“النيش”..موزع كهرباء يمنح الموت بسخاء في “العشوائيات”

altفي “الحي العسكري” بمقاطعة توجنين، شرقي العاصمة نواكشوط، تعيش سيدة أربعينية تدعى “فاطمة”، تقضي أيامها بلا أنيس بعد أن توفي ابنها الوحيد إثر صعقة نتيجة تماس كهربائي في فناء بيتها، بعد ليلة ماطرة من خريف العام الماضي.

فارق الفتى البالغ من العمر 15 عاماً، الحياة لأن أسلاكاً كهربائية لا تخضع لمعايير السلامة تجوب شوارع حيه ليلبسها الماء خطر الموت بالصعق؛ هكذا مع كل خريف يردد السكان قصص الموت التي تخلفها الكهرباء بكثير من التسليم وكأن قدرهم أن يتعايشوا مع قاتل يتربص بهم يوميا. لا يختلف المشهد كثيراً في حي “آنتين” بنفس المقاطعة، حيث تشرق شمس كل يوم على أطفال الحي وهم يلعبون في شوارع تغزوها أسلاك الكهرباء المتشابكة، وغير المغلفة في أغلبها، فأصبح مشهد التوصيلات التي تنعدم فيها أبسط نظم السلامة مألوفا للأهالي. سكان مثل هذه الأحياء يرون في هذه الأسلاك مصدراً وحيداً للطاقة؛ حيث تقع أحياءهم خارج نطاق تغطية الشركة الوطنية للكهرباء، ما يحرمهم من الكهرباء ما لم يسلكوا إليها طرقاً ملتوية قد لا تتوفر فيها معايير السلامة.

صحراء ميديا – اقريني ولد امينوه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى