رجال أعمالنا والثالوث المعوق.. الإبتزاز والجبن والمغامرة
الثالوث البغيض معوق عند أغلب الأمم، وبدون مقدمات في موريتانيا، بعد معاناتها من ثالوث المرض والجهل والفقر، فهي تعاني أيضا، سياسيا من ثالوث عزيز واعل وبوعماتو منذ انقلاب 3 أغسطس2005، ولو بشكل متفاوت، بعد خلافهم المحدود، ورجال الأعمال يعانون، من ثالوث الابتزاز،- ابتزاز السلطات والأنظمة المتعاقبة منذ نشأة الجمهورية الإسلامية الموريتانية وإلى اليوم-، وجبنهم، رأس المال بطبعه جبان والمغامرة، لأن بعضهم لا يريد التكيف مع هذا الخطر الحقيقي المدمر، للمصالح الاستثمارية بوجه خاص.
ولابد لمن أصر على الاستثمار في موريتانيا وغيرها من دول الاستبداد والاستحواذ، من الإذعان الكلي أو قريبا من ذلك، وإلا فالأصلح له ترك المغامرة بوضع ماله كله في صعيد محلي حارق، وليحاول التركيز على الاستثمار في مكان آمن، وإن أبقى القليل، فليعلم أن مصيره التلاعب والهدر، ما بين الإنفاق السياسي، المفروض لصالح السلطة أو المدفوع في جيب المعارضة و الإعلام المأجور، المشترك -استغلالا – في اللعبة القذرة.
ومن وجه آخر يهدر ما بقي في الضرائب غير المستحقة، رغم ترك الزكاة، أحيانا، وتلك بعض عقوبة الرحمان حين تنأى عن إنفاق القليل على حق الله وحقوق عباده، “وفي أموالهم حق للسائل والمحروم”، وخصوصا من ذوي الأرحام ” ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ” .
فيأتيك حين تتهاون بالزكاة وحقوق الرحم وغيره، ما لا قبل لك به، من اشر الطغاة والدكتاتوريين، لأنك فحسب، عارضتهم بسلم وموضوعية أو تحامل زائد أحيانا، أنت في النهاية مأذون فيه دستوريا وقانونيا أحيانا كذلك، نظريا على الأقل.
فهم يتحاملون عليك ومن حقك أخي المواطن، غنيا أو فقيرا، أن تنتقم سلميا وإعلاميا وأخلاقيا وقانونيا وديمقراطيا، دون تجاوز شرعنا الإسلامي الجامع الحكيم، المنصف للمظلوم والظالم، للمظلوم بإتاحة الفرصة له للقصاص وأخذ حقه كاملا في الدنيا والآخرة “ولكم في القصاص حياة”، وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا “، وللظالم بوقفه عند حده عند الزلة الأولى أحيانا، حتى لا يتحول إلى طاغية ليضر حتى نفسه في النهاية، مثل القذافي وغيره من طغاتنا المعاصرين، لأن الإنسان لا يفهم ولا يتعظ بسهولة، ولو قطع نصفين أحيانا، وكما قيل في المثل الحسان: “ولا يبرك جملو في العافية” والعياذ بالله تعالى!.
وما دمنا نتخبط جراء عرقلتنا من طرف الثالوث المذكور في قطاع التنمية بالمعنى الواسع، أو من طرف ثالوث آخر على الترتيب، في المال والمخابرات والسياسة “محمد ولد بوعماتو، اعل ولد محمد فال، محمد ولد عبد العزيز”، ومن باب الدعابة الحقيقية، فإن محمد ولد عبد العزيز لم يستقل قانونيا من الجيش، لأن اسمه المسجل به في الجيش محمد علي ولد عبد العزيز، وليس الإسم ورد لوزارة الدفاع وقيادة الأركان محمد ولد عبد العزيز. والمصدر هنا شديد الإطلاع ميداني الحرفة.
وثالوث آخر معرقل ومعوق حقا للاستثمار المحلي أولا والأجنبي بالدرجة الثانية، “الإبتزاز والجبن والمغامرة”.
فإنه من الجدير الإشارة ما دام الوقت ملائما ومناسبا للحديث عن “الثواليث” لمحاولة اعل ولد محمد فال خديعة الرأي العام المعارض المحلي والإعلامي والدبلوماسي، وحتى الموالي في شطر منه ربما، فلتكن الكلمة باختصار في هذا الصدد.
إن اعل وعزيز وبوعماتو أوجه ثلاثة لعملة سباعية واحدة، تبتغي اللعب بأهل موريتانيا، بمن فيهم طبعا عائلة الأدارسة الشريفة “أولاد بسبع أنفسهم”، وهم الأكثر تضررا في النهاية منا جميعا في النهاية، مهما تحايل بعضهم على المال العام أو استغل السلطة بأي شكل من الأشكال، على شاكلة “أولاد ابييري” أو “العروسيين” أو” اسماسيد” أو “اجيجبه”، أو” أولاد بسبع” منذ 2005 بوجه خاص، والآخرون قبلهم بزمن طويل.
فيا اعل تحسبنا بلهاء، إنك أسرق من عزيز، و”أملى” من عزيز، وأكثر استبدادا من عزيز، وأعمق وأذكى وأخطر من عزيز، وادهي و”أكحل” من بوعماتو، ولتذهب إلى “المتوددين” بوجه خاص من بعض أصهارك، من أمثال الصحفي فلان، الذي يكتب لك والقانوني الآدراري الوداني “علان” الذي يسوغ لك، رغم قطيعة مؤقتة عابرة مع هذا أو ذاك حسب المصالح والدفع، أو على المنتدى: كشكول الفاشلين والمتسكعين في شارع طلب السلطة بأي ثمن ولو عن طريق محترق، مرمي على قارعة “الكأس”، وسرقة المال العام دون حدود تقريبا، إلا ما لم يتيسر ولو أعطيت البنك المركزي، لما استحيت أن تفرغه من الأوراق المالية وتبني محله سوقا مشابها أو أكبر من سوق سوكوجيم، وتزوير الجوازات السفرية لصالح بعض “الصحراويات المتحررات”.
وأنت يا اعل تعرف الكثير من هن، ولدي بعض التفاصيل التي وجدتها في مشرق الأرض وقصيها عندما زرت بيروت، فأخبارك السيئة تطايرت كشظايا القنبلة الانشطارية في كل زمان ومكان تقريبا، والله حسيبك أعاذنا الله من حالك، ومع ذلك تحتقرنا وتحتقر الجميع، وتحاول اللعب بنا بعدما عذبتنا وسرقتنا صحبة معاوية وعزيز قرابة ربع قرن من يوم الأربعاء12-12-84م إلى يوم الأربعاء3 اغسطس2005 إلى يوم من أيام الله عند نهاية المرحلة الانتقالية سنة 2007، ليس هذا ربع قرن أو أكثر، فلا تتعب نفسك بالمساحيق والبيانات والفبركة، فبعضنا يعرف عنك أكثر مما يعرف فلان لصيقك في العمل الأمني وملف المخدرات، وضجيعتك الصابرة، التي ابتلاها الله بك، فلا تملك إلا الصبر، ولها الأجر إن شاء الله.
النظام الحالي سيء وسوءه لا ينطلي على أحد، لان الموريتانيين يعيشون حريقه وورطته بصورة يومية، وما قلت فيه أقل من الواقع، فلماذا كتمت البقية، وكتمان بعض الحق جور، ولعل كتمان البعض والتصريح بالبعض الآخر، أخطر من السكوت التام، ولكن لماذا لم تقل هذا، -إشارة إلى مقابلتك مع الزميلة الأخبار وبيانك اليوم-.
أقول لماذا لم تصرح ببعض هذا، أيام كنت مدير مخابرات الطاغية الدموي معاوية، رغم ايجابياته المعروفة عندك، كعدو حقيقي لا مراء فيه، رغم ما قلت عن معاوية الذي ظاهره العسل وباطنه السم، الذي بدا بعضه لا كله، من يوم 3 اغسطس2005 إلى نهاية المرحلة الانتقالية، وعندما مللت من جلد صديقك معاوية وشريكك في الجرم والجانب الإيجابي أحيانا، بدأت تعتذر ضمنيا بعدما “كسحت” على غرار ما يقال بالحسانية، فلا معاوية تكلم ولا أهله من باب أولى، ولا أنصاره، فتركك الجميع كالسفيه بلا جواب، لأنك لا تستحقه، وما كتبت هذا إلا لصالح بعض المخدوعين، عسى أن لا يقعوا في شرك الإعجاب المغلوط بك.
ولماذا صمت أي سكت عن الحق أيام توليك للحكم بعد انقلاب “أولاد بسبع” يساوي اعل زايد عزيززايد بوعماتو ومعهم الماجن المخطط الصامت الجامع للمال محمد ولد القزواني.
باختصار أف لتنوعك، ومحاولة خديعة المعارضة الهشة، السيئة المقصد، السلطة بأي سبيل، ولو عن طريق اللواط السياسي، إسقاط عزيز عن طريق موضوع ضرائب بوعماتو، أو بيانات إعل الخادمة للعشيرة، التي ينتمي إليها، حسب فهمه القبلي الضيق، يقول في نفسه افتراضا، ويؤمن من التأمين عزيز على ما يقول اعل في نفسه تأويلا وتوقعا راجحا، إن سقط جانب قريبي عزيز، وكلنا أولاد اعلي، يرتفع ميزاني، أنا وبوعماتو، ووقتها تبقى السلطة دائما في يد الأسرة الشريفة “الذكية”، المتورطة في مرجل السلطة الخطير.
الله إعافيك يا اعل، تحسب بـ”بيشتات”، الحسبة القديمة، إنني من “كرن الكصبه” الحي التقليدي بأطار، غير بعيد من “بيروه”، ولا يمكن ان تضحك علي، إن ضحكت على أهل موريتانيا جميعا، وصاحب “أهل تشيت” الماسني الشيخ سيدي أحمد ولد باب مين “الصندري الإنقلابي” صديق الانقلابي هيداله، وسفير الانقلابي معاوية في ابوظبي سنة 2003.
كلهم، في الجريمة الانقلابية، والمستغلة للكرسي والمال العام، وإن بأوجه أو مستويات مختلفة سواء، هيداله، ولد باب مين، معاوية، اعل، بوعماتو، عزيز، غزواني، ولا ينخدع لمقالاتكم ولا تصرفاتكم، ولا كلامكم، ولو كان معسولا، أو منتقى عن قصد وتخطيط مثل فبركاتكم الأمنية، طيلة ربع قرن من الزمن، أو مصبوب من “الحاشيه”، أقول لا ينخدع لهذا أو ذاك إلا ضعيف العقل، ذاهب الرشد، شارد الفهم، خائر العزيمة والصرامة في الحق.
آه، ما ترك لي الحق من صاحب، ولكن كفاني هو، وهو الله تعالى، باسمه الحق سبحانه وتعالى، فالله وجهتنا ومطلبنا ومقصدنا، وليس تبرير خطأ فلان أو علان، أو زيادة وتلميع صواب فلان أو علان، ولا شكر على واجب، وإن استحب في غيابه شكر المحسن الحقيقي، بحذر وتوازن، وإذا لزم ذلك فقط، على شاكلة من لم يشكر الناس، لم يشكر الله، وأما المديح الزائد الهدام، فقد قيل في أصحابه، أحثوا في وجوه المداحين.
وعود على بدء، أقول رجال أعمالنا يعانون بسبب إصرار أغلبهم على الربا وعدم الحرص على إخراج الزكاة كاملة، ولمستحقيها دون مجاملة ودون من، وكأنهم أحيانا يعطون من مالهم الخاص.
الزكاة حق المال المفروض شرعا من الله جل شأنه، ويطلق عليه البعض غسيل الأغنياء لمالهم، فلا وجه لأن تمن أيه الغني البخيل على أي مستحق ما تدفع له من زكاة مالك، المحصل غالبا من الحرام والمشبوه، وأقله عند أكثر أغنياء آخر الزمان الحلال.
أقول باختصار هؤلاء الأغنياء، المسمون اصطلاحا معاصرا رجال الأعمال، لهذه الأسباب وغيرها، يعانون من ابتزاز السلطة، سواء أيدوا أم عارضوا، وبوجه خاص إن أصروا على المعارضة، فكلما جاءت مناسبة لزيارة رئيس أو مناسبة حكومية ذات بال، ولو تراثية ثقافية، مثل ما أقيم في وادان أو شنقيط أو تشيت أو ولاته، أو مهرجانات الكيطنة بتجكجة أو أطار أخيرا، فكلها فرصة للسلطة الحالية بوجه خاص، والسلطات الموريتانية عموما منذ 1960 وإلى اليوم وبوجه خاص الأنظمة العسكرية الإنقلابية الاستبدادية سنة 1978، لتفرض الأتاوات والرسوم والعطايا الثقيلة المفروضة على كل تاجر معروف، وعلى وجه خاص، ذلك الذي يستفيد من حين لآخر، بمشروع ينفذ للدولة، بعد كثير من الشروط والمعوقات والرشاوى، فيزاد عليه في مثل هذه المنافسات، إلى جانب الحملات طبعا، والضرائب من حين لآخر، حتى إن وفى بحقه الضريبي، التقليدي المفروض عليه قانونا، مثل شركة التأمين المتواضعة النشاط، “آتلانتيك لندن كيت”، فما دام فيها عبد القدوس ولد اعبيدن المعارض المعروف المسالم، فسيظل يتحامل عليها بحجة تفتيش ضريبي، مثلا لسنوات 2013،2012،2011، وبدون حياء، يضرب بمبلغ خيالي غير مبرر، يصل إلى 250 مليون أوقية، ينفر البريطانيين، الذي التقى سفيرهم اليوم ولد عبد العزيز، ولعلمكم البريطانيون، شركاء في مؤسسة “آتلانتيك لندن كيت”، والأمر واضح جلي، من اسم الشركة، فيكون هذا في محصلته، منفر للاستثمار المحلي والأجنبي، سواء بسواء.
وما سحب رخصة “بومي” -ظلما وعدوانا- وابتزازا مشهودا به عند العارفين، حتى على مستوى الوزارة المعنية نفسها، إلا بعض ذلك، مما اضطر السلطة للمسارعة لبيع الرخصة المثيرة، لاستغلال حديد “تماكوط”، والتي كلفت مجموعة اعبيدن والشريك الاندنوسي “بومي انترشينال” قرابة 65 مليون دولار، دون تعويض حتى الآن، مع التجاوز والتغاضي إلى مرحلة بيع الرخصة لاستراليين صحبة شريك سباعي، هو ولد قده، باسم إحدى مؤسساتهم المتكاثرة عن قصد، تفاديا للضرائب، رغم أنه ميسر له بحكم القرابة والإذعان، وفساد مقاييس الحكم عندنا وعند العالم الثالث عموما.
إن هذا الابتزاز الواضح من جانب السلطة ضد رجال الأعمال في حالة معارضتهم بوجه خاص، وإن كانوا موالين أرهقوا بفعل “انهيم” أي الإرسال العلني والسري في المهام المختلفة لخدمة رأس النظام وأسرته وكل ما تعلق به، حتى لعق نعاله والعياذ بالله تعالى.
ولكن هذا كله في صف الموالين تكاليف وضرائب رمزية خصوصا بالمقارنة مع ضرائب رجال الأعمال المعارضين، مثل عبد القدوس ولد اعبيدن أشهر رجل أعمال معارض، رغم تواضع نشاطه، وتعويقه نهائيا في الوقت الراهن، حتى صفقة 150 مليون من سيارات BMW، لم تسدد منذ سنة 2008، رغم أنها صفقة شارك فيها في زمن سيدي عدة مؤسسات، وعند فوز شركة “آتلانتيك موتورز” وليس “آتلانتيك لندن كيت”، رغم أنها إحدى مؤسسات “مجموعة اعبيدن”، إلا المؤسسة المذكورة لم تسددها الدولة الموريتانية مستحقاتها، جراء شراء هذه السيارات الفارهة، الغالية الثمن عند المورد الألماني أصلا، ولمدة ثلاث سنوات، ظلت “سوجوكو” المرآب، بالميناء ملتزمة بـ”فيدانج” هذه السيارات الرئاسية السبعة، وإن كانت ثلاث منها منحت للدرك، كلها هذا الموكب ظلت المؤسسة ملتزمة بما يترتب على العقد، الملتزم به من جانب الطرف المدني التجاري، ومن جانب الدولة والنظام المسيس، رفض التسديد، لأن من بين أبناء اسماعيل ولد اعبيدن حفظه الله وأطال عمره في طاعته ولد صارما ثابتا على موقفه -مهما كان- يسمى عبد القدوس ولد اسماعيل ولد اعبيدن، لهذا جاز في مقياسهم الأسري المزودج منح رخصته وشركائه الأندنوسيين “بومي انترناسيونال” لولد قده وشركائه الاستراليين، وعدم تسديد 150 مليون أوقية مستحقة منذ 2008، وسياراتها مازالت صالحة تستغل ليل نهار دون أن يسدد أصحابها المغبونون “آتلانتيك موتورز” الممثل الوحيد لسيارات BMW الألمانية و”فورد” الأمريكية بموريتانيا، رغم أن الألمان قبضوا نقودهم من الشركة المذكورة، قبل وصول السيارات طبعا، أي منذ سنة 2008، ووصلت السيارات بمواصفات نوعية، وضربت الضرائب الوهمية، بمواصفات نوعية 250 مليون على “آتلانتيك لندن كيت”، بدل تسديد 150 مليون أوقية منذ 2008 لشقيقتها “آتلانتيك موتورز”، وسحبت رخصة “بومي” رغم مصاريف 65 مليون دولار، قرابة28 مليار أوقية أو أكثر.
جو من الإبتزاز وصل مرافقة احد رجال الأعمال الكبار لولد عبد العزيز في رحلته إلى أمريكا، وبدل أن يمنحه ثقته وينفتح عليه ويبادله الولاء والتوبة النصوح أو الخادعة، بتخفيف الضغط وتسديد بعض المستحقات وتسيير بعض الأمور الشكلية، دون الحصول على بعض المشاريع، المخصصة في أغلبها “للمافيا” وخاصة الخاصة، وليس من بينهم أقارب معاوية على الإطلاق، أقول كلفه بالتكفل بتسديد كل ما تطلبه تكيبر، من متاجر “واشنطن” الغالية الثمن.
ومن السجن إلى القصر، ثم إلى أمريكا، والتكليف بالمهام الخصوصية جدا، من شدة طاعته قبل، ومن شدة احتقاره له كلفه بهذا المستوى، ومن شدة بخله وكثرة أمواله المشبوهة، أي الحاكم، قبل أن يسدد غيره مشتريات زوجته تكيبر، المغرمة بالتسوق الأعمى، وكأنها “ما كط شافت ليلة بيضاء”.
ورضي رجل الأعمال المشار إليه بالإهانة، لأنه واقعي، على رأي البعض، وكلهم يمارسون، من مستويات مختلفة، متقاربة ومتباعدة، سياسة “ولد محروك بيو” الموريتاني الأصيل، لأن حالته هي نفس مسار الموريتانيين كلهم، وليس الموريتانيات، إلا قبل العقد أحيانا، أما عندما تعقد وتدخل بها، فـ”تنزكك” أي تصرخ في وجهك، حتى تعلم أنها لم تكن تتمسكن وقت العشق الكاذب والخطوبة العابرة، إلا لتتمكن!!!.
أما عن جبن رجال أعمالنا، وخصوصا من بعض أهلنا، فقد وصل حد الذهاب إلى “طيبة” لإقناع عبد الله ولد نويكظ رحمه الله بضرورة دفع أي مطلوب جراء أزمة أموال البنك المركزي، ورغم أنه وقع مبلغ يقارب مليار أوقية، ودخل في حساب السلطة المجهول طبعا، إلا أنه أدخل السجن وأدخل معه حتى من أبدى شيئا من العناد المشرف، الذي تحول لاحقا بعد الخروج من السجن إلى أروع صور الجبن والخنوع المذل والنفور من العطاء للأهل ومنع الجلاد الحالي والسجان السابق، إلى حد تسديد مشتريات زوجته، إبان الزيارة الأخيرة في أمريكا، التي أهانت الزعماء الأفارقة الزائرين، ورجال الأعمال من باب أولى، بحجة التحرز، من الايبولا أو غيرها من الأمراض الإفريقية، والتي من أقواها في مخ رجال الأعمال الجبن والخوف من ابتزاز رؤسائهم المستبدين والانقلابيين، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، وأما من غامر مثل عبد القدوس ولد اعبيدن، فقد فرض عليه دفع الثمن للسلطة فقط، وليس لجهة مستحقة، ذات رحم مثلا، ذات حاجة شديدة صعبة تستحق التفهم.
وأنصح رجال الأعمال جميعا بهجرة جماعية، وإبقاء القليل من أموالهم للمصروف اليومي فقط، فـ”اتراب ممروكه” إن لم يذهب النظام الحالي إلى مزبلة التاريخ، مثل حكم معاوية والمخطار وولد هيداله وسيدي ختو، وكل الأنظمة المتعاقبة، دون اقتراع شفاف، حتى سيدي ختو كان مرشحهم الرئاسي، ومدعوما بوجه خاص وعلني من قبل العسكر الانقلابيين أغلبهم وقتها، وخصوصا عزيز وغزواني وغيرهما من رؤوس المجون و الانقلابات والتلاعب بكل عمومي وخصوصي، سواء كان معنويا أو ماديا، أو حتى عرض مصان بين فخذين، لا يصعب التغلب على طهرها الهش المدعي أحيانا، إلا من رحم منهن ربك، إلا بمجرد الدفع، حسب المستوى.
لقد فسد حالنا الدنيوي كله، فهل ترى الأخروي أصلح.
وما الدنيا إلا مطية الآخرة وبوصلتها وساحة امتحانها واختبارها.
يا رب أنقذنا واجعلنا ممن رحمت ونجيت من هذه الفتنة المتصاعدة، فتنة الانقلابات وتصرفات سدنة الانقلابات منذ 1978 وإلى اليوم، وقبل ذلك عملاء النصارى، ومن تزوجوا منهم، واختاروا مجاملتهم ومداعبتهم، على السرير وفوق الطاولة وتحت الطاولة.
اللهم أنقذنا من سيرة هؤلاء جميعا، وحصيلة أعمالهم السابقة والحالية، التي ندفع نحن البسطاء البرءاء والفقراء ثمنها، لسكوت أغلبنا “فالساكت عن الحق شيطان أخرس”، ولله في خلقه شؤون، وكيف ما تكونوا يول عليكم.
فاستغفروا الله وتوبوا إليه توبة نصوحان عسى أن لا تنزل بكم صاعقة أو قريبا من داركم، فتنة هوجاء، قد تصيب الجميع لا قدر الله، إن استمر عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسكوت المطبق على هذا الباطل المتنوع الصارخ الجلي.
اللهم، اللهم، اللهم، حفظك، يا أرحم الراحمين.
قال الله جل شأنه: “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”.
اللهم ما من صواب فمن الله، وما من خطئ فمني.
عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة “الأقصى”