هل تعرف من اين اتت تسمية مجموعة نجوم الدب الاكبر والاصغر ؟

إن من أشهر مجاميع النجوم في السماء قاطبة مجموعتي “الدب الأكبر” و”الدب الأصغر والتنين” ويطلق عليهما بالإنجليزية “أورسا ماجور” و”أورسا مينور”، وتسمى “الكوكبات الهرمية”، وتكمن أهمية هاتين المجموعتين في أنهما كانتا تستخدمان في إرشاد الناس في البر والبحر قبل اختراع البوصلة والأسطرلاب إلى اتجاه الشمال . وتضم مجموعة “الدب الأصغر” في ذيلها النجم الأشهر في السماء وهو النجم القطبي أو “بولاريس” .

“الدب الأكبر” أو “أورسا ماجور” مجموعة نجمية عرفت منذ القدم وتصورتها الحضارات القديمة بعدة صور مختلفة، فقد تصورها الفراعنة على شكل ثور يحرث الأرض يقوده تمساح كبير غريب الشكل، أما الصينيون فتصوروها على شكل عربة وخلفها رجلان كما تصوروها شبيهة بشكل المغرفة، لذلك أطلق على هذه الكوكبة من النجوم اسم “المغرفة الكبيرة” . وقد شبهها قدماء الدول الإسكندنافية بالعربة تجرها ثلاثة خيول، وفي بريطانيا شبهت ب”المحراث”، وفي جنوب الولايات المتحدة أطلق على كوكبة “المغرفة الكبيرة” اسم “قربة الشرب” وذلك منذ أكثر من مائة عام حيث كان الناس يستخدمون القرع الجوف كمغارف للماء .

غضب هيرا

وفي الأساطير اليونانية كان “زيوس” و”جوبيتير” وهو “سيد الأولمب” معروفاً بعلاقاته الغرامية المتعددة، وتدور قصة “الدب الأكبر” حول عشيقته “كاليستو” وابنهما “أركاس” . كانت “كاليستو” ابنة الملك “ليكون” ملك “أركاديا” جميلة فاتنة فأحبها زيوس حباً شديداً وأنجبت له ولداً اسمه “أركاس” . هذه العلاقة أغضبت الآلهة “هيرا” أو “جونو” زوجة “زيوس” التي لا تفتأ تغار عليه، طلبت من زوجها عدم مقابلة “كاليستو” لكنه لم يلب إلى طلبها، فقررت “هيرا” تحويل “كاليستو” إلى دب خشن الوبر وتركتها هائمة في غابات “أركاديا” . بعد عدة سنوات أصبح “أركاس” شاباً وسيماً مولعاً بالصيد . رأت “كاليستو” ابنها في الغابة فنسيت في قمة سعادتها أنها دب شرس وأرادت أن تحضن ابنها لتقول له إنها مشتاقة إليه وتحبه، لكن “أركاس” رأى أمامه دباً شرساً فاستل سهماً وأراد أن يطلقه نحو الدب، إلا أن “زيوس” الذي كان يراقب الموقف قبض على ذنب “كاليستو” وقذفها إلى السماء متحولة إلى الأبد إلى دب أكبر على هيئة نجوم . أراد “زيوس” أن يلحق “أركاس” بأمه فحوله إلى دب أيضاً وقذف به إلى السماء على هيئة دب أصغر، ولكن من الدبين النجمين ذنب طويل نوعاً ما لأنهما طالا عندما ألقى بهما “زيوس” إلى السماء . توسلت “هيرا” التي لم يعجبها ما فعل “زيوس” إلى أخيها “بوسيدون” “آلهة البحر” ألا يدع الدبين يعرفان الراحة ولذا يدور الدب الأكبر والأصغر إلى يومنا هذا حسب الأسطورة حول قطبي السماء من دون توقف .

إعداد: محمد هاني عطوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى