء والشهيدات، وما أسماء محمد البلتاجي، الفتاة اليافعة في عمر الزهور، عن نفوسنا وذاكرتنا الجمعية ببعيد، وغيرها من الصور المذهلة في صبرا وشاتيلا مصر، رابعة والنهضة، وفي شهر شوال المبارك، شهر العيد و الفطر والفرح بفضل الله، بعد الفراغ من واحدة من أعظم شعائر الرب، سبحانه وتعالى، رمضان الصيام والقيام، يا معشر القاعديين، وإن لم نرتضى أسلوبكم، إلا حين يكون إضطراريا، لا تقدموا على قتله، فروحه أقل قيمة من روح جرادة في صحرائنا المترامية الأطراف، تماما مثل صبرنا الواسع، الذي يغلب إلى حين حلما ودهاء، ثم ينفجر حينا دما وانتقاما” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون“.
لا داعي للقتل، وإنما التهديد فحسب، فعزيز مجنون إن سمح بتحدينا إلى هذا الحد، وقد فعل هو ومعاوية من قبل، عبر إحضار وزير خارجية اسرائيل، يومها كانت القاعدة العنيفة أقل شأنا، فلتحسبوا لفارق الوقت والتغيرات.
ولا خير في تطرفها، إن لم تسعفنا ببيان صريح، بتهديد السفاح السيسي، وتهديد الانقلابي عزيز إن سمح بذلك الحضور المرتقب، مجرد تهديد وحروف معدودة محدودة، إن أقدم على القدوم، فتلك فرصة، قد لا يضيعها بعض سفهاء الإسلاميين -إن جاز الإطلاق- فالسيسي وعزيز، من مدرسة واحدة، وقد لا يفل الحديد إلا الحديد
أَقسَمتُ يا نَفسُ لَتَنزِلِنَّه
طائِعَةً أَو لا لَتُكرَهِنَّه
إِن أَجلَبَ الناسُ وَشَدّوا الرَنَّة
ما لي أَراكِ تَكرَهينَ الجَنَّة
من شعر الصحبي الشهيد “عبد الله بن رواحة”
وإن ظفروا بك ولم يمثلوا بجثتك القذرة، فذلك التزام منهم بالدين الإسلامي الحنيف، ولو جاز التمثيل في الإسلام، لجاز في حالك يا ضيفنا “الكريم” عبد الفتاح السيسي.
اللهم أحفظنا من شره، وأقلب عليه كيده في أرض الكنانة وفي أرض العرب والمسلمين كلهم، فهو يدخل من هنا وهناك، في الجزائر وإفريقيا، مبشرا بتنفيذ مخطط صهيوني يحمله في دمه، إثر أن أصابه عرق دساس، من أمه اليهودية الصهيونية المغربية، وخاله كان إلى وقت قريب في الكنيست الاسرائلي البرلمان عند الكيان الصهيوني، فهل يظن الصهيوني، غير المستحق شرعا للجنسية المصرية، أننا غافلون.
جرب تعال إلى نواكشوط، ستجد “أرسول” ناحر صلى الله عليه وسلم.
فقط “ابروفا اشوي ترحيب” على الطريقة المشرقية، عند “داعش” وغيرهم، ممن فهم الدرس قبلنا، وبدأنا نعيه تدريجيا لاحقا، مع تجنب الدم والانتقام المشين واستغلال التهديد والوعيد، دون الوصول إلى مخالفة القانون أو شرعنا السمح الكريم الحكيم.
ومن الغريب أن علمانيي العالم العربي (المنافقين الجدد أو بعضهم على الأصح) والصهاينة والأمريكان وغيرهم من أهل الصليب والوثنيين وسائر الكفار والمنافقين داخل الوطن العربي، كل هؤلاء لم يحسبوا، فالديمقراطية أو الشورى بالمعنى الإسلامي، لابد أن تبزغ شمسها، حاضرا أو مستقبلا، وخير لهم، وأقل ضررا بالنسبة لهم وبالنسبة لنا ربما، من ربيع إسلامي جديد، لاح أول أفقه في أرض الشام والعراق، وخصوصا في الموصل العراقية، ردة فعل على كثير، وخصوصا وحشية المالكي أو الهالكي على الأصح، الذي سيقتل خلال أيام أو أسابيع على الأكثر، على يد من أهانهم من أهل السنة أو أهل الشيعة على السواء، فكلهم في جحيم الاستبداد والاستحواذ سواء، فخير لكم يا عزيز والسيسي أذناب أمريكا واسرائيل وغيرهما من ممثلي جاهلية القرن الواحد والعشرين (طالع إن شئت عن جالية القرن العشرين لسيد قطب ومحمد قطب شقيقه رحمهما الله).
يا منافقي العالم العربي وكفار العالم، خير لكم وأقل عقابا، أو ربما يتيح فرصة تعايش ومشاركة حضارية سلمية الربيع العربي من الربيع الجديد المؤكد، من خلال كل المؤشرات والبشائر لله الحمد والمنة، فسيكون ربيعا إسلاميا خالصا، أو ربما خلافة راشدة تدخل الإسلام تحت سقف كل سكن من وبر ومدر، بعد تقييم وتحسين وتوسيع تجربة “البغدادي” الموصلي وغيرها وتنقيح سلبياته وتعزيز إيجابياتها من قبل عقلاء ورشداء العالم أجمع.
ويبقى السؤال معلقا، ما الذي يريده السفاح السيسي في أرضنا، إنه مجرد مأمور، فبعد الدور الشكلي الذي لعبه عزيز، من خلال رئاسة الاتحاد الإفريقي، ومن خلال –بوجه خاص- عدم تعكير رجوع مصر السيسي وليس مصر الحقيقية، فتلك عظيمة إفريقيا، وتعرف إفريقيا مكانتها، ومكانتها في القلب حتى في أحلك الأيام، مثل الحالة الراهنة، أقول بعدما لم يعترض، بل شجع الرجوع على غرار رجوعه إبان انقلابي 2005 و2008 ، خصوصا بعد أن سمح له الإماراتيون والسعوديون، بالانتماء للوبي إجهاض الربيع العربي، والتخطيط لإيقاف مد الربيع العربي نسخة 2014، أو الربيع الإسلامي الجديد، لكن قد أحيط بكم من كل فج عميق، وهذا لا قبل لكم به، واليوم قصاص الشعوب وغدا قصاص رب الشعوب، وما العقاب على يد الشعوب إلا جزء لا يتجزأ، طبعا من العقاب الرباني المستحق ضدكم، فاصبروا أو لا تصبروا، فما نسينا ولن نغدر ولن نهمل القصاص المشروع، بوجه مشروع لدماء إخواننا في صبرا وشاتيلا العرب رابعة والنهضة في يوم:14 أغسطس 201، ولعل المواقع مثل رمسيس ومسجد الفتح لا يمكن حصرها، يا ضيفنا الكريم الموقر، السفاح القاتل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن من ما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فأصنع ما شئت” رواه البخاري.
لا أعتقد أن السفاح سيأتي فعلا إلى نواكشوط يوم 2 أغسطس2014 فهو داهية، وقد لا يتردد في القتل، أو حتى محاولة التخطيط لاغتيال صحفي مثلي، في غرب إفريقيا، ولكن كل هذا بإذن الله، لن يقع إن شاء الله من منه وحفظه، فحضوره إلينا لتنصيب المستبد المستحوذ عزيز مجرد دعاية وتغطية على أزمة نظام عزيز وغزواني، التي وصلت إلى حد لا يمكن تجاهله أو الصبر عليه، عند عزيز خصوصا وأنصاره في العالم العربي والغربي على السواء، فتظاهرة التنصيب محاولة إنقاذ، قد لا تنجح على وجه راجح، والمحتمل أن تتحول إلى فتنة، إن لم يتراجع ولد عبد العزيز وحلفائه من العرب والغرب، عن قرار الحشد المصري الخليجي الإفريقي الغربي) المبتغى منه الكثير.
فلا تتردد يا صاحبنا في التعقل والاعتذار للسيسي عن الحضور، لأنه نهاية حكمك باختصار، على يد زملائك من العسكر، قبل القاعدة وغيرهم، فـ”اصنادره”، عندنا يعرفون تفاصيل لعبتهم القذرة، المستورة الاغتيالات في أغلب الأحيان، وإن كانت المكشوفة في شق المال وصنوف الاستبداد الأخرى، وأما التأسي بالسيسي، فالعسكر الموريتانيون قبلنا، يعلمون أنها نهاية حكم عزيز باختصار، إن شاء الله، على وجه سلمي مخلص، ما ذلك على الله بعزيز. فموريتانيا غير مصر، ولا يصلح لها النهج السيسي ونهج محمد براهيم التصفوي المعلن، وإن كان عندنا بعضه بالأسلوب المحلي الخاص.
السيسي نذير شؤم، صدقوا أو لا تصدقوا، وإن بقي احتمال قدومه للتنصيب واردا، فالحكام المستبدون مغرورون، ولا يهمهم النصح أو مخاطر الفتن ولو وقعت فعلا.
فلتدعوا الله أن لا يأتي، وأن يكفينا شرهم جميعا، أباطرة أبوظبي والرياض الذين يشرعون ويشجعون الانقلابات، ويستحسنون دم الإخوان المصريين ومن غير الإخوان أحيانا، عسى أن لا يصل إليهم الربيع العربي، الذي أبدله الله من شدة غضبه وانتقامه وقصاصه الرباني العادل لعباده المقتولين المغدورين في مصر وغيرها بربيع “داعش”، لا يبقي ولا يذر، فاختاروا بين الإخوان وداعش والقاعدة، ولاشك أنكم لن تختاروا واحدا منهم، وستسيرون على وجوهكم، في تجاهل مستمر لسيل الغضب الشعبي.
فأمريكا لم تتخلى عن مبارك إلا في اللحظة الأخيرة، وأبدلته بأشنع منه، وحتى الآن لم تتبرأ من “الهالكي” رغم رعونته، ولن تتخلى فرنسا عن دعم حفل تنصيب سيسي موريتانيا، عزيز، ومباركة الحشد المنتظر البغيض الانقلابي الدموي، يوم 2 اغسطس2014 الموعد المنذر، بعهد جديد في غرب إفريقيا والمغرب العربي، إن وطئت قدم السيسي فعلا أرض نواكشوط الطاهرة حفظها الله.
عزيز أنصحك لا تفعلها، تخلص من حضوره بأي أسلوب، وإلا فويلك من رب حي قيوم لا ينام، ولا ينسى قضايا المظلومين ولا غيرها.
فدماء المصريين في رابعة خصوصا والنهضة ورمسيس ومسجد الفتح وغيره، مازالت متعلقة إن شاء الله بأسوار العرش تندب وتدعو للانتقام: “الرحمان على العرش استوى”.
ويلك ويلك يا غبي، لا تحارب الرحمان، فالسيسي مستدرج ممهل وليس مهملا، فلا تكن مثله تماما، لا يغرنك لمعان الكرسي، ابتعد احذر قبل فوات الأوان.
قال تعالى”أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون”.
اللهم إن جاء السيسي فخلصنا منهم جميعا غير فاتنين ولا مفتونين، “(فَاللّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الراحِمِينَ)”.
بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة “الأقصى”