قراءة فى صورةٍ مشتركة للاغظف والأمين/ باباه سيد عبد الله(تدوينة)
الصورة المشتركة الأولى للوزير الأول الداخل وسلفه المنصرف ليست إلا طبعة جديدة من صُوٓرِ ” التغيير فى ظل الإستقرار”،لكنّ هذا لا يمنع من قراءة بين سطور تقاطيعها، تستنطق الجِلسة والهندام والتعامل مع الأريكة، وتسبر أغوار ديكور المكان.
أولا: الوزير الأول الداخل: أكيد أن المهندس يحي ولد حدمين يعرف مكتب الوزير الأول، ويبدو أنه تعوّٓد الجلوس فيه بطريقة الزائر لا المقيم، ولرُبّٓما حالتْ دماثة أخلاقه بينه و الظهورٓ بكثير من الرسمية مع سلٓفِه وابنِ إقليمه، فبدا مسترخيا أكثر من اللازم، وآوى إلى ركن يحميه فى الجانب الأيمن من الأريكة الوثيرة، واسمتع ونظر -باحترام – إلى جليسه، ولسان حاله يقول : ” كم جلستُ معك – بعد طول انتظار فى مكتب مدير ديوانك، وكم استعْجلٓني ذلك المدير!!!!!، لو دامت لك ما وصلتْ اليّٓ!!!”.
ثانيا : الوزير الأول المنصرف : بهدوءه المعهود، ألِفٓ الرجل المكان لسنوات، وجرّٓبٓ فيه أنواع الجلوس، فاختار – فى صورٍ عديدة- جِلسة من يحْسن الاستماع، ويبش فى وجوه ضيوفه، فظهر فى هذه الصورة مبتسما ابتسامة فيها رسالتان على الأقل: ((يا يحي خُذِ الكتاب بقوة، واعلمْ أن أيامك القادمة كالحديد فيها بأس شديد ومنافع للناس، فاضرب الحديد وهو ساخن)). أما الرسالة الثانية فهي : (( يا يحي لا تأخذ كتابا على عزيز إلا واستشهدْتٓ عليه رجُليْن او رجُلا وامرأتين احداهما من القصر الرئاسي)).
ثابثا : ديكور المكان : منضدة من زجاج عليها كاسان فارغان وورقة صفراء. فهل علّٓم المنصرفُ الداخلٓ كيف يُقنع الشعب بأن الكاسيْنِ ممتلئتان امتلاء الخزينة بفائض من العملات الصعبة؟ وهل ترك له فى صناديق الوزارة الاولى ما يملأ نصف كل كاس؟ و هل يا تُرى علّٓمه كيف يُجْبِرُ المعارضة على أن لا تنظر الى النصف الفارغ من الكأسيْن؟ وقد يكون الكاسان مٓوْقِدٓيْنِ للشموع، وهذا مستبْعٓدٌ لدٓيّ، لأن مكتب الوزير الأول ليس مطعما رومانسيا، وساكنُه لا يحتاط لانقطاع التيار الكهربائي بإيقاد الشموع، والعمل ليلاً افضلُ فى البيت وأكثر ” بركات”.
اما الورقة الصفراء، وان كان لونها يميل الى الذهبي، فحبذا لو كانت خضراء، ففى ذلك فالٌ حسن، لأن الورقة الصفراء تُحيل إلى سنوات عجاف قد يأكلن خمساً أخريات قبل أن يُغاثٓ الناس.
كان الله فى العون.