أطار: كاتب يتهم بعض الشخصيات بالاهتمام بمصالحهم الضيقة
نجح المهرجان الجاري في مدينة أطار باسم مهرجان الكَيطنة (النسخة الخامسة)2014،في كشف أوراق سياسية واجتماعية وإعلامية في غاية الحساسية، حيث لم يكن ليتسنى بسهولة الوقوف على هذه الأوراق والحقائق المهمة لولا الدخول في خدعة “مهرجان الكَيطنة”، حيث حاول “الممرونون” الاختفاء وراء النخلة لتحقيق مآرب خاصة وشخصية جدا أحيانا، وسنذكرها بإيجاز.
كرَس المهرجان من خلال مشاركة الدولة رسميا ومن خلال لوبياتها المدنية الداعمة مفهوم التسييس الزائد والمفرط على حساب المصالح العليا للشعب الموريتاني أوبعضه،حيث نجح في أطار التصفيق والميوعة والمجون والتبذير على حساب النخلة المهملة، والثقافة الواحاتية الأصيلة، وقد لوحظ بشكل كبير غمط حق الثقافة الإسلامية لصالح الفولكلور والتهريج والإختلاط المفرط..وقد شهد “بيرونه” فنون التواعد شبه المعلن بين الجنسين وسط روائح مختلف العطور الباريسية المثيرة للشهوة،وأخر صيحات السيارات اليابانية والعالمية،مما حول المهرجان الى ساحة عطاء بهيميي (أكلا وشربا وغيره!!!)، فشبع “المكَيطنون وطربوا وجاعت العفة والكرامة والقيم!.
وبصورة مباشرة تحول نائب العمدة الى عمدة فعلي، ضمن انقلاب أبيض ناجح كرسته المادة والطمع، ليصبح ولد جيلي هو العمدة الفعلي وولد اهميمد تابع له، فأقصى الأول كعادته أهل الطيب وجميع حلفائهم في المقاطعة،بمن فيهم أهل انويكَظ الممول الأكبر والمغيب الأكبر عن المهرجان.
ومن وجه آخر استفاد رجل الأعمال سيدمحمد ولد محمدالأمين بشكل مادي مباشر من المهرجان لأنه وافق سياسة ولد جيلي والشريف ولد عبدالله العائلية جدا، لأنه تركزاوي ولكن أمه بنت عبدالله، وكما قال المرحوم عبدالله ولد انويكَظ زمن ولد الطايع المشابه لزمن ولد جيلي “..أجل لدي كل المشاكل لأنني لست ولد عمار وأمي ليست بنت الطايع إشارة الى أهل عبدالله وخؤولتهم من أهل الطايع، وأهل الطايع وأهل عمار وخؤولة بعضهم البعض ..(أولاد بعبدالله + أولاد مومن، الحلف الشمسدي المتغلب على أهل الطيب وحلفائهم منذ مطلع التسعينات الى اليوم على خلاف ما كان قائما قبل ذلك بقرون خصوصا لصالح أهل الطيب الزعامة التقليدية ل”اسماسيد”، ولولا جدل احمد ولد مريد مع وزير التنمية الريفية في تيارت لمازار الوزير ووزيرة الثقافة ضريح الإمام الحضرمي تحت رعاية أهل اعبيدنا وحضورهم المكثف..وللتذكير كان جدل ولد مريد لصالح أهل الطيب رغم تحفظ ولد جيلي وعدم معارضته الصريحة للزيارة المذكورة المثيرة للجدل، والتي ناهضها بشكل صريح أحمد ولد عبدالله وحاكم المدينة وعمقت وحركت الجراح التقليدية من جديد)
كما قبض الزميل الصحفي المطبل سيدي ولد لمجاد مبلغا كبيرا على حساب زملائه يدَعي البعض أنه بلغ 3ملايين أوقية، بحجة الربط والمبالغة في المديح، وفد تغيب عينينا ولد أييه عن المهرجان جملة وتفصيلا بحجة أن المهرجان لم يقم بآزوكَي، بينما اكتفى الوفد الرسمي بزيارة معلمته (توابع جمعيته غير الحكومية في موقع بآزوكَي قرب منزله)..وحسب عينينه أن علاقته بولد عبد العزيز وامم ولد اعل الشيخ وولد محمودن تكفي لقلب موازين التاريخ والتراث بمقاطعة أطار، الشيء الذي مازال يصر عليه ويثير جدلا قويا خطيرا بينه وبين جيرانه بتيارت!.
كما كرس المهرجان حضورا متميزا ل “البشمركة” الذين مازحهم أحد الزملاء بتدوينة قال فيها إنهم إنهم حققوا النصر بمدينة أطار- انظر تدوينة مولاي ولد ابحيدة ..
وقد لوحظ مدحا زائدا لامم ولد امم ضمن تجاهل صريح ل “اسماسيد ” و”الجعفرية”، مؤسسي و حماة مدينة أطار، وذلك بسبب نفاق الفنانين المتوافدين بكثرة على مدينة أطار، والذين تلقوا مبالغ خيالية، محمد ولد حمبارة ،علي بنت اعمر تشيت ، بتي بنت اشويخ،الذين تعمدوا طمعا المدح الزائد لامم ولد اعل الشيخ، ضمن سياق مقبول لدى البعض، لكنه ليس متوازنا إطلاقا.
وقد كان أدعياء المهنة الصحفية (البشمركة) يسيئون لهذه المهنة بحثا عن 500 أوقية أو بطاقة رصيد، أو جرعة ماء أو رغيف خبز، وفعلا انتصرت “البشمركَة” في أطار، وبغضت هذه المهنة لكل الموريتانيين وشوهوا سمعتها تشويها حقيقيا، حتى لدى من يمارسها بمهنية ولو نسبيا، وقد يكون إغراق ميدان المهنة بهؤلاء المخبرين متعمدا من قبل سدنة النظام الإقطاعي والسياسي (التجار+ الحكام) لإسقاط عرش السلطة الرابعة في موريتانيا والإساءة لأصحاب الصحافة والثقافة عموما، قصد سيطرة الكرسي والصندوق المالي على حساب القرطاس والقلم، ضمن صراع تقليدي يتخذ مختلف المظاهر، لكنها لاتخفى على أصحاب الألباب.
وقد لوحظ غياب الممول الأكبر للمهرجان محمد ولد انويكظ رغم رجوعه من رفقة مثيرة مع الانقلابي محمد ولد عبدالعزيز.
يذكر أنه والشريف ولد عبدالله ، على رأس الداعمين للمهرجان، لكن علاقته غير الجيدة مع المنسق الرئيسي للمهرجان سيدمحمد ولد محمدالأمين ،الذي اختار الاستفادة الشخصية مع البقاء في الظل وترك الواجهة لغيره، قد تكون هذه العلاقة غير الجيدة، والمدرك صاحبها لمؤشرات فشل المهرجان مسبقا رغم تمويله له، فدعم المشروع والشعار وابتعد ذكاء وحسابا دقيقا متعمدا عن الحصيلة المرة محل الإجماع، خصوصا لدى الإعلاميين الميدانيين المهنيين، والذين تم تجاهلهم وتجاهل حضورهم ودورهم. –
بقلم عبدالفتاح ولد اعبيدنا