حقيقة لقاء ولد عبد العزيز بأسامة بن لادن عدة مرات
أوصت وثيقة أمريكية سرية بالاستمرار في اعتقال السجين الموريتاني احمد ولد عبد العزيز نظرا للخطر الذي يمثله على المصالح الأمريكية وعلى حلفائها عبر العالم. ووصفت الوثيقة –التي سربها موقع ويكيلكس- ولد عبد العزيز بأنه وصل إلى مكانة داخل تنظيم القاعدة تخوله الحصول على الكثير من المعلومات المهمة حول طبيعتها وقياديها وشبكتها عبر العالم، إلا أنه لم يتعاون حتى الآن من أجل تقديم كل ما لديه.
وأضافت الوثيقة أن احمد ولد عبد العزيز من مواليد 24 فبراير 1970 في أطار هو ابن أخت (أو ابن عم) القيادي في القاعدة أبو حفص الموريتاني، وأنه تخرج من جامعة نواكشوط سنة 1994، وأشرف على إدارة شؤون أسرته في المجال العقاري ثم انتقل إلى بيع السيارات المستعملة مما مكنه من زيارة دول أوربية.
هرب من موريتانيا بداية سنة 99 بعد أن علم بأن الأمن يبحث عنه مع بقية أعضاء خليته من القاعدة والتحق بالجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة، تلقى تكوينا عسكريا وتدرب على المتفجرات في أفغانستان حيث حارب تحالف الشمال، بايع بن لادن سنة 1999، أصبح عضو لجنة الفتوى في القاعدة ودرًس اللغة العربية بالمعهد الاسلامي في قندهار حيث التقى ببن لادن ثلاث مرات وحضر زفاف أحد أبنائه سنة 2000. بعد أحداث 11 سبتمبر هرب من أفغانستان مع أبي حفص الموريتاني الذي أعطاه 5000 دولار عن تكاليف النقل، اعتقله الأمن الباكستاني يوليو 2002 في كراتشي بعد فترة من زواجه من أرملة أحد رفاقه وسلمه للأمريكيين الذين نقلوه إلى كوانتانامو اكتوبر من نفس السنة.
تم التحقيق معه حول معهد قندهار الاسلامي، كيفية خروج أبو حفص الموريتاني من أفغانستان، المعلومات المتعلقة بقادة كبار في القاعدة…واعتبر المحققون أن المعلومات الغزيرة التي منحها لهم كانت مغلوطة. منذ سنة 2005 امتنع عن الإجابة على أسئلة المحققين.
خلال التحقيق معه هدد ولد عبد العزيز أكثر من مرة بالانتقام من أمريكا ومن الباكستانيين الذين تعاونوا معهم وتمنى أن يكون في العراق حتى يتمكن من قطع رؤوس بعض الأمريكيين، وهو يعتبر سجينا غير منضبط كثير التهديد لسجانيه يوبخهم وبلغ به الأمر مرة حد البصق على وجه أحدهم.
تصفه الوثيقة بأنه ذكي وغير متعاون تماما مع المحققين وأنه لا يزال يخفي الكثير من المعلومات خصوصا حول كبار قادة القاعدة وطرق تكوينهم والطريقة التي خرجوا بها من أفغانستان وكذلك حول القاعدة في موريتانيا وفي غرب إفريقيا، وتؤكد أنه يمثل خطرا على مصالح أمريكا وحلفائها لذلك توصي باستمرار إبقائه رهن الاعتقال.
يذكر أن منظمة حقوقية ابريطانية كشفت في وقت سابق أن ولد عبد العزيز يتعرض باستمرار للتعذيب في معتقله، وقال المحامي لدى المنظمة أحمد غبور -الذي زار المعتقل- في تقرير صدر عنه، إنه عندما دخل الغرفة للقاء ولد عبد العزيز رآه “مشبوحا فوق ثلاثة مقاعد بطريقة مخزية”.
وأوضح أن “يده اليمنى كانت متدلية من فوق حافة الطاولة بلا حراك، وذراعه اليسرى معلقة فوق كرسي، وساقه اليسرى ممدودة فوق آخر، أما ساقه الأخرى فكانت مقيدة بسلسلة مربوطة إلى الأرض وكان جسده يوحي بأنه ميت، لكن مع كبرياء في عينيه”.
وتحدث المعتقل ولد عبد العزيز بشكل مفصل عن تعذيب شديد تعرض له منذ يناير 2009 ، مشيراً إلى أنه رغم ما تعرض له من تعذيب فإنهم ما زالوا يمنعون عنه العناية الطبية.
ويقول “إن فرقة تعذيب تسمى إي آر أف اقتحموا حجرتي وطرحوني أرضا وثبتوني ثم راحوا يركلون وجهي بأحذيتهم العسكرية الثقيلة، فشدوا شعري وركلوني على فخذي وحاولوا اقتلاع عيني، وانهالوا علي بشتى أنواع الضرب على رأسي وخاصرتي وركبتي”.
وأضاف أن فريق “إي آر أف” زاره منذ الشهر الماضي ثلاث مرات، وتركه بعد الزيارة الأخيرة فاقد الوعي مطروحا على الأرض أكثر من ساعة بعد أن ضربوه وعذبوه وتركوه في بركة من القيء والدم.
كما سرد ولد عبد العزيز صنوفا أخرى من التعذيب لا تقل قسوة وبشاعة عما ذكر، من قبيل تكسير عظامه، وجلوس عدد من أعضاء فرقة التعذيب فوق مناطق متفرقة من جسده المنهك، مع الخنق الشديد حتى لم يعد يستطيع التنفس، ولدرجة يشعر معها وكأن بعضا من عظامه يتكسر.
وتساءل هل هذا ما كان يعنيه الرئيس أوباما عندما أعلن نيته “إغلاق هذا المكان القبيح؟ وهل هذا ما يحدث عندما تطبق الولايات المتحدة اتفاقيات جنيف؟ وهل تقضي الخطة بنقلنا من هنا بطريقة إنسانية أم في أكياس الجثث؟”.
وشدد ولد عبد العزيز على أن تكرار هذه الممارسات “تقنع المرء بأن ما يجري هو سياسة تنفيذ أوامر، وليست انحرافا أو إساءة استخدام سلطة”.
ترجمة: أقلام