ترجيت..كتم الختم الصديق الأكبر..وصورة عن “عقول الواحات”

alt altعبدالله الفتح/ترجيت-اغشت 2014

-لاحظنا خلال زيارة قمنا بها نهاية الأسبوع الماضي – للمرة الثانية خلال أغشت الجاري- لواحة ترجيت الجميلة، أنها تعج بالزوار ،خلال عطلة نهاية كل أسبوع، للإستمتاع بالجو اللطيف وزخات المياه الطبيعية الدائمة تحت الأجراف..(الصورة)…ومنظر الواحات الغناء، وهروبا من شدة الحر، خصوصا بالنسبة لأهل أطار وسكان انواكشوط المعرجين على “ترجيت” في رحلة العودة من مصيفهم أو أماكنهم المفضلة ل”الكَيطنة”..

 

 

 

altفي “ترجيت”، التي تشدك إليها بنخيلها ونباتها المطل من أعلى، وبطيبة أصحابها.. التقينا بزوار كثر، ومن بينهم شاب لفت انتباهنا، وتحدث لنا عن سبب تواجده في “ترجيت”، وعن مؤسسة ” عقول الواحات” التي تستأنف نشاطها بعد توقف دام سنوات..لتشمل عدة مناطق إضافة ل”معدن العرفان” حيث تم تأسيسها من طرف عمدة البلدة -المنتخب حديثا -بامر من والده الراحل الشيخ محمد الأمين ولد سيدينا.

 

 

 

 

 

 

 

alt

هوشاب حالم متفائل ومندفع لكل ما من شأنه أن يخدم الوطن، يدعى “كتم الختم الصديق الأكبر ولد سيدي محمد”.(الصورة3).ويرى في التعليم أكبر خدمة يمكن تقديمها للوطن، لذا يعيش الآن في “ترجيت” الواحة الصغيرة الجميلة القابعة في ركن قصي من ولاية آدرار بين الجبال ..من أجل تهذيب “عقول الواحات”..جاء”كتم”  كما يحب أن يدعى، لمن لا يصبر على ندائه باسم الكامل – الى هنا ..

 

 

 

أمل “كتم” كبير في مؤسسة “عقول الواحات” التي قال إنها تأسست 1994، من طرف الشيخان ولد سيدينا بأمر من الراحل الشيخ محمدالأمين ولد سيدينا..”..وكان من أهدافها توفير لتعليم أبناء الواحات الذين يجدون أنفسهم في الشارع بعد أن ينهوا الفصول الدراسية المتوفرة لديهم ..ولا يبقى أمام التلاميذ سوى رعي الغنم أو التنمية أو أعمال المنزل..

 

 

altويضيف صاحبنا مثنيا وشاكرا ل”الشيخان ” عمدة بلدية “معدن العرفان” جهوده في سبيل تحقيقه لوعده خلال الانتحابات الأخيرة التي انتخب فيها..”.. كان لابد من مؤسسة تعليمية مجانية لتتلقف هذه العقول الصغيرة التي أثبتت استعدادها للتعلم والعطاء خلال السنوات الأولى لافتتاح “عقول الواحات”، حيث كانت هذه المؤسسة تختصر سنوات طويلة، وتوفر فرصة للمشاركة في مسابقات نيل شهادة دخول الإعدادية،وشهادة دخول الثانوية، وكذلك شهادة الثانوية العامة “الباكلوريا”..وكان الإقبال على هذه المدرسة كبير،وساهمت في تهذيب الكثير من العقول التي كانت عرضة للضياع في الأرياف.

 

 

يرسم الأستاذ ” كتم” صورة وردية عن “عقول الواحات”..التي تعدَ التلاميذ في فصل دراسي واحد  يبدأ من أغشت للمشاركة في مسابقة كانت الى وقت قريب حلما بالنسبة إليهم، نظرا لتوقف “مؤسسة عقول الواحات” منذ2005 لأسباب مادية، ونظرا لعزوف الأهالي عن التنقل بأبنائهم الى المدن الكبرى لأسباب قد تكون قاهرة..

 

كان طلابها – يقول صاحبنا “كتم”- ينجحون بنسبة كبيرة مقارنة مع أقرانهم الذين يدرسون في وادان وشنقيط وأطار وأوجفت..وقد شهدت “عقول الواحات” توسعة، لأول مرة، مع استئنافها للتدريس، هذا العام حيث فتحت أبوابها في مختلف المناطق التابعة ل”معدن العرفان” وهي:

“ترجيت” و “امحيرث” و”وكشض” و”فارس”..ويدعو صاحبنا الساكنة الى إرسال أبنائهم الى الدراسة، ويعتقد أنه عندما تتوفر الإرادة لدى المجتمع في التغلب على العادات البائدة وإرسال الأبناء والبنات خصوصا، حينها يأتي دور السلطات المعنية في توفير الدعم اللازم..

قبيل الأصيل يبدأ زوار “ترجيت” بلملمة أشيائهم استعدادا لتوديع الواحة الجميلة..وينتبه الأطفال الى أن السباحة في الماء البارد أصبحت مزعجة،ونزلون الى المنحدر ليلتحقون بذويهم..ويفيق من سرقته إغفاءة تحت طقطقة دموع الأجراف ..ويودع”جمال” زواره، حاملا في سيارة – الميرسيدس الصغيرة – من لم يستطع الإقتراب بسيارته من مدخل الواحة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى