مهرجان أبوظبي السينمائي يحتفي بسنوات الجمر الجزائرية
يحتفي مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السادسة 2012 باليوبيل الذهبي ـ مرور خمسين عاماً ـ لولادة السينما الجزائرية ما بعد الاستقلال، حيث يقدّم بالاشتراك مع وكالة الإشعاع الثقافي الجزائري عديد الأفلام. تتضمن دورة هذه السنة من مهرجان أبوظبي السينمائي أبرز الأفلام التي وضعت الجزائر في قلب المشهد العالمي، مثل فيلم المخرج جيلو بونتيكورفو “معركة الجزائر”، وفيلم كوستا غافراس “زد”، وكلاهما حاز على جوائز الأوسكار، وكان لهما أثر كبير في السينما الاجتماعية حول العالم. ويعرض المهرجان أيضا ضمن برنامجه للعروض الخاصة بعض الأفلام الجزائرية النادرة مثل “وقائع سنوات الجمر” لمحمد الأخضر حامينا، الفائز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، و”الأفيون والعصا”، لأحمد راشدي، والفيلم الكوميدي “عطلة المفتش طاهر” للمخرج موسى حداد. فضلا عن ذلك يشارك فيلمان في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة الأول “عطور الجزائر” للمخرج رشيد بلحاج، والثاني “حراقة بلوز” للمخرج موسى حداد، و يشارك فيلمان في مسابقة الأفلام القصيرة. هذا بالإضافة إلى فيلم “معركة الجزائر” من إخراج وإنتاج الإيطالي الكبير جيلو بونتيكورفو إنتاج إيطالي عام 1966، بالأبيض والأسود، ويعد أحد أكثر الأفلام السياسية تأثيراً في تاريخ السينما، يروي فترة من فترات كفاح الشعب الجزائري في العاصمة الجزائرية إبّان ثورة التحرير الوطني الكبرى من بطولات شعبية ضد الاستعمار الفرنسي. أما فيلم “وقائع سنين الجمر” “إنتاج 1975” للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة فقد أنتجه الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية، ويشكل ملحمة شعرية لوقائع تاريخ الجزائر النضالي الذي غطته مساحات الدماء الحمراء، من أجل نيل الاستقلال والحرية كما سيتم عرض “الأفيون والعصا”، للمخرج أحمد راشدي، الذي أنتج عام 1969 عن الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية، ويروي قصة قرية جزائرية في جميع مظاهرها أثناء المقاومة. وفي ” الأفيون والعصا ” يفند أحمد راشدي الفكرة الاستعمارية القائلة بأنه ” إذا أردت أن تحكم شعباً فاستعمل العصا، فإذا لم تنفع فاستعمل الأفيون والعصا “، فهو يقدم تجربة قرية جزائرية في جميع مظاهرها أثناء المقاومة تتعاطف مع الثوار، وتحاول السلطات الاستعمارية أن تروضها، لكن عبثاً، وعندما تنسف القرية كاملة نشهد مسيرة أهلها نحو أعالي الجبال حيث الثوار. ويحمل فيلم “باب الواد سيتي ” للمخرج مرزاق علواش اسم الحي الشهير في الجزائر العاصمة، إنتاج جزائري فرنسي، حاز جائزة فيبريسي في مهرجان كان السينمائي. يرسم لوحة من الناس يعيشون بصورة أو بأخرى بطريقة ملتزمة، لأسباب مختلفة تماما بدءا من التطرف الأعمى إلى الانتهازية، وصولا إلى التطرف الديني. ويروي قصة الوضع الاجتماعي الخانق في هذا الحي العريق من خلال نظرة بعض الرجال السلبية إلى النساء، مركزا على داخل البيوت، عبر تقديم طريقة الناس في الحياة وفي التعاطي مع المستقبل، بين إصلاحي ومتفتح للحوار، وآخر منغلق ينبذ الآخرين ويتهمهم بالكفر لمجرد الاختلاف في الرأي. وكذلك سيتم عرض فيلم”زد” “جزائري – فرنسي مشترك” من إخراج المخرج كوستا غافراس وهو الفيلم العربي الوحيد الحائز على جائزة أوسكار فئة الأفلام الأجنبية، وكان هذا سنة 1969. وهو من تأليف فاسيليس فاسيليكوس، وبطولة إيرين باباس وإيف مونتان وشارلز دينير، يحكي قصة اغتيال برلماني يوناني يساري بارز”إيف مونتان” من قبل الديكتاتورية العسكرية. و”عطلة المفتش الطاهر” هو فيلم جزائري تم إنتاجه عام 1972، وأخرجه المخرج الجزائري موسى حداد، صُورت أغلب مشاهده في تونس. قام ببطولته كل من حاج عبد الرحمان ويحيى بن مبروك، والزهرة فايزة، وحطاب بن علي. وتدور أحداثه حول أم تراكي وهي سيدة تونسية، تستدعي كلا من المفتش الطاهر ومساعده لقضاء عطلتهما في تونس وقبل مغادرة الجزائر يركبان سفينة سياحية جزائرية، وفوقها تُرتكب جريمة، وعليهما أن يخضعا للتحقيق فيها، تمتد الجريمة إلى تونس، وهناك يلتقيان بأم تراكي وعائلتها وتتوالى الأحداث. هذا بالإضافة إلى الفيلمين المشاركين في مسابقة الأفلام الروائية للمهرجان، فيلم “عطور الجزائر” ويمثل عرضه العرض العالمي الأول له، وهو العمل الروائي السابع للمخرج الجزائري رشيد بلحاج، والثاني “حراقة بلوز” إخراج موسى حداد الذي يعالج فيه قضية الهجرة غير الشرعية.العرب أونلاين