طبيب يسحب شكواه من ضابط
نظرا لطبيعة عملي كطبيب وكسائر المهن فإننا نستقبل كل أنواع أفراد المجتمع، فمنهم الطائش والمتهور واللاأخلاقي، ومنهم الصبور والمهذب، إضافة إلى ضغوط العمل ومسؤوليتنا عن صحة المرضى وحياتهم وخطر العدوى وانتقال الأمراض، لذا فإننا معرضون دائما لكل أنواع حوادث العمل مما يتطلب منا الحفاظ على الرزانة ورباطة الجأش والالتزام دائما بأخلاقيات المهنة وهو ما استحضرته وقت الحادثة.
وتثمينا للدور الذي لعبته منسقيه نقابات الصحة بموريتانيا التي استجاب لها الزملاء من أخصائيين وأطباء عامين وأطباء أسنان وصيادلة وتقنيين سامين وممرضين وقابلات وغيرهم، للوقوف معي في قضيتي العادلة بكل ما أوتوا من قوة، ما منحني قوة للصمود والدفاع عن نفسي وهو ما يبرهن أن نقابات الصحة قادرة على القيام بالدور المنوط بها بكل جدارة.
وقناعة مني بالدور السامي لجيشنا الوطني والذي يكفل الذود عن حوزتنا الترابية وحريتنا وكرامتنا والذي يسهر على أمن المواطنين الشيء الذي أقدره أعلى تقدير، وأشير هنا إلى أن الملازم المذكور لو كان يلبس زيه العسكري أو قدم نفسه لعاينته مباشرة بعد الحالات الحرجة.
ونظرا لما لمسته من خطوات عادلة في مسار هذه القضية من لدن السلطات القضائية العسكرية منها والمدنية.
ونظرا لأن المعني ندم على فعلته وطلب مني ومن النقابة هو وذويه المسامحة، وتقديرا منا للمسؤولية الوطنية والأخلاقية وبعيدا عن تسييس أو شخصنة القضية.
وقبل كل هذا وبعده، ونظرا إلى قوله تعالى في محكم كتابه الكريم «وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير». وتطبيقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يأمر بالتسامح والتراحم والتعاضد بين المسلمين فإنني سحبت شكواي ضد هذا الملازم أول وأرجو من الله السداد والتوفيق في كل الامور.
الدكتور الطيب ولد أعليوه طبيب عام بمستشفى الصداقة.