من سجين بائس إلى مليونير…!!!
لا تحتاج إلى أن تكون عبقريا لكي تصبح رجل اعمال ناجح، كل ما في الأمر انك تحتاج إلى خطة عمل واضحة وعينا ثاقبة لملاحظة الأمور من حولك، ولعل قصة السجين السابق والمليونير الأميركي، كلايد بيزلي، الملقب بالفتى السيئ، قد تعطينا اشارات واضحة عن كيفية اقتناص الفرص.
التلفاز تصفيات مباريات الغولف، توقف البث بسبب الامطار.
فصاح: لماذا لا توجد نسخة مصغرة من لعبة الغولف، يمكن لعبها على ظهر طاولة واسعة؟ ويكون اسمها «غولف الطاولة» وتكون مزيجاً من لعبة الغولف ولعبة البلياردو، وفقا لكتاب مشاهير رجال الأعمال في اميركا: “الإرادة تصنع كل شيء”.
هكذا انتهى المشهد الأول في حياته خلال 11 عاما من المحكومية، مرت ثقيلة عليه لأنه كان ينتظر الخروج وتحقيق فكرته المجنونة تلك.
غولف ومطر
كان المجرم “كلايد بيزلي” يشاهد التلفزيون في زنزانته في السجن، من خلال تلك القناة التي كانت تعرض التصفيات النهائية لإحدى مباريات لعبة الجولف التي كان يهوى مشاهدتها بشغف. ولكن لسوء الحظ، لم تستمر المباراة، وتم إيقافها في منتصفها بسبب هطول الأمطار الغزيرة على أرض الملعب بشكل مفاجئ.
وهذا التوقف جعل الفتى يتبرّم ويتذمر. ألا يكفيه السجن والضياع الذي يعيشه! فيأتي ذلك المطر ليفسد عليه واحدة من أفضل لحظاته، وهو يتابع الرياضة الاولى المفضلة، التي يتابعها باهتمام شديد دون غيرها من الرياضات.
فكرة مدهشة
هو يتابع أيضاً رياضة التنس. ويعرف أن هذه الرياضة الممتعة تم تحويلها إلى رياضة مصغرة تشبهها، ولكنها تلعب على طاولة كبيرة. أصبحت هناك رياضة أخرى كاملة اسمها “تنس الطاولة”. لماذا لا توجد نسخة مصغرة من لعبة الجولف، يمكن لعبها على ظهر طاولة واسعة.
وعلى الرغم من غرابة الفكرة، إلا أنها استهوته بشدة لدرجة أنه بدأ فى وضع تصميمات وتخيلات للعبة الجديدة، وبدأ يرسمها على الورق.. ويضع قوانينها وحدودها ومساحة الطاولة، وغيرها من التفاصيل..
وبعد 11 عاماً فى غياهب السجون، خرج «كلايد بيزلي» حراً طليقاً بعدما أدى فترة عقوبته. خرج بأفضل شيء على الإطلاق يمكنه الخروج به، خرج بفكرة جديدة!
200 دولار
وبمجرد خروجه من السجن ، أول شيء فعله كلايد هو ان توجه إلى محل لبيع الادوات والمعدات، وقام بشراء ما يلزمه لتطبيق فكرته، كلفته حوالي 200 دولار. وعاد إلى منزله، وعكف ليالي طويلة فى صنع نموذج أولي للفكرة.
وبعد أن صنع نموذجه بالفعل، وقام بتجربته واختباره بنفسه عدة مرات، لم يكتف بذلك بل قام بدعوة بعض الأطفال والمراهقين والشباب في المنطقة التي يسكنها، وطلب منهم تجربة نموذجه الجديد المبتكر.
فما كان منهم إلا أن أبدوا جمعياً إعجابهم الشديد باللعبة التي صممها، وفكرتها وقوانينها. هنا عرف كلايد أن في يده كنزا ثمينا قام بتصميمه وتصنيعه، ولم يتبق له سوى الجزء الأهم وهو تسويق منتجه غير المسبوق.
مرحلة التسويق
انطلق كلايد في حماس إلى كل الجهات التي يمكنها أن تتبنّى فكرته هذه، بدءاً بالنوادي الرياضية والمتاجر الترفيهية وأماكن التسلية، يعرض على كل من يقابله منتجه وتصميمه المبتكر.
ولكن، وكعادة أي فكرة جديدة مجنونة، يجب أن تلقى استهجانا من الأشخاص التقليديين فرفضت العديد من النوادي والهيئات مجرد الاستماع له، ومشاهدة منتجه. ولكنه لم ييأس مطلقاً واستمر فيما يقوم به بمنتهى الصبر والإصرار.
وفي إحدى المرات، اقترح عليه صاحب أحد المحلات، بعد أن قام كلايد بعرض فكرته عليه، اقترح عليه أن يتوجه بلعبته الجديدة إلى معرض البلياردو الموسمي الأمريكي الذي يقام في مدينة لاس فيجاس وكان هذا المعرض في يوليو من العام 2003.
وفي ذلك المعرض، انبهرت إحدى شركات تصميم طاولات البلياردو بفكرة كلايد بيزلي وقامت بتبني فكرته وتصنيعها وتسويقها، وبدأت في الانتشار بين المستهلكين بسرعة مدهشة، ووضعت أسعاراً للعبة الجديدة تتراوح ما بين 150 دولارا إلى 700 دولار.
وفي العام 2005 تجاوزت مبيعات اللعبة التي صممها السجين السابق الخمسة ملايين دولار أميركي، وذلك بعد أن قام بوضع الكثير من الخيارات والتطويرات فى تصميماتها..
كلايد الآن رجل أعمال مليونير، ما زال حتى يومنا هذا مصمماً على إلقاء محاضرات تشجيعية في مناسبات متعددة، يحكي فيها قصة حياته، التي بدأها مدمناً خارجاً على القانون، ووصلت به إلى أن يكون رجل أعمال ناجح ومبتكر.
4000 فكرة يومياً
يذكر أحد الخبراء أن العقل يمر عليه أكثر من 4000 فكرة يومياً حتى الأشخاص الذين يعتبرون أشخاصاً تقليديين، تمر بأذهانهم آلاف الأفكار الجديدة يومياً.
فقط من لديه القدرة على استوقاف هذه الأفكار وتحليلها وتنقيتها من الشوائب، وإخضاعها للفكر التجريبي، هو من ينجح في إظهارها للوجود وتحقيق الملايين من ورائها. باختصار: أنت مخزن من الأفكار الجديدة غير المسبوقة. ولكنك لا تفكر أصلاً في اغتنامها أو تحويلها من مجرد فكرة إلى واقع.
أنت الآن قرأت بنفسك عن “سجين” سقط من نظر المجتمع كله أخلاقياً ومهنياً يوم من الأيام.. تحوّل بفضل فكرة واحدة فقط إلى رجل أعمال مليونير يدير شركته الخاصة، ومدرّب للتنمية البشرية “يعلمك أنت كيف تنجح”. فهل ما زلت مصمماً أن تعيش تلك الحياة التقليدية المملة، وتترك الآخرين يفكرون وينجحون، وأنت تكتفي بالدهشة عندما تقرأ أو تسمع عنهم.
المصدر: البيان